ad a b
ad ad ad

رغم مراوغات الإخوان.. موسكو تحاصر الجماعات الإسلاموية بالضربات الاستباقية

الإثنين 07/ديسمبر/2020 - 11:52 ص
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تجتهد روسيا لمكافحة الجماعات الإسلاموية على أرضها في نموذج مختلف تسعى من خلاله لتجنيب حدودها آثار الاضطرابات الإقليمية المجاورة، وكذلك تقويض نسب الهجمات الخطيرة، وهو ما تحققه عبر ضربات استباقية لبؤر التطرف.

رغم مراوغات الإخوان..

وأحبطت السلطات الروسية، الأربعاء 25 نوفمبر 2020، مخططًا لتنظيم «داعش» الإرهابي، كان ينوي خلاله تنفيذ تفجير في العاصمة موسكو، وداهمت الشرطة منازل المشتبه بهم في منطقة «فلاديمير» القريبة من العاصمة، واعتقلت اثنين ضبطت بحوزتهما قنبلة بدائية الصنع.


وأشارت السلطات الروسية إلى أن الاثنين المقبوض عليهما من مواطني إحدى دول وسط آسيا، وأن خليتهم التابعة لـ«داعش» كانت تجهز عبوة ناسفة، وجدت أثناء إلقاء القبض عليهما، بالإضافة إلى عملهما على تجنيد عناصر جدد للتنظيم.


استراتيجية الضربات الاستباقية

تمثل الواقعة الأخيرة نموذجًا لإطار المكافحة الذي تعتمده موسكو في التعامل مع الجماعات الإسلاموية، فخلال السنوات الماضية التي سعى فيها تنظيم «داعش» لاستغلال التراخي الأمني والسياسي ببعض دول المنطقة للانتشار والتوغل، استطاعت موسكو إحباط العديد من الهجمات المتطرفة.


في مايو 2020 أعلنت الدولة سيطرتها على مجموعة داعشية خطيرة كانت توجد في غابات منطقة «خاسافيورت» للتخطيط لعمليات إرهابية واغتيالات ضد شخصيات مهمة بالبلاد، مع مصادرة الأسلحة الآلية التي كانت بحوذتهم.


وفي 13 مايو 2020 نفذت موسكو عملية عسكرية بمنطقة «انجوشيتيا» على الحدود مع جمهورية الشيشان، لإلقاء القبض على أصلان بيوتوكاييف أو أمير خامزات زعيم الجماعة المسماة بـ«لواء شهداء رياض الصالحين» لتورطه في التخطيط لهجمات عنيفة.


ويعول على النهج المتشدد لروسيا في التعامل مع عناصر تنظيم «داعش» كأحد أبرز الأسباب التي تساعد البلاد على تقويض الهجمات الكبرى بعكس دول أخرى، وهو ما ظهر بوضوح في بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في روسيا في 2018، وعلى الرغم من تهديدات «داعش» المستمرة باستهداف البطولة ورعايا الدول الأجنبية، فإن التنظيم لم يستطع تنفيذ أي تهديد.

رغم مراوغات الإخوان..

التحفظ ضد الإسلاموية وسط مراوغات الإخوان

لا يتوقف النهج الروسي عند تنظيم «داعش» فقط بل تضع موسكو جماعة الإخوان على لائحة التنظيمات الإرهابية، وكذلك حزب التحرير المنتهج لذات العقيدة، وتتحفظ السلطات على ملف الجماعات الإسلاموية، ولا تسمح لها بالانتشار على أرضها، وبالأخص لتفشي الظاهرة بمنطقة القوقاز الإقليمية صاحبة الملفات المتشابكة مع موسكو، ما قد يستغل ضد الأمن.


بيد أن التحفظ الروسي من الجماعات الإسلاموية يُقابل بمراوغات حثيثة من جماعة الإخوان لاختراق الحظر، وهو ما يظهر في شخصية «وسام البردويل» الذي يعمل رئيسًا لاتحاد المنظمات الإسلامية في روسيا ضمن دائرة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (fioe)، ويحضر الاجتماعات السنوية لوضع خطط العمل الخاصة بالجماعة وبأفرعها الدولية، ولكنه ينكر علاقته بالجماعة رغم وجود معلومات عن دورات تدريبية وتأهيلية تلقاها على يد عناصر الإخوان في أوروبا كي يستطيع تنفيذ المهام الموكلة إليه في موسكو.


إحصائية الهجمات في روسيا

ظهرت المنهجية الروسية في التعامل مع ملف الإرهاب في إحصائية مؤشر الإرهاب الدولي GTI الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام لعام 2020 بشأن تأثر الدول حول العالم بسقوط ضحايا عن الهجمات الإرهابية، إذ تشير النتائج إلى انخفاض ترتيب موسكو على المؤشر مركزين عن العام السابق محتلة المستوى 39 عالميًّا.


تعكس الإحصائية مؤشرات منخفضة لنسب الإرهاب في موسكو، كما أنها تنخفض سنويًّا، وعولت الإحصائية مؤشرات الصعود والهبوط بين الدول من حيث التأثر بالإرهاب على الاستقرار السياسي للإدارة الحاكمة، وهو ما يتحقق في البلاد بقدر لا يظهر في دول أخرى كأفغانستان ونيجيريا والعراق الذين يحتلون المراكز الثلاثة الأولى للتصنيف في ملف الإرهاب وضحاياه.


المزيد.. داعش يتبنى قتل 4 مسيحيين في هجوم على كنيسة بإندونيسيا

"