الإفراج عن عوائل «داعش» السوريين يجدد المخاوف على الأمن في سوريا
قالت الإدارة الذاتية الكردية المسيطرة على مخيم الهول بشمالي شرق سوريا، إنها ستسمح للسوريين الموجودين في المخيم بمن فيهم عوائل تنظيم «داعش» الإرهابي بالخروج والعودة إلى مدنهم، معلقة: «سيتم الإفراج عنهم لأنه لا معنى لاحتجاز العائلة إذا كان هناك ضامن لحياتهم من أقاربهم».
وتأتي هذه الخطوة بعد رفض الدول، وتحديدًا
الأوروبية، استعادة مواطنيها الإرهابيين المحتجزين بالمخيم، إذ طالما ناشدت
الإدارة الذاتية الكردية دول العالم والمنظمات الحقوقية للتحرك للتعامل مع المخيم
الذي يمثل عبئًا أمنيًّا وماديًّا على الإدارة.
الإجراء قد يكون مقلقًا للأمن
السوري، إذ سيسمح بإطلاق سراح عوائل الدواعش السوريين، إلا أن الإدارة الذاتية تجد
فيه فرصة لتخفيف العبء عليها في ظل رفض الدول لاستعادة مواطنيها.
الهول.. عوائل الدواعش يهددون أمن سوريا
عقب سقوط ما يدعى بخلافة تنظيم «داعش» في مارس 2019، سارت الأمور نحو تكوين مخيم يضم الأهالي الفارين من مناطق تنظيم «داعش»، إلا أن ما حدث لم يكن ذلك بالضبط، إذ ضم المخيم الفارين من «داعش» وزوجات عناصر التنظيم وأبناءهم.
واستقرت الداعشيات وأطفالهن جنوب المخيم الواقع على بعد 45 كلم شرق مدينة الحسكة، حيث تجمع معروف بحي المهاجرات في إشارة إلى الداعشيات غير العربيات في الغالب.
وتطالب الإدارة الذاتية دائمًا بتفريغ المخيم عبر استعادة كل دولة الداعشيات الحاملات لجنسيتها، إلا أن دولًا قليلة جدًا أبدت استعدادها لاستعادة سيداتها، الأمر الذي جعل الإدارة الذاتية أمام أزمة مفادها حتمية التصرف في هؤلاء النسوة المتطرفات.
وتقدر الإدارة الذاتية حجم ساكني المخيم بـ30890 لاجئًا عراقيًّا و30314 نازحًا سوريا و10454 مهاجرة من نحو 60 دولة.
وفي بيان لها بتاريخ 6 أكتوبر 2019، حذرت الإدارة الكردية مما اعتبرته تنظيمًا للداعشيات لصفوفهن لنشر الفكر المتطرف، معتبرة أن التنظيم أمامه فرصة إعادة التشكيل من خلال هذه النسوة ونشاطهن.
وعلى مدار فترات احتجازهن حاولت هؤلاء النسوة الهرب أكثر من مرة، لاسيما إثارة الشغب من خلال تطبيق لما تعتبره شرع الله على باقي الأسر التي تراها غير ملتزمة دينيًّا.
واقع سوري مهدد
وتتزامن الخطوة التي تقدم عليها الادارة الذاتية الكردية من إطلاق سراح العوائل الداعشية السورية، في لحظة تتنفس فيها سوريا الصعداء بعدما أقدمت تركيا على سحب عناصر الفصائل المسلحة الموجودة بمدينة إدلب ونقلهم إلى ليبيا وأذربيجان.
وفي خضم عملية النقل تلك تعالت أصوات عن تخلص سوريا أخيرًا من العناصر الإرهابية الموجودة على أراضيها، لتظل أزمة الإفراج عن الداعشيات السوريات ومدى خطورتهن على الأمن السوري.
للمزيد.. جرائم حرب في سوريا.. أنقرة تتنصل وإرهابيو «أردوغان» في دائرة الاتهام





