السياحة الإيرانية في مصر.. بين الترويج الصوفي والمخاوف السياسية
الجمعة 27/يوليو/2018 - 05:48 م
إسلام محمد وعبدالهادي ربيع
عادت من جديد الخلافات حول عودة السياحة الإيرانية إلى مصر، والتي لم يُسمح بها سوى لفترة قصيرة، إبَّان حكم جماعة الإخوان عام 2013، وانقطعت بعدها الزيارات؛ بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، ومخاوف التيارات الدينية من التبشير بالمذهب الشيعي، تحت ستار السياحة، واليوم تتجدد تلك المطالبات بعودة السياحة الإيرانية بذريعة دعم الاقتصاد.
وطالب عبدالله الناصر حلمي -أمين عام تجمع آل البيت الشريف واتحاد القوى الصوفية- الحكومةَ المصرية بإحياء سياحة المراقد المقدَّسة في مصر؛ من باب تحسين الدخل القومي، مبديًا توقعاته بأنها ستدر أكثر من 10 مليارات جنيه سنويًّا؛ خاصة أن البلاد تحتضن العديد من أضرحة كبار الأئمة وآل البيت والصحابة، والتي أصبحت -بسبب الإهمال والاضطهاد الممنهج للصوفية- «مقالب قمامة» وسوقًا لتجارة المواشي والأغنام.
وأوضح «حلمي»، أنه على الشارع المصري ألا يخشى من هذه السياحة الصوفية، مؤكدًا أن ترويج البعض بأن ذلك سيكون بذرة لنشر الفكر الشيعي، وفتحًا لباب التشيُّع في المجتمع المصري، يعد فكرة خاطئة؛ لأن الشعب المصري لديه عقيدة راسخة معتدلة، لم تتغير على مرِّ السنين بمرور العديد من المذاهب والطرق والدول أيضًا.
ودعا لفتح الباب أمام الشيعة لزيارة الأضرحة؛ متسائلًا: «لماذا يُمنعون من الدخول إلى مصر؟! فمصر يزورها عَبدة البقر من الهنود، والآلاف من الدول الأوروبية والمسيحية الأخرى، وكل واحد يحمل معتقده الخاص، ولم يتأثر المصريون بأي منهم»، مردفًا: «إن الشيعة لو دخلوا إلى مصر سيعتنون بأضرحة آل البيت، وسيعملون على تنظيفها أكثر مما تعتني به بعض المؤسسات المصرية».
من جانبه؛ أدان ناصر رضوان، الأمين العام لائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت، الدعوة لفتح باب السياحة الإيرانية، معتبرًا أنها دعوات باطلة، ليس الهدف منها إلا إحداث فتنة طائفية مذهبية جديدة، وفتح الباب للتوغل الإيراني تحت مسمى السياحة الدينية، ونشر التشيُّع بعد أن عجزت إيران عن التوغل داخل مصر رغم كل ما أنفقته، وكل العملاء الذين جندتهم، وكل من استقطبته أو حاولت استقطابه من الشخصيات المصرية.
وقال «رضوان»، إن التشيُّع لا يمت بأدنى صلة لدين الإسلام، ويقوم على سب ولعن وتكفير الصحابة، وأمهات المؤمنين (رضي الله عنهن)، ولا يكون الشيعي شيعيًّا، إلا بسب الصحابة وأمهات المؤمنين ولعنهم وتكفيرهم؛ حتى في الزيارات للأضرحة، متابعًا: «على سبيل المثال، زيارة عاشوراء، التي يقولون فيها: «اللهم العن الأول «أبا بكر»، والثاني «عمر»، والثالث «عثمان»، وغيرها من الأدعية»، التي لابد أن تشتمل على اللعن والممارسات العدائية.
وأشار إلى أن محاولات استقطاب ضعاف النفوس بالمال وزواج المتعة، لم ولن يقبلها الشعب المصري، لافتًا إلى أن عُبَّاد البقر الهندوس، وبوذا، وغيرهم، لا يدعون لمعتقداتهم في مصر، ولا يتطاولون على مقدساتنا، ولا يحاولون التوغل في مصر؛ حتى اليهود لم يفكروا يومًا في دعوة المصريين إلى اليهودية؛ لأنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار.
واستنكر الأمين العام لائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت، التقليل من خطر التشيُّع، بزعم أن عقيدة الشعب المصري قوية راسخة، أو كما يقول البعض إنه «متدين بطبعه»، معتبرًا أن ذلك قول حقٍّ يراد به باطل، متسائلًا: «هل تدعو أبناءك لمشاهدة الأفلام الإباحية مثلا مهما كانت قوة إيمانك؟!».
ورمى إلى أن التشيُّع خطير، موضحًا: «لم نرَ أحدًا في العالم يقول أدخِلوا الثعابين بيوتكم، مادمتم قادرين على مكافحتها، والوقاية خير من العلاج، ونحن نرى ما يحدث في كل الدول، التي توغل الشيعة فيها، سواء العراق وسوريا ولبنان أو اليمن مؤخرًا، ونشاهد حجم التفجيرات، والعمليات الإرهابية، والقتل على الهوية».





