ad a b
ad ad ad

حصاد ميليشيات الشيعة في بلاد الرافدين.. هكذا تحول العراق لحلبة صراع بين واشنطن وطهران

الجمعة 01/يناير/2021 - 05:58 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
بدأ العراق عامه الحالي، بداية ساخنة، عندما استهدفت غارة جوية أمريكية في 3 يناير 2020، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ومعه القيادي في الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، فلقيا مصرعهما قرب مطار بغداد. 

حصاد ميليشيات الشيعة
صواريخ طهران

في الثامن من الشهر نفسه، أطلقت طهران صواريخ، على قاعدتي «عين الأسد» و«أربيل» العسكريتين الأمريكيتين في العراق، ليكون بمثابة «ثأر» من تلك الضربة. ومنذ تلك الفترة، تبادل الطرفان الرسائل عبر العراق، فميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لإيران ظلت تقصف محيط السفارة الأمريكية في العراق بين فينة وأخرى وفي المقابل، واصلت الطائرات الأمريكية جولات متقطعة من القصف على مواقع هذه المليشيات، لاسيما المتمركزة منها على الحدود العراقية السورية.

العراق.. حلبة الصراع الأمريكى الإيراني

 واستمر التصعيد الأمريكي الإيراني داخل العراق طيلة الشهور التسعة الأولى من العام، إلى أن مالت إيران لنوع من التهدئة في الربع الأخير من العام، حتى لا تمنح إدارة الرئيس ترامب حُجة للتصعيد ضد إيران في العراق، وبالتالي، عدم التأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح ترامب. 

وتواصلت الاحتجاجات في العاصمة بغداد والمدن الجنوبية ضد سيطرة الميليشيات وشهد العراق موجة من عمليات الاغتيال، التي طالت الناشطين المدنيين من أبرزهم الكاتب هشام الهاشمي، الذي اُغتيل أمام منزله في 6 يوليو من هذا العام. فوصلت أعداد الضحايا من الناشطين المدنيين إلى العشرات، دون أن تتمكن الحكومة العراقية من اعتقال أي من المنفذين، بالرغم من تبعيتهم المعروفة لفصائل من الحشد الشعبي العراقية. 

جدير بالذكر أن العراق دخل عامه الحالي بحكومة مستقيلة، فرئيس الوزراء الأسبق، عادل عبدالمهدي، كان قد قدم استقالته في الأول من شهر ديسمبر من العام الماضي، تحت ضغط التظاهرات الشعبية التي اجتاحت العاصمة بغداد والمناطق الجنوبية، احتجاجًا على هيمنة الميليشيات على القرار السياسي.

المحافظ السابق عدنان
المحافظ السابق عدنان الزرفي
فشل القوى السياسية العراقية
 لستة أشهر كاملة، فشلت القوى السياسية الداخلية والدول الإقليمية والنفوذ الدولي من الاتفاق على مُرشح متوافق عليه لشغل منصب رئيس الوزراء، فقد فشل المرشح التكنوقراطي محمد توفيق علاوي في تشكيل حكومة جديدة، ومن بعده لم يتمكن المحافظ السابق عدنان الزرفي من نيل موافقة القوى السياسية الشيعية المركزية، التي تشغل أغلب مقاعد البرلمان. فتوافقت الكتل السياسية ومعها القوى الإقليمية والدولية على تكليف رئيس جهاز الاستخبارات مصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة المركزية.

 في السادس من شهر مايو، نالت الحكومة التي شكلها مصطفى الكاظمي ثقة البرلمان العراقي، بعدما رشح وزراء شبه مستقلين، إلى جانب شخصيات ذات خلفية مهنية، لكن مع ترشيح ورضا من القوى السياسية العراقية الممثلة في البرلمان. 

وتعهدت حكومة الكاظمي بالحد من سيطرة الميليشيات المُسلحة على المفاصل الحيوية من البلاد، من خلال ضبط سلاحها المنفلت، ولذلك تعددت المواجهات بين الكاظمي والميليشيات حتى وصل الأمر لتوجيه تهديدات للحكومة وهو ما تصدى له رئيس الوزراء وأعلن جهوزية الدولة لمواجهة تلك الحركات، لاسيما عصائب اهل الحق وحزب الله العراقي، الذي صدر بحق متحدثه الإعلامي أبوعلي العسكري، مذكرة اعتقال مؤخرًا.
"