في مهمة ثانية.. باكستان مُرشحة للوساطة بين واشنطن وطالبان
السبت 26/ديسمبر/2020 - 04:55 م
نهلة عبدالمنعم
التقى زعماء حركة طالبان الأفغانية بالقيادة السياسية في باكستان لمناقشة عدة ملفات في إطار التجهيز لانسحاب القوات العسكرية لواشنطن من أفغانستان بموجب الاتفاق التاريخي بينهما، إذ أعلن المتحدث الرسمي باسم الحركة ذبيح الله مجاهد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر في 16 ديسمبر 2020 أن رئيس المكتب السياسي للحركة بالعاصمة القطرية الدوحة عبدالغني بردار التقى والوفد المرافق له مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في إسلام أباد.
مباحثات الوسيط
لفت ذبيح إلى أن بردار وقريشي تناقشا بشأن الوضع الراهن في «كابول» إلى جانب أحاديث حول ملف اللاجئين والتعليم والصحة والتبادل التجاري وقضايا السجناء، وفي لقائه بوسائل الإعلام قال قريشي إن بلاده ترغب في وجود سلام دائم بأفغانستان، وتطلع إلى وقف إطلاق النار والحد من العنف لدفع عملية السلام وإتمام التوافق الأمريكي مع قادة الحركة.
وأشار قريشي إلى أن الوفد السياسي لطالبان حريص على السلام والاستقرار في أفغانستان، لافتًا إلى أن المحادثات الجارية بين الأطراف الأفغانية هي فرصة تاريخية لتسوية النزاع سلميًّا، مطالبًا المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه إعادة الإعمار بكابول.
وأعلن شاه محمود قريشي أن الجولة التالية من المحادثات بين الأطراف الأفغانية ستعقد في الخامس من يناير 2021 ولكن لم يُحدد مكانها بعد، وشدد قريشي على أن بلاده لعبت دورًا حاسمًا لإتمام الاتفاق التاريخي بين واشنطن وطالبان، ويذكر أن باكستان كانت من ضمن الدول التي رحبت بشدة بهدذا الاتفاق لمصالح تربطها بين الأطراف المعنية.
وقف إطلاق النار
كانت واشنطن قد وقعت في فبراير 2020 اتفاقًا للسلام مع حركة طالبان يتضمن الانسحاب العسكري للقوات الأمريكية من أفغانستان مع حوار أفغاني داخلي يشمل جميع الأطراف يسبقه الإفراج الكامل عن المحتجزين من الحركة لدى الحكومة والعكس فضلًا عن إيقاف التعاون بين طالبان وأي تنظيمات ارهابية أخرى، وبالأخص تنظيم القاعدة، وعدم تحول البلاد إلى ملعب تدريبي للجماعات الإرهابية تخطط وتنفذ منه هجمات ضد المصالح الأمريكية، ولكن يبقى إيقاف العنف مطلبًا لم يُقر بجدية؛ إذ اتفق على أهميته الجميع دون طالبان المستمرة في حملاتها العنيفة ضد القوات الأمنية للحكومة.
وجاء دخول باكستان بشكل واضح على خط الوساطة بين واشنطن وطالبان من أجل إقرار وقف دائم وشامل لإطلاق النار بعد عمليات عنيفة نفذتها الحركة بالبلاد وخروج تصريحات معارضة من داخل المعسكر الأمريكي لما تمارسه الحركة رغم الاتفاق، فبالتوازي مع زيارة الوفد السياسي لطالبان إلى باكستان التقى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي، مارك ميلي مع مفاوضي الحركة في 17 أكتوبر 2020 في قطر من أجل الحديث عن المفاوضات الداخلية وإتمام عملية السلام وضرورة وقف إطلاق النار.
ولكن هل تستطيع باكستان بالفعل لعب دور حقيقي في الوساطة بين واشنطن والحركة، وخصوصًا أن هذا الأمر سبق وطرح أثناء لقاء رئيس الوزراء عمر خان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يوليو 2019 وتناقشا في الأمر وإمكانية تنفيذ إسلام آباد دورًا في إقناع طالبان بالسلام مع واشنطن، وإن كان الاتفاق قد وقع بالفعل في فبراير 2020، فهل ستشهد المرحلة المقبلة وقفًا لإطلاق النار والتزامًا ببنود السلام والهدوء الأمني من أجل عملية تسليم وتسلم للسلطة تستفيد منها كل الأطراف المعنية بحصص في إدارة البلاد والمصالح المشتركة معها.





