ad a b
ad ad ad

تحديات مواجهة «داعش» داخليًّا تربك باريس.. والمراهقون «فرائس» محتملة للإرهاب

الجمعة 23/أكتوبر/2020 - 10:19 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

تواجه السلطات الفرنسية تحديًا كبيرًا في التعامل مع قضايا الإرهاب، خاصة في أعقاب حادث ذبح مُدرس، وهو ما ألقى الضوء على طرق انتشار تنظيم «داعش» الإرهابي في فرنسا، وملاحقة المعروفين بالتطرف والتشدد.

تحديات مواجهة «داعش»

وفي تطور للقضية التي أثارت الرأي العام في فرنسا، ألقت الشرطة القبض على 9 من المشتبه فيهم، بينهم والدا أحد الطلاب في المدرسة التي كان يعمل فيها المدرس.


ويبلغ عمر الطالب المشتبه به الرئيسي 18 عامًا من أصول شيشانية، لكنه ولد في العاصمة الروسية موسكو، ويلام والداه أنهما عارضا مسألة عرض الرسوم الساخرة للنبي محمد، التي طرحها المدرس على الطلاب.


وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان: إن «فتوى» صدرت بحق المدرس، الذي قُتل الجمعة بالقرب من مدرسة في الضاحية الباريسية كونفلان سانت-أونورين، من قبل والدي تلميذ وناشط إسلامي، هما قيد الحجز؛ لأنه عرض على تلاميذه رسومًا كاريكاتيرية تسيئ للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).


انتقادات

واجهت فرنسا، انتقادات كبيرة لعدم سماحها، بعودة مقاتلي «داعش» الذين انضموا للتنظيم من مواطنيها، ووفقًا للتقديرات، انضم نحو 1700 مواطن فرنسي لصفوف التنظيم الإرهابي على مدى السنوات الماضية، وهم يشكلون أكبر مجموعة من بين 5000 مواطن من غرب أوروبا انضموا للتنظيم في سوريا والعراق.


وعلى مدى العام الماضي 2019، وقبل انتشار فيروس كورونا، حاولت عائلات المواطنين الفرنسيين المنضمين لتنظيم «داعش» دفع باريس إلى إعادتهم، لكن الحكومة ظلت عند موقفها، بينما قالت إنها تدرس موقف الأطفال والنساء.


ويشكل الفرنسيون المحتجزين في السجون والمخيمات بسوريا أكبر مجموعة أجنبية، ويصل عددهم وفق آخر الأرقام المعلنة نحو 300 امرأة وطفل في المخيمات، و75 رجلا في السجون.


وتقول الحكومة الفرنسية إنها تلتزم بالقانون الدولي، وقد استعادت فرنسا حتى الآن نحو 30 طفلاً من تلك المخيمات، إلا أنها لم تستعد النساء والرجال.


وتشهد فرنسا سلسلة اعتداءات منذ 2015 نفذها متطرفون، خَلَّفت أكثر من 230 قتيلًا، كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إحباط 13 مخططًا إرهابيًّا منذ مطلع 2015 وحتى أكتوبر 2017، وفقًا لـ«فرانس 24».


العمليات الإرهابية التي ينفذها أفراد بدأت في فرنسا خلال عام 2017، من بينها هجوم متحف اللوفر الذي وقع في 3 فبراير؛ إذ هاجم مصري الجنسية، يحمل سكينًا، جنودًا فرنسيين عند بوابة متحف اللوفر، حين حاول دخول المتحف بحقيبتين؛ ما أثار شكوك الحرس الذين طلبوا تفتيشه، إلا أن الإرهابي هجم على الجنود بسكين، فرد عليه جندي بـ5 رصاصات، فسقط مصابًا، وتم القبض عليه، وتم إرساله إلى المستشفى.

تحديات مواجهة «داعش»

التركيز على المراهقين

تستدعي الجهود المبذولة التركيز بشكل كبير على المراهقين، خاصة في ظل رصد حالات لأطفال يتحدثون عن مواد إرهابية عبر الشبكة العنكبوتية، ففي المملكة المتحدة، رصدت قوات أمنية أطفالًا تقل أعمارهم عن 13 عامًا، يتحدثون عن ارتكاب أعمال إرهابية، على خلفية تصاعد التطرف خلال وباء كوفيد -19، ما جعل لندن تحذر من كارثة.


وقال مسؤولون أوروبيون، إن شبكات مكافحة الإرهاب لم تسجل ارتفاعًا في المواد المتعلقة بالإرهاب أثناء تفشي فيروس كورونا، لكن الاهتمام بالتطرف آخذ في الازدياد، وأن التخوف الأكبر هو القدرة المتزايدة على تحريض الضعفاء على الإرهاب.


وتسببت جائحة «كوفيد -19»، في تهديد كبير لسلامة وصحة ورفاهية المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وفي ضوء الأزمة دعا الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» مؤخرًا، إلى وقف إطلاق النار في العديد من مناطق النزاعات عالميًّا، وناشد الدول التركيز على مكافحة الوباء.


وفي الوقت نفسه، ينظر المتطرفون إلى الوباء كفرصة للتوسع، في حين أن كورونا والعديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومات في جميع أنحاء العالم أسهمت في بطء ملحوظ لأنشطة الجماعات المتطرفة.

"