قبل مغادرته البيت الأبيض.. ترامب يضع نظام الملالي وحلفاءه تحت مقصلة العقوبات

يسعى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير 2021، بعد فوز المرشح الديمقراطي «جو بايدن» عليه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ إلى فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني؛ بهدف التضيق عليه، ومحاولة وضع عوائق أمام الرئيس المنتخب «جو بايدن» لعدم العودة للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 بين إيران والدول الأوروبية الكبرى، والذي سبق أن انسحب منه «ترامب» في مايو 2018، وفرض عقوبات اقتصادية على إيران.
عقوبات
ضاغطة
وحول ذلك، ذكر موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي، الاثنين 9 نوفمبر 2020، أن المبعوث الأمريكي للشؤون الإيرانية «إليوت أبرامز» توجه إلى إسرائيل من أجل مناقشة خطة مع كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات، ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي، يتم بموجبها فرض سلسلة طويلة وجديدة من العقوبات على إيران خلال الأسابيع العشرة المتبقية للإدارة الأمريكية لها حتى يتم تنصيب «بايدن» في 20 يناير المقبل.
وبعدما أعلن الموقع الأمريكي عن هذه العقوبات، خرج «أبرامز»، ليؤكد أن ذلك سيحدث بالفعل، وأن إدارة «ترامب» تمتلك برنامج عقوبات ضغط قصوى على النظام الإيراني سيتم تفعيله حتى حفل تنصيب الرئيس المقبل «جو بادين» في 20 يناير القادم، مبينًا أن هذه العقوبات ليس لها علاقة لا بالسياسة ولا انتخابات.
ووفقًا للمبعوث الأمريكي، فإن إدارة «ترامب» لن تغير موقفها من النظام الإيراني ولن تتفاوض معه، ونقل موقع «أكسيوس» عن مصادر إسرائيلية مطلعة، قولها: إن هذه العقوبات تشبه «الطوفان» لأن إدارة ترامب ستفرضها كل أسبوع على إيران حتى 20 يناير 2021، وسترتبط هذه العقوبات ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، ومساعدة طهران للمنظمات الإرهابية، إضافة لانتهاكات حقوق الإنسان الإيرانية، الأمر الذي يضع نظام الملالي في مأزق شديد.
ويريد «ترامب» جراء ذلك منع الرئيس الأمريكي
المنتخب «بايدن» من إحياء الاتفاق النووي الإيراني، خاصة أن «بايدن» سبق وأن أعلن في
حملته الانتخابية أنه قد يعود للاتفاق النووي الذي انسحبت منه بلاده.
تعميق
الخلافات
حول مدى فعالية هذه العقوبات وتأثيرها على النظام الإيراني؛ أوضح «محمد العبادي» الباحث المختص في الشؤون الإيرانية، أن «ترامب» سيلجأ تحت وطأة الغضب والرغبة في الانتقام من إيران، وكذلك لتعميق الخلافات بين إدارة «بايدن» ونظام الملالي إلى فرض مزيد من العقوبات واستكمال الطريق الذي بدأه منذ خروجه من الاتفاق النووي في مايو ٢٠١٨.
وأشار «العبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن إيران لن تحرك ساكنًا، وستحاول تحمل عقوبات «ترامب» الجديدة الذي يتبقى في ولايته نحو ٧٠ يومًا، والاستعداد للتعامل مع إدارة ديمقراطية يشغل «بايدن» فيها منصب الرئيس وهو واحد من أعمدة الاتفاق النووي مع الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي سبق وأعلن أنه من حيث المبدأ ليس لديه ما يمنع من الانخراط في مفاوضات مع النظام الإيراني؛ لكنه حدد شروطًا مسبقة وألقى الكرة في ملعب إيران، وأبرز هذه الشروط عودة إيران لشروط الاتفاق والالتزام الصارم ببنوده، ومراعاة مخاوف حلفاء واشنطن في المنطقة، وتحسين حالة حقوق الإنسان.
وبشأن ما إذا كان «بايدن» سيلغي العقوبات التي فرضتها إدارة «ترامب» على إيران؛ قال «العبادي»
إنه سيبدأ في التنازل عنها تدريجيًّا وبنفس هادئ؛ لأن هناك محددات أخرى كرغبة حلفاء
واشنطن في المنطقة وتخوفاتهم المنطقية من سلوك النظام الإيراني.
عقوبات
مشددة
ولفت «العبادي» إلى أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على كافة القطاعات الإيرانية سواء النفط، المعادن، المصرفي، الاقتصاد، وحتى على أغلب النخبة الإيرانية سواء في الحكومة أو الحرس الثوري وحتى الجيش، وسيتضح ذلك أكثر خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد مهاجمة وزير الخارجية الأمريكي «مايك بومبيو» للمرشد الإيراني «علي خامنئي»، واتهامه بسرقة ملايين الدولارات وتزوير الانتخابات الإيرانية، إضافة لفرض الولايات المتحدة عقوبات على «جبران باسيل» حليف إيران في لبنان، يدل على أنه سيكون هناك تصعيد أمريكي على إيران خلال الفترة المقبلة.
وأضاف الباحث المختص في الشؤون الإيرانية، أنه من المفترض أن يعلن وزير الخزانة الأمريكي في الأيام المقبلة عن القطاعات التي ستخضع للعقوبات الأمريكية الجديدة على إيران، ومن المفترض أن تشمل العقوبات الجديدة الداخل والخارج الإيراني؛ حيث ستفرض على الشركات الاقتصادية؛ شركات الطيران، بعض البنوك وبعض الشركات الخاضعة لإيران في العراق، وسوريا، إضافة لحلفائها في المنطقة.