اليمن.. الحوثيون يواصلون حملات الجباية على طلاب المدارس في صنعاء
الإثنين 28/ديسمبر/2020 - 02:11 م
أحمد عادل
تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، تنفيذ حملات نزول ميدانية إلى مدارس العاصمة صنعاء لجباية الأموال من الطلبة بذريعة التبرعات، إذ تصف الميليشيا الانقلابية هذه العملية بـ«المشاركة المجتمعية» لصالح المعلمين المحرومين من رواتبهم، لتقوم بعدها بنهب الأموال وتحويلها لحساب مجهودها الحربي.
ووفقًا لمواقع إخبارية يمنية، فتلك العملية جاءت بعد أيام قليلة من اقتحام الأمن النسائي الحوثي، العشرات من مدارس الفتيات في العاصمة لتوزيع كراسات حوثية وإلقاء حصص طائفية على المئات من طالبات المدارس من مختلف المراحل الدراسية.
كما لا تزال الفرق الحوثية، مستمرة في زيارة بقية المدارس الحكومية بصنعاء، يرافقها توزيع أظرف فارغة على الطلبة والطالبات، تحضهم بعد إلقاء محاضرات تعبوية على وضع جزء من مصروفهم المدرسي اليومي كدعم للمعلمين، وهو في الأساس يحول لصالح دعم جبهات الميليشيات.
بدورها، ذكرت مصادر تربوية أن الفرق الحوثية، ترفض استعادة الأظرف الفارغة في حال كان بعض الطلبة لا يمتلكون أي أموال، وتطالبهم بإعادتها في اليوم التالي بعد إحضارها من ذويهم.
في حين أصابت المظاهر المسلحة المصاحبة للفرق الحوثية التي طافت مدارس صنعاء، الأطفال صغار السن بالرعب والهلع، وأكدت المصادر أيضًا أن مكتب التربية والتعليم الخاضع للحوثيين بالعاصمة كان قد وجه تعميمًا لمديري المدارس الحكومية يطالبهم بالتعاون مع تلك الفرق التي تواصل سرقة مصاريف طلبة المدارس.
مناهج طائفية
في ذات السياق، وزعت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مناهج طائفية على طلاب المدارس، في محافظة الجوف، شمال شرق البلاد، مع فرضها معلمين لمواد القرآن الكريم والتربية الوطنية والإسلامية، ما ينذر بتداعيات كارثية، ومقامرة واضحة للإضرار بالمعلمين ومصدر معيشتهم.
وقال مكتب وزارة التربية والتعليم في المحافظة، إن انتهاكات ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق قطاع التعليم بالجوف، أخذت منحى أكثر خطورة على الطلاب خاصة والمجتمع عامة، بهدف إيقاف الجهود المجتمعية في اعادة فتح المدارس بالتواصل مع مكتب التربية والتعليم.
وحمل المكتب ميليشيا الحوثي مسؤولية تأخير صرف رواتب المعلمين، كونها المسؤولة عن أي تداعيات جراء ما تقوم به أعمال لحرف مسار العملية التعليمية، آخرها توزيع المناهج العنصرية، ما يستدعي اتخاذ الإجراءات القانونية التي تضمن تلقي الطلاب على التحصيل العلمي وتدريس الكتاب المعتمد من قبل الوزارة منذ 2014.
وأكد المكتب، حرصه الدائم والمستمر على استقامة العملية التعليمية وبذل كل الجهود للنأي بها عن التجاذبات، محملًا ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة على الانتهاكات المتصاعدة بحق التعليم.
ودعا مكتب التربية، المشائخ والعقلاء في المحافظة لإنكار هذه الأعمال التي تهدف إلى تفخيخ عقول الطلاب خدمة لأهداف قوى خارجية، واستغلال قداسة المدارس لنشر أفكار عنصرية.
وفي سياق متصل، عمدت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران إلى تغيير أسماء المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بالإضافة إلى إحلال المنتمين إلى سلالة زعيم الجماعة في شتى المناصب الإدارية في المؤسسات التعليمية اليمنية.
ويحذّر خبراء التربية من خطورة تلك الممارسات التي تحرف العملية التعليمية عن مسارها ودورها البناء ورسالتها النبيلة، وتوظيفها لصالح فئة دخيلة على ثقافة وهوية المجتمع، وانعكاساتها الكارثية على سلامة النسيج الاجتماعي وقيم العيش المشترك بين اليمنيين ومكانتهم المستقبلية بين شعوب ودول المنطقة والعالم.





