الرئيس المصري في فرنسا الأحد: «السيسي» يناقش مع «ماكرون» قضايا الإرهاب والملف الليبي
الجمعة 04/ديسمبر/2020 - 08:37 م
باريس ــ خالد سعد زغلول
السيسي يفتتح بيت للطلبة المصريين في باريس لأول مرة.. ويناقش مع ماكرون قضايا الإرهاب وللملف الليبي
مستشار ماكرون لـ«المرجع»: هناك إشارات إيجابية من الرئيس الأمريكي الجديد تشير لعدم تكرار تجربة أوباما مع الإخوان
أعلن باتريك دوريل، مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيحل ضيفًا على باريس ظهر الأحد المقبل في زيارة رسمية، تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية المصرية الفرنسية التي تشهد ذروة ازدهارها في عهد الرئيسين السيسي وماكرون.
وتأتي
الزيارة تلبية لدعوة «ماكرون» ردًّا على زيارته الأخيرة لمصر في يناير 2019،
وقال مستشار «ماكرون» إن الرئيس السيسي يبدأ الزيارة بلقاء وزير خارجية
فرنسا «جان إيف لودريان» على عشاء يستعرضان فيه العلاقات الإقليمية والدولة
ذات الاهتمام المشترك، ثم يأتي تكريم الرئيس المصري في مراسم رسمية يعزف فيها السلامان الوطنيان المصري والفرنسي في ساحة البانتيون، مرقد عظماء فرنسا عبر التاريخ.
وفي
اليوم التالي صباح الاثنين يتوجه السيسي إلى قصر الإليزيه في تمام الساعة
العاشرة صباحا، حيث يستقبله الرئيس إيمانويل ماكرون، ويجري الزعيمان مباحثات
ثنائية يستعرضان المستجدات على الساحة الدولية، حيث تشمل تلك المباحثات عدة
ملفات إقليمية ودولية أبرزها الملف السوري، والعراقي، والإيراني، وملف الصراع
الفلسطيني الإسرائيلي، والملف الليبي، كما يقف الرئيسان على آخر تطورات
الحرب على الإرهاب، والجهود التي تقوم بها الدولتان مصر وفرنسا في هذا
المجال، كما كشف مستشار الرئيس الفرنسي بأن الرئيس السيسي سوف يلتقي
بالسيدة «أن هيدالجو» عمدة باريس، كما سيضع إكليلا من الزهور على ضريح
الجندي المجهول.
وأعلن
باتريك دوريل أن الرئيس المصري سوف يتوجه إلى الحي الجامعي الدولي في
باريس، ليضع حجر الأساس للبيت المصري، حيث سيحصل طلبة مصر في فرنسا لأول مرة
على بيت جامعي خاص بهم على غرار بقية الدول لأول مرة.
كما
كشف مستشار ماكرون أن الرئيس السيسي سوف يلتقي على غذاء عمل في قصر
ماتينيون مقر رئاسة الوزراء، حيث سيجري توقيع عدة عقود في مجالات عسكرية
ومدنية في مجال الطاقة والنقل والطب والتربية والتعليم، وكذلك الشؤون
العسكرية، حيث ستتواصل إجراءات تفعيل العقود الموقعة في السابق.
كما
أعلن المستشار بأن هناك توقيعًا مع وكالة فرنسا للتنمية لدعم المجال
الاجتماعي في مصر بمبلغ 150 مليون يورو كقرض ميسر، وكذلك هناك مساعدات فرنسية
في المجال الجامعي والتربوي لم يعلن بعد عن حجمها، مضيفًا أنه من المتوقع
أن يزور الرئيس المصري رئيسي غرفتي البرلمان الفرنسي الجمعية الوطنية
ومجلس الشيوخ.
وأوضح
مستشار الرئيس ماكرون بأن الشراكة الفرنسية المصرية مستمرة، وهناك توافق في شتى الميادين، وأن مصر دولة محورية شريك لفرنسا في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأن العلاقات الثنائية في تطور مستمر على كل الأصعدة، حيث تدخل مصر ضمن
الشراكات الاستراتيجية لفرنسا، ودول أوروبا وأمريكا.
كما أوضح أن اللقاءات الثنائية على درجة من الأهمية للدولتين في خضم الأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم بسبب جائحة كورونا.
وفيما يتعلق بالملف الليبي، قال مستشار ماكرون: إننا نعمل مع مصر في ليبيا بالتنسيق مع الأمم المتحدة، حيث يرى الرئيسان أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة يكمن في الحوار الليبي الجاري حاليا.
وقال
المستشار: إن هذا الملف سيأخذ حيزًا كبيرًا من المباحثات بين الجانبين، سواء
على مستوى الزعيمين، وكذلك على مستوى وزيري خارجية البلدين، كما أعلن أن
هناك جانبًا كبيرًا من المباحثات حول المتوسط، وضرورة استقرار الدول الأعضاء.
وأشار
مستشار الرئيس الفرنسي إلى أن مصر هي مصدر الاستقرار في الفضاء المتوسطي، كما سيتناول الزعيمان الملف الفلسطيني الإسرائيلي، وسيستمع مطولًا لوجه نظر
مصر باعتبارها رائدة السلام في الشرق الأوسط، ولها دور تاريخي في تخفيف
التوترات، وإنقاذ عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي كادت
تموت إكلينيكيا.
وحول
التعاون المشترك في مواجهة ظاهرة الإرهاب والإسلام السياسي، صرح مستشار
الرئيس ماكرون لـ«المرجع» بأن فرنسا تتوافق مع مصر في الحرب ضد
الإسلامويين الذين يتخذون منهج الإسلام السياسي كخريطة عمل.
وأكد: إننا لسنا في حرب ضد الإسلام أو المسلمين كما أسيء فهمنا.
وإجابة
على سؤال آخر حول تداعيات انتخاب الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن، وخشية فرنسا أن تتغير المعطيات الدولية ضد الإخوان المسلمين، قال «باتريك
دريل»: إن هناك إشارات إيجابية أعلنها بايدن، حينما أكد بأن ولايته لن
تكون بمثابة ولاية ثالثة للرئيس أوباما الذي رعى «الربيع العربي»، وأعتقد
بأن الجميع عازم على محاربة الإسلام السياسي والفكر الإسلاموي.
وحول
تركيا أوضح مستشار ماكرون بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يزعج أوروبا
باستفزازاته في المتوسط وفي ليبيا، وفي سعيه للسيطرة على منابع النفط والغاز
فيها وفي المياه الإقليمية القبرصية، وأكد المستشار الفرنسي أن باريس
تتفق مع القاهرة على أن تركيا تدعم الإرهاب بإرسالها مرتزقة إلى ليبيا.





