ad a b
ad ad ad

«صيادو الصحوات».. «تكتيك داعشي» يؤرق قوات الأمن العراقية

الثلاثاء 19/مارس/2019 - 12:26 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
يرى المسؤولون العراقيون في بقاء عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي وعائلاتهم دون وضع حلول جذرية لمصيرهم، سواء في العراق أو من عبر الحدود إلى سوريا مصدر تهديد كبير، ويبدو أن هناك ما يشبه الإجماع على ذلك غير أن هذا الإجماع لم يعززه حتى الآن أي اتفاق قانوني أو دولي لحسم هذا الملف.

«صيادو الصحوات»..
وتقدر خلية الإعلام الحربي التابعة لوزارة الدفاع العراقية أعداد المقبوض عليهم في سوريا من قبل قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة والمعروفة بـ«قسد» بنحو 500 شخص تم تسليم 280 منهم إلى وزارة الداخلية العراقية، وفي مقابلة صحفية معه، قال الرئيس المؤقت للجنة العمل والشؤون الاجتماعية في البرلمان العراقي رعد الدهلكي: إن وجود عناصر تنظيم «داعش» وعوائلهم في العراق بمثابة «قنبلة موقوتة».

وأضاف «الدهلكي» أن هناك ضرورة لتفريق عوائل «داعش» عن المواطنين العراقيين الذين هربوا أثناء عمليات التحرير للمناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، وبحسب الدهلكي، هناك ما يقرب من 30 ألف عائلة عراقية من هؤلاء الهاربين ما زالوا موجودين في مدينة الحسكة السورية.

وكان علي البياتي عضو مفوضية حقوق الإنسان التابعة للحكومة العراقية صرح بأن هناك نحو 1100 طفل و600 امرأة من عوائل «داعش» من جنسيات مختلفة يجب تسليمهم إلى دولهم لخطورة ما يحملونه من أفكار، مشيرًا إلى أن بلاده تتحمل تكاليف إيوائهم، وفيما يتعلق بعناصر التنظيم الإرهابي المتورطين في جرائم تصنف على أنها «جرائم دولية»، يرى عدم إمكانية محاكمتهم في العراق سوى بتدخل المحكمة الجنائية الدولية أو سن تشريع بهذا الخصوص في البرلمان العراقي.

وتؤكد وزارة الدفاع العراقية باستمرار أن كل من تم اعتقالهم من عناصر «داعش» يجرى التحقيق معهم ومحاكمتهم وفق البنود الدستورية والقانونية في البلاد، وكان قائد شرطة نينوى العراقية، العميد حمد النامس أعلن الأسبوع المنصرم، اعتقال 26 عنصرًا من تنظيم داعش، بينهم ثمانية يحملون جنسيات عربية في أحياء متفرقة من الساحل الأيمن بالموصل شمال بغداد.

«صيادو الصحوات»..
وقال في مؤتمر صحفي إن قيادة شرطة نينوى نفذت عملية أمنية في أحياء الإصلاح الزراعي وتموز وقرية احليلة ومنطقة حمدون الغربية غربي الموصل، أسفرت عن اعتقال 26 داعشيًّا بينهم سبعة سوريون ومصري واحد، وتم اقتيادهم إلى مقر قيادة عمليات شرطة نينوى للتحقيق معهم وتقديمهم للقضاء العراقي، مشيرًا إلى أنه من بين السوريين السبعة مسؤول التنظيم الإرهابي في الساحل الأيمن من المدينة ويدعى أبو رأفت السوري.

وتشهد مناطق محافظة نينوى؛ وخاصة القريبة من الحدود السورية غرب الموصل نشاطًا لعناصر تنظيم داعش الذين ينفذون عمليات ضد القوات الأمنية والمدنيين، على الرغم من إعلان الحكومة العراقية قبل أكثر من عام القضاء على تنظيم داعش عسكريًّا، ولجأ «داعش» لتغيير نمط العمليات الإرهابية التي ينفذها مؤخرًا في العراق، وفقًا لاستراتيجية سماها عناصره بـ«صيادو الصحوات»، تعتمد بالأساس على انتحال صفة رجال الجيش والشرطة العراقيين ونصب كمائن على الطرقات السريعة لبعض الأهداف الحكومية.

وتقوم ما تعرف بـ«المفارز الأمنية»، التابعة للتنظيم بتخطيط وشنِّ هذه العمليات، بعد رصد العناصر المستهدفة، واختيار الوقت المناسب، الذي يكون أحيانًا في وضح النهار. 

«صيادو الصحوات»..

وكان القيادي السابق بالتنظيم، أبوهاني العيساوي، أول من بدأ هذا «التكتيك»، فشارك في استهداف قيادات مجالس الإسناد العراقية، التي شكلتها العشائر السنية؛ لطرد التنظيم من المدن التي يسيطر عليها.

وبحسب صحيفة «النبأ» التابعة للتنظيم، فإن استراتيجية عمل «صيادو الصحوات»، تقوم على استخدام نفس الزيِّ العسكريِّ والمركبات التي تستخدمها قوات إنفاذ القانون العراقية، ما يجعل كشف هذه المجموعات معضلة وتحديًا كبيرًا، وساهمت هذه العمليات في زيادة مخاوف بعض العراقيين من عودة التنظيم الإرهابي مرة أخرى.

ويرى الباحث العراقي المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، فى منشور له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن الهجمات الإرهابية الأخيرة والتكتيكات التي اتبعها «داعش»، تؤكد وجود شبكات كاملة، تقوم بعمليات الرصد الاستخباري، واختيار الأهداف وتنفيذ الهجمات، مضيفًا أن هذه التطورات الأخيرة، تشير إلى تطور نوعي في الهجمات الإرهابية، يمكن أن تؤدي في النهاية إلى إقالة القيادات الأمنية العراقية، بعد فشلها في تحقيق الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد.

الكلمات المفتاحية

"