ما بعد «نيس».. فرنسا وتونس تبحثان علاقة الإرهاب بالهجرة غير الشرعية
الثلاثاء 10/نوفمبر/2020 - 04:47 م
أحمد عادل
يجري وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان جولة في عدد من دول البحر الأبيض المتوسط، بدأها الجمعة 6 نوفمبر 2020، لتونس لبحث ملفات عشرين تونسيًّا في فرنسا يشتبه في أنهم متطرفون وتطالب باريس بطردهم.
ما بعد نيس
والزيارة مقررة منذ مدة، لكنها تكتسب أهمية أكبر بعد هجوم نيس الذي قتل فيه ثلاثة أشخاص أواخر أكتوبر 2020 على يد التونسي المشتبه به ابراهيم العيساوي، الذي وصل منتصف سبتمبر 2020 إلى أوروبا عبر هجرة غير قانونية.
جيرالد درامانان
وأكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درامانان، في مؤتمر صحفي أقيم الجمعة 6 نوفمبر 2020، على ضرورة التصدي للفكر المتطرف الذي يستند إليه الإرهابيون، ووقف الهجرة غير الشرعية.
ضرورة التعاون
وشدد درامانان، خلال مؤتمر صحفي بمقر وزارة الداخلية التونسية، على «ضرورة تعاون تونس في الحد من آفة الإرهاب التي استهدفت أوروبا في الفترة الأخيرة، وتمثلت شواهدها في حادثة فيينا بالنمسا، وقبلها العملية التي ضربت مدينة نيس الفرنسية على يد إرهابي تونسي».
وتابع: «لا بد من محاربة الهجرة غير النظامية التي تحمل أهدافًا إرهابية».
توفيق شرف الدين
الرد التونسي
من جانبه، قال وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين :إن «تونس وفرنسا تواجهان مخاطر وتهديدات في البحر الأبيض المتوسط أبرزها الخطر الإرهابي».
وأكد التزام تونس بـ«مكافحة الإرهاب»، الذي اعتبره خطيرًا في هذه المرحلة، مؤكدًا «رفض تونس ترحيل أي مواطن لها بطريقة عشوائية وقسرية دون حفظ كرامة التونسيين».
والتقى درامانان، الجمعة 6 نوفمبر 2020، خلال زيارته أيضًا، الرئيس التونسي قيس سعيد، بقصر الرئاسة بقرطاج.
وقالت الرئاسة التونسية في بيان رسمي، إن «اللقاء تناول الوضع الأمني في المنطقة على وجه العموم، خاصة العمليات الإرهابية التي جدّت في المدة الأخيرة في فرنسا».
مقاربات جديدة
وأكدت الرئاسة، في بيانها، «ضرورة معالجة ظاهرة الإرهاب وفق مقاربة جديدة تقوم على معالجة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى استفحالها، والأهداف التي يرمي إليها البعض من خلال استهداف ضحايا أبرياء».
وبحسب الوكالة الفرنسية، فأن الوزير قدم للسلطات التونسية والجزائرية قائمة بأسماء رعاياهم الذين يوجودون في فرنسا بطريقة غير قانونية، ويشتبه في أنهم متطرفون، وتطالب باريس بطردهم، مؤكدًا أن نحو عشرين تونسيًّا صدرت أحكام في حقهم ولم يتم ترحيلهم إلى اليوم بسبب القيود المفروضة جراء وباء كوفيد-19.
هجرة غير شرعية
وسجلت البلاد ارتفاعًا كبيرًا في عدد محاولات الهجرة في العام 2011 إثر سقوط نظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي. ثم شهدت إثر ذلك انخفاضًا لتعود إلى الارتفاع من جديد اعتبارًا من العام 2017 تزامنًا مع غياب الاستقرار السياسي وتدهور الوضعين الاجتماعي والاقتصادي.
ويصعب تحديد ما إذا كان المشتبه به إبراهيم العيساوي (21 عامًا) قد خطط للعملية انطلاقًا من تونس أو بعد الوصول إلى أوروبا عبر مسارات الهجرة غير القانونية في منتصف سبتمبر2020.
وتعهد رئيس الحكومة التونسية بتعاون الشرطة والقضاء مع السلطات الفرنسية التي تحقق في الهجوم.
وتضم فرنسا 231 أجنبيًّا مقيمين بطريقة غير قانونية وملاحقين بشبهات تطرف، 70 بالمائة منهم ينتمون إلى أربع دول، ثلاث منها من المغرب العربي فضلًا عن وروسيا التي يزورها دارمانان خلال الأيام المقبلة.
ويعيش في فرنسا أكبر جالية تونسية في الخارج حيث يبلغ تعدادها أكثر من 600 ألف مهاجر.
وفرنسا هي السوق السياحية الأولى والشريك التجاري الأول لتونس، حيث تعمل أكثر من 1400 شركة فرنسية في البلاد بطاقة تشغيل تعادل 140 ألف عامل، بحسب بيانات وزارة الخارجية الفرنسية، كما يعيش أكثر من 20 ألف فرنسي في تونس.





