«الدوحة ـ أنقرة».. تناغم سياسي مؤطر بالدماء
السبت 28/نوفمبر/2020 - 11:59 ص

شيماء حفظي
خطوة جديدة بدأتها كلٌ من قطر وتركيا في سلسلة التعاون المؤطر بالدم، والمحكوم بالمصلحة المبنية على حياة وأمن الشعوب، إذ دشن يوم الخميس 26 نوفمبر 2020، الاجتماع السادس للجنة الإستراتيجية العليا التركية - القطرية، فيما تصف أنقرة علاقتها مع الدوحة بأنها «علاقات ثنائية استراتيجية تشهد تطورًا متناميًا وتعاونًا متواصلًا على محتلف الأصعدة».

ترأس هذا الاجتماع كلٌ من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ويعقد الجانبان لقاء قمة على هامش الاجتماع، وهي القمة رقم 28 خلال سبعين شهرًا، وهو رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين البلدين، وربما في تاريخ العلاقات الدولية.
ومنذ بداية العام الجاري، عقد البلدان، قمتين واحدة في 2 يوليو، وهي الأولى بعد ظهور جائحة «كورونا»، ووصُفت الزيارة حينها بالاستثنائية، أما القمة الثانية فكانت في 7 أكتوبر وأيضًا خلال زيارة عمل قام بها «أردوغان» إلى الدوحة، واستمرت يومًا واحدًا.
ويتطور معدل التعاون بين تركيا وقطر، وهما الدولتان المعروفتان بدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة، خاصة منذ تأسيس اللجنة الإستراتيجية المشتركة في 2014، وعقدت خمسة اجتماعات، مناصفة بين قطر وتركيا.
وخلال تلك الاجتماعات تم توقيع 52 اتفاقية و5 بيانات مشتركة، ومن المقرر أن يرتفع عددها خلال الاجتماع السادس للجنة، وتتنوع تلك الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والصناعة والدفاع والأمن والاستثمار والطاقة والثقافة والملكية الفكرية والتعليم والشباب والاقتصاد وغيرها من مجالات التعاون الحيوية.
واستضافت الدوحة الدورة الأولى للجنة الإستراتيجية المشتركة، في ديسمبر 2015، بينما عُقدت الثانية في مدينة طرابزون التركية 2016، والثالثة في الدوحة 2017، والرابعة في إسطنبول 2018، والخامسة في الدوحة 2019.
وشهد الاجتماع الخامس، في 25 نوفمبر 2019، توقيع سبع اتفاقيات في مجالات الاقتصاد، التمدن، التجارة، الصناعة، التكنولوجيا وقطاعات الصحة، فضلًا عن التخطيط الإستراتيجي والتعاون العلمي والملكية الفكرية.
وتُعقد اجتماعات اللجنة الإستراتيجية على أعلى مستوى كل عام، للتشاور حول العلاقات «القطرية ـــ التركية»، وتمثل أحد أهم مؤشرات العلاقات الثنائية المكثفة والقوية.
وتصف تركيا علاقتها مع قطر، بـ «التناغم السياسي الكبير، والاتفاق في وجهات النظر بين أنقرة والدوحة تجاه الكثير من قضايا المنطقة، مثل الأزمات في سوريا وليبيا واليمن والوضع بالعراق»، بالإضافة للتعاون الاقتصادي.
وسجل التبادل التجاري بين البلدين نموًا بمقدار 6% عام 2020، ليصل إلى نحو 1.6 مليار دولار، فيما بلغت الاستثمارات القطرية في تركيا نحو 22 مليار دولار، فيما تعمل 553 شركة تركية في مختلف المجالات بقطر، وتولت شركات مقاولات تركية تنفيذ مشاريع في الدولة الخليجية بقيمة إجمالية نحو 18.5 مليار دولار. كما توجد 179 شركة قطرية في تركيا، وفي مجال السياحة، وصل عدد الزائرين القطريين لتركيا قرابة 30 ألفًا في 2016، ثم تزايد في 2019 إلى نحو 110 آلاف.