ad a b
ad ad ad

خريطة استقطابات النفوذ الإيراني في أمريكا اللاتينية خلال 2020

الجمعة 01/يناير/2021 - 04:25 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تعتبر أمريكا اللاتينية البعد الاستراتيجي والسياسي للنظام الإيراني، وبالأخص فنزويلا التي تساعده ليتخطى العقوبات الأمريكية عبر إمدادات مشتركة للاحتياجات الاقتصادية، كما أن الظروف التاريخية والمجتمعية جعلت من القارة اللاتينية ملعبًا لأنشطة حزب الله خلال السنوات الأخيرة الماضية.


ووسط التغييرات السياسية التي طالت القارة اللاتينية شهد عام 2020 تطورًا في العلاقة بين إيران وذراعها المسلح حزب الله وبين حكومات المنطقة، سواء بالتقارب أو بالتباعد، فالاختلافات التي ضربت المنطقة أسهمت نوعًا ما في تغيير خريطة العلاقات بين القوى المعنية في هذا الملف، ولكن فنزويلا حافظت على امتداد العلاقة بينهما.

خريطة استقطابات النفوذ

تقارب أيديولوجي واقتصادي

لاتزال فنزويلا هي الدولة اللاتينية الأقرب لإيران وذلك لعدة أسباب أولها أن الحكومتين لديهما توجه عدائي ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت عقوباتها الاقتصادية عليهما جراء رعايتهما للجماعات الإرهابية، فضلا عن مناوشات استراتيجية أخرى، فالمعروف أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يمثل بتوجهاته امتدادًا لهوجو تشافيز صاحب العلاقات الوطيدة بطهران على حساب العداء لواشنطن التي تتحسس من العلاقة بين الطرفين.


أولا: التبادل النفطي

وعلى خلفية ذلك، شهد عام 2020 تعاونًا بين كاراكاس وطهران لتجاوز الأزمات الاقتصادية على اعتبار أن الدولتين يعتبران نفسهما سوقًا لبعضهما البعض، ذلك التعاون الذي يغضب واشنطن، ففي 14 مايو 2020 هددت الإدارة الأمريكية بالرد على إرسال طهران خمس ناقلات نفط تحمل علمها إلى كاراكاس، ومن جانبها أعلنت إيران في 16 مايو 2020 عبر رئيس موظفي حسن روحاني، علي ربيعي أن الدولة لديها الحق في إقامة علاقات تجارية مع أي كيان دولي، وأن التبادل التجاري بين طهران وكاراكاس سيستمر بغض النظر عن الغضب الأمريكي، كما هدد ربيعي بالرد إذا ما اعترضت واشنطن طريق الناقلات.


ويعد إرسال النفط من إيران إلى فنزويلا تحديًا لواشنطن بعد العقوبات الأمريكية المفروضة في يناير 2019 ضد الشركة الوطنية النفطية لفنزويلا، والتي كانت تعتبر أبرز مساهم في الدخل القومي للبلاد، وعلى إثر ذلك لوحت الإدارة الأمريكية في أغسطس 2020 بدراسة فرض عقوبات أوسع على قطاع النفط الفنزويلي الذي بات يعاني من تدهورًا كبيرًا جراء العقوبات.


وفي 5 ديسمبر 2020 أرسلت طهران أكبر أسطول مكون من 10 سفن محملة بالنفط إلى فنزويلا استمرارًا للتحدي الأمريكي، وأشارت وكالة الأخبار بلومبيرج إلى أن هذه الناقلة تدعى اندروس وحُملت بحوالي 1,9 مليون برميل نفطي.

خريطة استقطابات النفوذ

ثانيًا: مناجم الذهب المسروق

تزعم واشنطن أن فنزويلا تدفع أطنانًا من الذهب المهرب مقابل ناقلات النفط التي ترسلها إيران، وشدد وزير خارجية واشنطن مايك بومبيو في 29 أبريل 2020 على ضرورة رفض الدول المختلفة لمرور طائرات شركة ماهان الجوية التابعة لإيران؛ لأنها تحمل هذا الذهب المهرب الذي تسرقه الأخيرة من الشعب الفنزويلي المضطهد من وجهة نظر إداراته.


وفي إطار ملف الذهب المهرب،  لطالما نفت الدولتان وقوع هذا الأمر، إلا أن تقرير العربية المنشور في سبتمبر 2020 يقدم تصريح ليحيى صفوي مستشار الشؤون العسكرية للمرشد، علي خامنئي بأن طهران بالفعل تتقاضى الذهب مقابل النفط.


ومن جانبها، قالت الباحثة المتخصصة في شؤون أمريكا اللاتينية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أمل مختار في تصريح سابق لـ«المرجع» أن فنزويلا بالفعل تهرب الذهب لإيران ما يعد ضياعًا لثروة الجيل الحالي والقادم للبلاد، مشيرة إلى أن كاراكاس تمارس هذا الفعل لانهيار القطاع النفطي لديها نتيجة العقوبات الأمريكية، مشددة على أن التنقيب عن الذهب بمناجم المنطقة يتم بشكل غير مشروع؛ لأن النظام الحاكم يحاول البقاء في السلطة مهما كان الثمن.


تباعد سياسي وأيديولوجي

وعلى عكس استمرارية العلاقة بين فنزويلا وإيران فإن هناك دولا أخرى كبرى في أمريكا اللاتينية حولت توجهاتها ضد الإدارة الإيرانية، لاسيما الأرجنتين وباراجواي، وهما قد أعلنا في 2019 جماعة حزب الله كتنظيم إرهابي.


وفي رؤية قدمتها الباحثة أمل مختار لـ«المرجع» حول هذا التحول قالت إن تحول السياسة في دول القارة من الأحزاب اليسارية إلى الأحزاب اليمينية أسهم في تشكيل تيار معارض للنفوذ الإيراني بالقارة، وهو ما ظهر في ضعف علاقات التعاون التي وقعت بين هذه الدول وطهران خلال عام 2020 استكمالا لتوجهات التباعد التي بدأت في 2019.


المزيد.. باحثة في شؤون أمريكا اللاتينية: فنزويلا تبيع الذهب الخام لإيران لانهيار سوق النفط (2-2)

"