ad a b
ad ad ad

استقالة «إخوان مصراتة».. مناورة أم اعتراف بسقوط التنظيم في ليبيا؟

الأحد 25/أكتوبر/2020 - 03:40 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تعيش جماعة الإخوان في ليبيا، حالة من  الانقسامات والانشقاقات، تنذر بتفككها، على خلفية خلافات بين فروعها وقادة الجماعة المدعومة من كل من تركيا وقطر، إذ أعلن أعضاء الجماعة في مدينة «مصراتة»، استقالتهم الجماعية من التنظيم.

وفي بيان نشر لهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» الأربعاء 21 أكتوبر 2020؛ أكد المستيقلون، أن تلك الخطوة تعني حل التنظيم في مدينة «مصراتة»؛ مرجعين ذلك لما وصفوه بـ«تسويف قيادة الجماعة وتعطيلها لتنفيذ المراجعات والتصويب الذي توصل إليه أعضاء الجماعة في مؤتمرهم العاشر المنعقد عام 2015».

وأكد المستقيلون أن السياق الزمني الذي نشأت فيه الجماعة والتطور الزمني في البيئة والواقع؛ يحتم إعادة قراءة المشهد والمراجعة والتصويب، وهو ما لم يتأتّ لهم.

وتأتي الاستقالة بعد مرور نحو شهرين على استقالة أعضاء جماعة الإخوان في مدينة «الزاوية»، الذين قرروا حّل فرعها بالمدينة، إدراكًا منهم لانحسار شعبيتها.

استقالة «إخوان مصراتة»..
ضربة قاصمة لمشروع أردوغان
يُشكل حل التنظيم في مدينة «مصراتة» ضربة لمشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تدخل عسكريًّا في غرب ليبيا؛ دعمًا لحكومة الوفاق في طرابلس، ولإنقاذ الإخوان من السقوط، بعد أن اقترب الجيش الوطني الليبي من العاصمة طرابلس، بعد أشهر من عملية عسكرية أطلقها في أبريل 2019 لتحرير العاصمة من الميليشيات المتطرفة.

وتهيمن جماعة الإخوان على حكومة الوفاق، وتؤكد القيادة العامة للجيش الوطني الليبي أن حكومة الوفاق مجرد واجهة سياسية للتنظيم المصنف إرهابيًّا، في الوقت الذي تعزز فيه الحكومة نفوذها في غرب ليبيا من خلال ميليشيات مسلحة، تمارس الترهيب والبلطجة بحق معارضيها، وسكان المنطقة.

إرباك المخطط التركي في المنطقة
يعني حل تنظيم الإخوان في «مصراتة» أحد أكبر معاقل الجماعات المتشددة، والتي تشكل رأس الحربة في العمليات العسكرية التي تقودها ميليشيات الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي، إرباك المخطط التركي في المنطقة، وبعثرة أوراق أردوغان، كما يسلط الخلاف المعلن بين فرع الإخوان في مصراتة وقيادة الجماعة في طرابلس ورأسها في إسطنبول مفتى الدم «الصادق الغرياني»، الضوء على الانقسامات الداخلية التي يحرص التنظيم على عدم خروجها إلى العلن حتى لا تمتد إلى فروعه الأخرى.

وتتزامن تلك الاستقالة مع تزايد الاستياء الشعبي في ليبيا من تنظيم الإخوان، إذ تراجعت درجة التأييد لسياسة الجماعة داخل البلاد، خاصة في معاقله الرئيسية غرب البلاد، بعد أن أدرك السكان أن هذه التنظيمات لا تسعى إلا وراء مصالحها، ولا تحاول إلا السيطرة على الحكم، وكشفوا استقواء الجماعة بتركيا للحفاظ على مصالحها ووجودها.

"