أنقرة تواصل الغوص في الوحل.. حشد عسكريين أتراك في الغرب الليبي
الثلاثاء 13/أكتوبر/2020 - 04:25 م
مصطفى كامل
في الوقت الذي يبدو أن الأزمة الليبية تسير فيه إلى الانفراج، واصلت أنقرة إرسال مئات العسكريين إلى الغرب الليبي لتأجيج الصراع، بجانب سحبها ما يقرب من 1500 مرتزق، في محاولة لإيهام المجتمع الدولي بأنها تنصاع لقراراته.
الدفع بالعسكريين
دفعت تركيا مطلع الأسبوع الجاري بمئات من عسكرييها إلى غرب ليبيا، في المنطقة التي تسيطر عليها حكومة الوفاق والميليشيات الموالية لها، من أجل تكثيف الوجود العسكري لها هناك، بعد سحبها 1500 مرتزق من هناك.
وشهدت الأيام الماضية تسيير ما يقرب من 36 رحلة للطيران العسكري التركي، وهو ما رصدته مواقع تتبع حركة الطيران، إذ أقلت تلك الرحلات عددًا من العسكريين، ونقلت في المقابل مرتزقة؛ من أجل نقلهم إلى أذربيجان لمساندتها في حربها ضد أرمينيا.
ويأتي سحب المرتزقة خطوة من قبل أنقرة لإيهام المجتمع الدولي بأنها تمتثل لقراراته القاضية بسحب المرتزقة من ليبيا، بينما تعزز وجودها بعسكريين نظاميين وبأعداد أكبر؛ وذلك في الوقت الدي تسبب فيه هؤلاء المرتزقة فى اشتباكات مسلحة بين الميليشيات الموالية للوفاق في الغرب الليبي، وذلك لأسباب أخلاقية ومالية؛ ما دفع تركيا إلى نقلهم خارج الأراضي الليبية خشية إضعاف جبهتها غربي ليبيا، عقب تنفيذهم العديد من العمليات الإرهابية دون تنسيق مسبق مع المخابرات التركية على التوقيت والأهداف، ما سبب حرجًا لنظام أردوغان أمام بعض القوى الدولية المساندة لوجودها على الأراضي الليبية.
ويشهد مطار الوطية تجهيزات عالية، من ضمنها قيام العسكريين الأتراك بتأمين محيط المطار تحسبًا لوجود ألغام، وذلك وسط تردد أنباء عن قرب وصول 6 طائرات حربية إلى المطار، مع تواتر أنباء أخرى تتعلق بمحاولات من قبل رئيس حكومة طرابلس فايز السراج، لاستقدام طيارين باكستانيين إلى غرب ليبيا.
أعباء المرتزقة
تسببت مرتزقة أنقرة في إحراج الأخيرة، بسبب أعمالها في الغرب الليبي، وتأجيج الصراع بين الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج، وشهدت العاصمة طرابلس عمليات إرهابية من هذه الفصائل، منها تفجير تم بواسطة انتحاري قُرب مقر البعثة الأممية بمنطقة جنزور غربي طرابلس مطلع سبتمبر الماضي.
وبحسب تفسيرات المصادر الأمنية الليبية، فإن مثل هذه الحوادث دفعت الاستخبارات التركية إلى إخراج المرتزقة من ليبيا، لكنها في الوقت نفسه دفعت بأعداد أكبر من العسكريين.
للمزيد.. صراع الميليشيات في الغرب الليبي يفضح عجز «الوفاق» الأمني





