مخاوف فرنسية من خطة الانسحاب الأمريكية من أفغانستان
أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، عن معارضة بلاده لقرار الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان، إثر اتفاق تم توقيعه في فبراير الماضي بين واشنطن وحركة طالبان، في محاولةً أمريكية لإيجاد تسوية سياسية لإنهاء الحرب في البلد الآسيوي، وإجراء محادثات للتوصل لاتفاق سلام شامل، وأرجع «لودريان» ذلك إلى ما وصفه باستمرار حالة «التشدد الإسلامي».
وخلصت آراء داخل الحكومة
الفرنسية إلى أن قرار تسريع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق أمر لا
يجب فعله، ولذا فمن من المقرر أن يناقش وزير الخارجية الفرنسي هذه الملفات مع
نظيره الأمريكي مايك بومبيو قريبًا.
قلق فرنسي
أثارت تصريحات سابقة بشأن الوجود الأمريكي في منطقة الساحل الأفريقي، الكثير من المخاوف بشأن انعكاسات هذا الانسحاب على المستوى الأمني، في أوروبا وشمال أفريقيا.
كما أثارت خطوة الانسحاب
المحتمل للقوات الأمريكية من منطقة الساحل الأفريقي الكثير من المخاوف بشأن
المستوى الأمني؛ إذ تعتبر هذه المنطقة بؤرة للعديد من الجماعات المتطرفة، وتساعد
قوات الولايات المتحدة في التصدي لخطر هذه الجماعات.
وزاد القلق الفرنسي تجاه
خطوة انسحاب القوات الأمريكية من القارة الأفريقية بسبب اعتمادها على المعلومات المخابراتية، والتسهيلات اللوجستية الأمريكية في الساحل الأفريقي.
تداعيات
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان
وعلى صعيد آخر، طالبت حركة
«طالبان» الأفغانية الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بالتمسك بما يعرف باتفاق فبراير لسحب القوات
الأمريكية من الأراضي الأفغانية.
ويرى مسؤولون أنه من الممكن أن تشوب حالة من الغموض في إطار الانتخابات الأمريكية المتنازع عليها في
الوقت الحالي؛ ما يؤدي إلى تأخر في محادثات السلام، ولكن في نهاية المطاف تغيير
الإدارة الأمريكية سيؤول إلى اتمام الانسحاب بشكل أكبر.
وينص الاتفاق على سحب واشنطن قواتها بالكامل بحلول مايو 2021، على خلفية ضمانات أمنية، في
الوقت الذي تعقد فيه حركة «طالبان» محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية في الدوحة.
انسحاب تكتيكيّ
يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سينفذ بالتأكيد، قرارات الانسحابات المتتالية قبل الخروج من المنصب، فى 20 يناير المقبل؛ إذ إن هناك ضمانات كبيرة لتسليم السلطة والمواقع العسكرية والاستراتيجية، والاتفاق على تسليم السلطة العسكرية بالنسبة لقادة الجيوش والتشكيلات في هذه المنطقة من القادة الأمريكيين.
وأردف «فهمي» في تصريح لـ«المرجع»، أن
الانسحاب سيكون تكتيكيًّا وليس هناك انسحاب كامل بصورة أو بأخرى، ولكن على صعيد
آخر، لا تزال حركة «طالبان» تواجه أزمة ثقة من الجانب الأمريكي، وسيظهر هذا في
الفترة المقبلة إذا ما تم انسحاب جزئي أو تكتيكي وليس انسحاب كامل كما أعلنت الإدارة
الأمريكية تنفيذًا للاتفاق المشترك، وبالتالي لا تزال الأمور غير واضحة وغير
مستقرة، وستكون هذه هي المهام الأولى لوزير الدفاع في الإدارة المنتخبة المقبلة، مع مراعاة أن
هناك تحفظات من هيئة الأركان الأمريكية، وقادة الجيوش على إطار ومضمون الانسحاب في
هذا التوقيت بدون ضمانات من أي طرف حتى من الأطراف المعاونة لحركة «طالبان».
للمزيد.. رغم محاولات الميليشيات إجهاضه.. هل ينجح حوار تونس في لم الشمل الليبي؟





