عبدة الملالي.. الحوثيون ينتهكون مساجد اليمن ويجبرون أئمتها على «الصرخة الخمينية»
السبت 31/أكتوبر/2020 - 12:04 م
نورا بنداري
الصرخة الخمينية
ولذلك ليس من الغريب أن تقوم عناصر الحوثي بهدف نشر الفكر الخميني، في 27 أكتوبر 2020، بخطف خطيب مسجد في مدينة النادرة بمحافظة إب بوسط اليمن وعددٍ من المصلين واقتادتهم إلى أحد سجونها بالمحافظة، وذلك بعد أن اقتحم عناصر الحوثي الانقلابي مسجد قرية «بيت بشير» الواقع بمدينة النادرة، وذلك بسبب رفض الخطيب والمصلين، تنفيذ أوامر الميليشيا الانقلابية التي اقتحمت المسجد، وطالبتهم بتأدية «الصرخة الحوثية المستوردة من إيران» (الصرخة الخمينية)، وفقًا لوكالة خبر للأنباء اليمنية.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قامت الميليشيا الانقلابية في 26 أكتوبر 2020، بحرق مسجدٍ و100 مصحف بمديرية جهران في محافظة ذمار، والسبب أيضًا هو رفض المصلين ترديد الصرخة الخمينية، مما دفع قيادي حوثي لتهديدهم بحرق المسجد في حال عدم ترديدهم للشعار الخميني الطائفي، وقتل كل من يرفض ترديد هذا الشعار.
وإضافة لسلسلة الانتهاكات التي ارتكبها الحوثي بحق المساجد اليمنية، في 14 أكتوبر 2020، قام عناصر الميليشيا الانقلابية بإزالة سور مسجد الفردوس (ثاني أكبر جامع في صنعاء) في مدينة سعوان بمحافظة صنعاء الواقعة تحت سيطرتهم، وذلك بهدف إقامة مشروع تجاري لصالح الجماعة الحوثية، بل وقامت الحوثي في وقت سابق بإغلاق مدرسة القرآن الواقعة في هذا المسجد وطردت الجماعة السلفية التي كانت مهتمة بشؤون هذا المسجد.
بيد أن الميليشيا الموالية لإيران، قامت خلال السنوات الماضية، بتحويل عدد من المساجد إلى ثكنات عسكرية لعناصرها، إضافة لجعل هذه المساجد مخازن للأسلحة والألغام والقذائف، منتهكة بذلك حرمة بيوت الله، هذا فضلا عن استخدام هذا المساجد لتدريس أفكار الملالي الطائفية من خلال محاضرات الحوثي الهادفة إلى تمزيق ما تبقى من النسيج الاجتماعي.
الدين الإيراني
ولذلك أوضح «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني، أن الميليشيا الحوثية، لا تعترف بالدين الإسلامي الحقيقي، وإنما هي الآن تعمل على إدخال دين جديد نستطيع أن نقول إنه دين إيراني، مغلف بالدين الإسلامي، وتشيع أنه يتبع آل بيت النبي كذبًا وزورًا.
ولفت «الطاهر» في تصريح لـ «المرجع»، أن الحوثي عمل خلال الفترة القليلة الماضية، على إجراء دورات طائفية إرهابية لعدد من الأئمة التابعين لوزارة الأوقاف التي تحتلها الجماعة الإرهابية، واستطاعت أن تغسل عقولهم وتحرف مسار إسلامهم، وأدخلتهم دين إيران المشوه للإسلام والداعي للإرهاب والتطرف، ولكل من يقتنع بدين الحوثي الإيراني، يتم اعتقاله أو قتله وتدير منازله وأسرته.
وأضاف المحلل السياسي اليمني أن الحوثيين لا يريدون الإسلام ولا المسلمين أن يتعايشوا معهم، ولا يقبلون التعايش مع أي طائفة من الطوائف الدينية الأخرى أو مذهب من مذاهب السنة، ويعتبرون الجميع إما كفرة أو مرتدين عن الإسلام، يدفعون الجزية، ولابد أن يعيش الجميع عبدًا ذليلًا لديهم، كما يفعلون في المناطق التي يحتلونها، بطرد الطوائف ونفيهم من اليمن، واستباحت حقوقهم والسيطرة على أموالهم، أو فرض الجزية على كل اليمنيين غير المنتمين للميليشيا الحوثية تحت مسمى «الخُمس».
وأوضح «الطاهر» أن هذه الانتهاكات طبيعية، لأن هذه الجماعة جاءت من أجل ذلك، وإن لم يتم التصدي لها وكسرها واقتلاعها؛ لن يتوقف الأمر في اليمن، وإنما سيأتي الدور على بقية الدول، وربما العالم الإسلامي برمته.





