يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

إيران تتحدى العقوبات الاقتصادية الأمريكية وتدعم فنزويلا بالنفط مقابل المناجم

الأحد 24/مايو/2020 - 12:40 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

عاد الصراع الثلاثي بين فنزويلا وإيران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى إلى الواجهة مجددًا، نظرًا لاعتراض واشنطن على تصدير النفط الإيراني للدولة اللاتينية، بعدما فرضته من عقوبات اقتصادية نتيجة رعايتهما للتنظيمات الإرهابية.


في 16 مايو 2020 نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية عن وكالة "نور" الإيرانية القريبة من السلطة بحسب وصفها أن نظام الملالي مستعد للرد على واشنطن إذا مارست القرصنة البحرية ضد ناقلات النفط الإيرانية إلى فنزويلا، مضيفة أن أنشطة واشنطن الأخيرة تهدد الممرات المائية الدولية وهو ما لا يمكن تمريره دون رد، مهددة بأن الناقلات الأمريكية من المحتمل أن تلقى نفس مصير البريطانية التي احتجزتها طهران في وقت سابق إذا لم تتوقف الولايات المتحدة عن تهديد التجارة النفطية البحرية بين طهران وكاراكاس.


إيران تتحدى العقوبات

من جهته قال رئيس هيئة موظفي الرئيس حسن روحاني، علي ربيعي في 16 مايو 2020 عبر وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» إن العلاقات التجارية بين بلاده وفنزويلا لا تخص أي طرف دولي، وأنهما سيستمران في هذه العلاقة الاقتصادية لنقل البضائع فيما بينهما.


أزمة التعاون الإرهابي


بدأت حدة الخطاب السياسي بين الأطراف الثلاثة تتنامى مؤخرًا منذ تصريحات مسؤولين في الإدارة الأمريكية لـ«رويترز» 14 مايو 2020 بأن السلطات تدرس كيفية الرد على إرسال خمس ناقلات نفط بحرية تحمل العلم الإيراني إلى فنزويلا رُصدت عبر شركات تتبع حركة السفن، مشيرة إلى معلومات مؤكدة لواشنطن تؤشر على أن إيران وفنزويلا يعملان معا بمبدأ النفط مقابل الذهب، أي أن المناجم الغنية للدولة اللاتينية وضعت تمامًا تحت تصرف طهران، وهو ما أحدث حالة من الاستنفار العام بمحيط بحر الكاريبي تحسبًا لاعتراض الناقلات النفطية، وهو ما تحذر منه طهران.


وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بوميو، طالب في 29 أبريل 2020 برفض منح شركة «ماهان» الجوية الإيرانية حقوق التحليق جويًا عبر الدول بعد شحنات غير معلومة لفنزويلا، مؤكدًا أن هذه الشركة هي ذاتها التي تنقل المسلحين والإرهابيين إلى دول الشرق الأوسط وأن واشنطن سبق وفرضت عليها عقوبات جراء مساعداتها المشبوهة للحرس الثوري الإيراني، ما يعني أن واشنطن كان لديها تكهنات بتجارة ما بين البلدين دُفع مقابلها على هذه الطائرات وبعدها تم رصد السفن المحملة بالنفط نحو كاراكاس، ولكن مسؤولي فنزويلا حينها أشاروا إلى أن الشحنات الجوية بين الطرفين تشمل معدات لتشغيل مصفاة كاردون النفطية.


عقوبات لردع التطرف


يتعلق التصعيد الأمريكي الأخير برغبة واشنطن في تقويض التعاون بين فنزويلا وإيران المفروض عليهما عقوبات اقتصادية لتمويلهما الجماعات الإرهابية، فبهذه المساعدة التي يقدمها نظام الملالي لحليفه اللاتيني يهدف إلى إضعاف التأثيرات التي خلفتها عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية على قطاع النفط الفنزويلى الذي يعاني بالأساس من الإهمال الحكومي وضعف الاستثمارات جراء تراجع الصيانة والحالة الاقتصادية العامة.


ففي أواخر يناير 2019؛ قررت الولايات المتحدة، بعد شهور من الدراسة، فرض عقوبات على شركة النفط المملوكة للدولة (بتروليوس دي فنزويلا) التي تعد مصدر الدخل الأساسي للعملة الأجنبية بالبلاد، لأن واشنطن تعتبرها المدخل الذي تعتمده كاراكاس لدعم التطرف والإنفاق على أنشطة الفساد السياسي ودعم رجال الأعمال المشبوهين، مع اعتراف ودعم كامل قدمته واشنطن لـ«خوان جوايدوا» الذي أعلن نفسه رئيسًا للبلاد منذ شهور.


وتتحفظ واشنطن على علاقة إيران بفنزويلا ودعمهما المشترك لجماعات الإرهاب عبر ما يمتلكانه من مقدرات، إذ يؤكد نواب البرلمان الفنزويلي كأمريكو جراتسيا في منتصف يناير 2019 أن سلطات كراكاس تسمح لميليشيات حزب الله بالسيطرة على مناجم الذهب والماس والمعادن النفيسة التي تنتشر بالبلاد لصالح دعم حليفتها إيران، ويساعد حزب الله في ذلك الجماعات الإرهابية المسلحة بالقارة كجيش التحرير الوطني «ELN» .


كما تتسم علاقات فنزويلا وطهران بالبعد التاريخي والأيديولوجي فمنذ نجاح الثورة الإيرانية في 1979 ووصول النظام الثيوقراطي للحكم وهو يرى في الجالية الشيعية في أمريكا اللاتينية امتدادًا يضرب باستمالاته استقرار الجارة الولايات المتحدة الأمريكية، مستغلاً عداء الأنظمة الاشتراكية الفنزويلية لواشنطن، فخلال فترة رئاسة هوجو تشافيز تضاعفت العلاقات بين البلدين ووجدت طهران متنفسًا لاستثماراتها يحمل ذات الوجه العدائي لواشنطن، وعلى إثر ذلك ازدهر التعاون النفطي والمصرفي والزراعي بين البلدين، وباتت القارة بشكل عام ملعبًا أكثر انفتاحًا لأنشطة حزب الله قبل أن تتدارك بعض الدول اللاتينية خطورة الموقف.


وفي تصريح سابق لـ«المرجع» قالت أمل مختار، الباحثة في وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن فترة حكم «هوجو تشافيز» مثلت العصر الذهبي لإيران بالمنطقة، وسمحت له باستخدام مقدرات الدولة تأسيسًا على كراهية مشتركة للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى الرئيس الحالي لفنزويلا نيكولاس مادورو يحمل نفس توجه سلفه إزاء هذه القضية، لافتة إلى نائب رئيس فنزويلا الحالي، طارق العصامي الذي تولى سابقًا مناصب في وزارات الداخلية والطاقة والذي تتهمه واشنطن بمنح جوازات سفر مزورة  لعناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني لدخول البلاد ومن ثم النفاذ للولايات المتحدة لتنفيذ مهام مشبوهة بداخلها، يمثل دليلاً على استمرار الشراكة بين البلدين بما يحمل اضطرابات للمنطقة والمناطق المشتعلة عالميًا بمصالح الطرفين.


المزيد.. فنزويلا تفتح خزائن ذهبها لــ«حزب الله» اللبناني

"