ad a b
ad ad ad

رهائن «القاعدة».. ما وراء صفقات الإفراج عن الأجانب في مالي

الإثنين 12/أكتوبر/2020 - 02:16 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يتفاوت ملف الرهائن الأجانب في مالي بين الإفراج والتصفية، ما يُلقي بظلاله على طبيعة الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، وكذلك الاختلاف في مسار التفاوض بين الدول الكبرى وبين تنظيم القاعدة المنتشر بالبلاد، والمسؤول الأول عن عمليات الخطف بالبلاد.


سياسة جديدة

إذ تختبر مالي حاليًّا فترة سياسية جديدة بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس أبوبكر كيتا، في ظل انتشار إرهابي يؤول أغلبه لتنظيم القاعدة، بالتوازي مع نفوذ عالمي تاريخي لبعض الدول في المنطقة كفرنسا التي تُسهم عسكريًّا في معالجة التطرف بالبلاد، وتركيا التي تحاول منافسة هذا النفوذ، ولكن عن طريق دعم مضاد لجماعات التطرف.


فرنسا وإيطاليا

أفرج تنظيم القاعدة عن عاملة الإغاثة الفرنسية، صوفي بيترونين البالغة من العمر 75 عامًا، بعد احتجازها لمدة أربعة أعوام، إذ اختطفت صوفي في منطقة جاو في ديسمبر 2016 على يد عناصر التنظيم الذي استغلها في تحرير مقاطع مصورة أذاعها بالتتابع، كانت تظهر بها في حالة وهن صحي كبير، وهي تطلب من الإدارة الفرنسية التدخل لحل أزمتها.


وفي 9 أكتوبر 2020 بمطار فيلاكوبلادي بجنوب غرب العاصمة باريس استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السيدة صوفي بعد تحريرها من الاسر، معربًا عن سعادته بعودتها إلى وطنها، وكذلك شكره لحكومة مالي على هذه الخطوة، ومؤكدًا أن بلاده ستستمر في دعم البلاد لتتخطى أزمة الإرهاب.


وكانت صوفي بيترونين تنشط في تقديم الأعمال الخيرية بمالي عبر إداراتها لمؤسسة خيرية لرعاية الأطفال، ممن يعانون من أمراض سوء التغذية، قبل أن تختطف من قبل تنظيم القاعدة.


ولم تكن صوفي المفرج عنها فقط في هذا الإطار، بل أعلنت الحكومة المالية في 9 أكتوبر 2020 الإفراج عن القس الإيطالي بييرلويجي ماكالي عضو جمعية الإرساليات الأفريقية، ومواطنه نيكولا تشياكيو، واختطف ماكالي البالغ من العمر 59 عامًا في إحدى مناطق جنوب غرب النيجر القريبة مع حدود بوركينا فاسو في 17 سبتمبر 2018، على يد مجموعة تنتمي لتنظيم القاعدة.


رهينة سويسرا

وعلى جانب آخر، أعلنت السلطات السويسرية مقتل أحد مواطنيها من الرهائن على يد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة في مالي، وذلك وفقا لوكالة دوتشيه (DW)، وأعربت وزارة الخارجية عن بالغ حزنها لإعدام الرهينة، مؤكدة أنها تقدر حزن عائلته.


وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن معلومة القتل تم التأكد منها من دون التفاصيل والملابسات المحيطة بعملية التصفية، وأنها كانت تتمنى عودة الرهينة إلى البلاد بسلام.


مقاربات الرهائن المختلفة

تزامنت تقارير الإفراج والتصفية مع إعلان الحكومة في مالي مطلع أكتوبر الجاري إطلاق سراح 200 متطرف من عناصر الجماعات الإسلاموية بالبلاد، وبالتالي أشارت وكالة الأنباء الأسوشتيدبرس في تقريرها في 9 أكتوبر 2020 إلى احتمالية وجود صفقة ما وراء تبادل الأسرى، وخروجهم من معتقلات القاعدة.


فالجماعات المتطرفة تعي أهمية الرهائن كورقة ضغط في تنفيذ طلباتها، وأهمها الإفراج عن العناصر العسكرية المهمة والمسجونة في سجون الدول المختلفة، وبالتالي فهي تستخدمهم للمناورات السياسية.


تتقاطع تلك الاحتمالية التي قدمتها وكالة الأنباء العالمية مع ورقة بحثية لمؤسسة الأبحاث الأمريكية ويست بوينت في 2015 حول دور الالتزام بالفدية مقابل حماية الرهائن، مشيرة إلى أن الحكومة الفرنسية تعد من أكثر الحكومات عالميًا في دفع الفدية لتحرير رهائنها بالعالم للحرص على عودتهم سالمين، بغض النظر عن جدال آخر في هذا الشأن حول استغلال الجماعات المتطرفة عمليات الخطف من أجل الفدية كأحد مصادر التمويل المهمة.


المزيد.. ذراع الشر في أفريقيا.. تركيا تعبث بأمن مالي وتهدد الجهود الفرنسية بالساحل

"