ad a b
ad ad ad

حالة الطوارئ الوطنية.. ورقة «ترامب» الأخيرة ضد إيران قبل مغادرة البيت الأبيض

الأربعاء 18/نوفمبر/2020 - 06:34 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

يبذل الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» كل جهوده من أجل تضيق الخناق على النظام الإيراني قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير 2021 وتولي «جو بايدن» رئاسة الولايات المتحدة؛ وبعد أن قام «ترامب» خلال الأيام الماضية بفرض حزمة جديدة من العقوبات على طهران، يسعى الآن لإعلان قيد آخر متمثل في تمديد «حالة الطوارئ الوطنية» ضدها لمدة عام آخر.


حالة الطوارئ الوطنية..

وجاء ذلك في بيان صادر عن البيت الأبيض، الجمعة 13 نوفمبر 2020، وقعه «ترامب» ونص على تطبيق القرار المتعلق بالأمر التنفيذي رقم 12170 الذي أصدره الرئيس الأمريكي «جيمي كارتر» في 14 نوفمبر  1979، من أجل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمعالجة التهديد غير العادي والهائل للأمن القومي الأمريكي والسياسة الخارجية والاقتصاد، الذي تشكله إيران.


إضافة إلى أن هذا القرار ينص على أن العلاقات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإيرانية لم تُطبع بعد، وأن تنفيذ القرارات بشأن إيران الصادرة في 19 يناير 1981، لا تزال سارية، وهذه القرارات وقعت بعد الثورة الاسلامية الإيرانية عندما قامت مجموعة باقتحام واحتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجزت 52 دبلوماسيًّا أمريكيًّا كرهائن لمدة 444 يومًا من 4 نوفمبر 1979- 20 يناير 1981، الأمر الذي نجم عنه قطع العلاقات بين البلدين.


وفي حقبة الرئيس الأمريكي الأسبق «بيل كلينتون»، أصدر في عام 1995 القرار رقم 12957 ضد إيران، تحت عنوان «حالة الطوارئ الوطنية» ويشمل فرض عقوبات تمنع أي تعاون أمريكي مع صناعة النفط الإيرانية، وحظر التجارة معها، فضلًا عن تمديد حالة الطوارئ بشكل سنوي، والتزام جميع الحكومات الديمقراطية أو الجمهورية به، ويرجع هذا لاعتبار واشنطن أن سلوك النظام الإيراني عدواني ويشكل تهديدًا على الأمن القومي الأمريكي بل والعالم.


 للمزيد: لتحقيق الضغط الأقصى.. عقوبات أمريكية جديدة على إيران


ليست المرة الأولى


ليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها «ترامب» تمديد «حالة الطوارئ الوطنية» ضد إيران، إذ سبق وفرض هذا القرار في  13 نوفمبر 2019، وفي مارس 2018، ووقتها تم تمديد العقوبات المفروضة على إيران وغير المرتبطة ببرنامجها النووي، وكل مرة يؤكد «ترامب» أن سياسة النظام الإيراني وقيامه بتطوير صواريخ باليستية ودعم الإرهاب الدولي وانتهاك حقوق الإنسان، تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد الأمريكي، ولذلك تم تمديد  قرار «حالة الطوارئ الوطنية» لمدة عام واحد في الأعوام 1995 و 2010 و 2012، 2013.


ويأتي قرار تمديد «حالة الطوارئ الوطنية» بالتزامن مع جولة وزير الخارجية الأمريكي «مايك بومبيو»، التى بدأت فى 14 نوفمبر 2020، إلى 7 دول أوروبية وشرق أوسطية من بينها السعودية، الإمارات، قطر، إسرائيل، للتباحث مع المسؤولين في دول مختلفة، حول «توسيع الحريات الدينية، ومكافحة الإرهاب، وسلوك إيران المزعزع للاستقرار بالمنطقة والعالم»، ومساعيه لمناقشة خطة فرض حزمة جديدة من العقوبات على إيران مع المسؤولين الإسرائيليين.


للمزيد: بطرق بديلة.. إيران تتحايل على العقوبات الأمريكية لبيع نفطها


جو بايدن
جو بايدن
تحجيم النظام الإيراني

يري مسعود إبراهيم حسن الباحث المختص في الشأن الإيراني؛ أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تمديد حالة الطوارئ الوطنية، روتيني، وعلى الإدارة الأمريكية الالتزام به، وهدفه تحجيم النظام الإيراني ومنعه من القيام بأي أعمال تخريبية وإرهابية في المنطقة، كما يأتي في إطار «سياسة الضغط القصوي» التي يتبعها «ترامب» ضد النظام الإيراني.

وأشار «مسعود» إلى أن ذلك يدل أيضًا على أن «ترامب» يتعامل على أنه الرئيس الأمريكي المقبل للبيت الأبيض ويعلن مساعديه أنهم يستعدون لولاية ثانية بعيدًا عن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها المرشح الديمقراطي «جو بايدن»، ولذلك يعلن «ترامب» أن سياسته ضد إيران لن تتغير.
 
وحول تأثير ذلك على نظام الملالي فى طهران؛ لفت «مسعود» إلى أن إيران متوقعة ذلك، لأنه قرار يعاد سنويًّا، ويحاول هذا النظام التعايش مع هذه العقوبات، فهو لديه القدرة للتحايل عليها، من خلال استخدام الأراضي الأفغانية والعراقية والسورية لتهريب النفط والأسلحة إلى الميليشيا العسكرية.

موقف «بايدن»

بشأن موقف «بايدن» من هذه القرارات؛ قال «مسعود»: إن الرئيس الأمريكي القادم من صلاحيته رفع هذه العقوبات أو إيقافها، ولكن يجب الإشارة إلى أن الإستراتيجية الأمريكية الخاصة بسياستها الخارجية لا تتغير بتغير الأشخاص ولا الأحزاب التي تحكم، ولكن الفرق الطريقة التي يتعامل بها الرئيس، وبالنسبة لـ«بايدن» لكونه نائبًا سابقًا للرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما»؛ فهو  يؤمن بالاتفاقيات المشتركة وضرورة الحفاظ عليها وهذا ما يجعله مختلفًا عن ترامب.

الكلمات المفتاحية

"