ad a b
ad ad ad

الاقتتال الطائفي يعمق الانهيار السياسي والأمنى في «بوركينا فاسو»

الأحد 04/أكتوبر/2020 - 12:02 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

على وقع تفشي الإرهاب في جمهورية بوركينا فاسو الواقعة في غرب أفريقيا، تتنامى الصراعات الطائفية والعرقية، نتيجة ضعف أجهزة الدولة في تجنيب المدنيين خطر الهجمات العنيفة، إذ تتنامى الأحاديث حول زيادة الجبهات المسلحة من المتطوعين لمواجهة الميليشيات الإسلاموية المقابلة في اعتراك داخلي ينذر بمزيد من تدني الأوضاع الأمنية والسياسية.


وعادت الأحاديث حول مجموعة (Koglweogo ) التي تشكلت بالبلاد كحركة مقاومة لتفشي الإرهاب، ولكنها تحولت إلى جماعة عنف مضاد بعد تفشي الاضطراب وتصاعد نشاط الحركات الإسلاموية المدعومة من تنظيم «القاعدة» الإرهابي وتنظيم «داعش» فضلًا عن الحدود المتهالكة مع دول الجوار التي تعاني من ذات الأزمات كمالي والنيجر وغيرهما، ما جعل البلاد بؤرة ساخنة.



 الاقتتال الطائفي

عوامل الاقتتال الداخلي


تعاني البلاد من وضع جغرافي صعب جعلها محاطة بدول منهارة ويزيد من تفاقم الأمر سقوط الحكم في مالي بفعل انقلاب عسكري تتدخل به القوى الخارجية الداعمة للميليشيات المتطرفة، وأبرزها تركيا ما يعزز مضاعفة الإرهاب بالمنطقة ويلقي بظلاله على الأوضاع في بوركينا فاسو.


وفيما يخص الأوضاع السياسية تتعرض البلاد لاهتزازات قوية وعدم وجود سلطة حاكمة ذات قوة يمكنها إحكام السيطرة، في ظل انتشار الأسلحة والذخائر والمرتزقة وانقسام التيارات الإرهابية إلى عدة فرق، فلم يعد الوضع مقصورًا على جماعات إرهابية دولية كالقاعدة وداعش بل تحولت القطاعات الداخلية لميليشيات للدفاع عن المدنيين ولكنها قد تتحول أو تحولت إلى ميليشيات مسلحة.



 الاقتتال الطائفي

تحولات التناحر الداخلي


أفادت ورقة بحثية أصدرها مركز «جيمس تاون» الأمريكي بأن جماعة Koglweogo المعترف بها من الحكومة وتتلقى التبرعات لإنجاز مهامها في حفظ الأمن ومساعدة السلطات، تحولت لجبهة عنيفة تنتقم من جماعة الفولاني ذات الأغلبية المسلمة، فكلما حدث هجوم إرهابي من المجموعات الإسلاموية انقضت الجماعة Koglweogo  لتعذيب واحتجاز المواطنين من الفولاني.


وتشير الدراسة إلى أن هذا الاحتراب الداخلي سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية ويعوق إمكانية حلها على المدى القريب، لأن هذا النوع من الاقتتال يخلق عداوة شعبية وكراهية عرقية وإثنية تحتاج لسنوات لمعالجتها.


وفي تصريح لــ«المرجع» يقول علي بكر، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة إن تدني المجهودات والقدرات الأمنية للأجهزة المسؤولة بالبلاد تؤثر على انتشار مجموعات الإرهاب وتنامي الاقتتال الداخلي، وهذا يؤدي بدوره إلى سيولة في نشر ونقل الأسلحة والذخائر بالمنطقة.


وينقلنا الحديث عن تردي الأوضاع الأمنية والاقتتال الداخلي إلى احتمالية تحول الجماعات المدافعة عن الأمن كـ Koglweogo إلى تيار مرتزق للدفاع عن أهداف سياسية لأي من القوى الكبرى الفاعلة بالمنطقة، وهو ما أشارت إليه «جوانا إلبودو» مسؤولة الأمانة العامة لـ ACTS Burkina، وهي جمعية مسيحية غير ربحية في حوارها مع الموقع البوركيني "C" ، إذ عبرت عن تخوفاتها من تحول الجماعات المدنية المقاتلة لجماعات سياسية، مشيرة إلى تزايد العنف ضد المسيحيين ما أدى إلى مهاجمة الكنائس وتهجير الكثير من المواطنين، كما أن جماعات العنف باتت تهدد الجميع بالبلاد.


المزيد.. كنائس بوركينا فاسو في مرمى التنظيمات الإرهابية

"