ad a b
ad ad ad

بعد فشل الدبلوماسية.. تصعيد عسكري يوناني في مواجهة بلطجة «أردوغان»

الثلاثاء 29/سبتمبر/2020 - 01:45 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

أحدثت الأزمة المتصاعدة بين كل من تركيا واليونان على ثروات المتوسط، ومدى أحقية كل منهم بها جغرافيًّا، صدعًا دوليًّا، فانطلقت الطائرات تحلق في الأفق، والبوارج تصارع الأمواج، معلنين التأهب، وبات الصراع ينذر بحرب عسكرية وشيكة.

بعد فشل الدبلوماسية..

التصعيد قولًا وفعلًا

اتخذت الحكومة اليونانية خطوة جديدة لردع التحركات التركية في مياها الإقليمية بالبحر المتوسط، إذ نشرت قواتٍ في جزر بحر إيجة، السبت 26 سبتمبر، بعد أن نشرت تركيا قوات لها في الساحل، حتى يكون وجود القوتين على توازٍ.


وزاد المشهد توترًا بعد الإجراءات التصعيدية من كلا الطرفين، وإعلان أثينا عدم موافقتها على سحب قواتها من جزر بحر إيجة، إلا بعد سحب أنقرة قواتها أولًا، ما يصّعب الجهود الدولية المبذولة للتوصل لحل.


استفادت اليونان من حماقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ منحها الكثير من المكاسب على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري، واكتسبت البحرية اليونانية الدروس حول كيفية التعامل مع الاختراق التركي، بالرغم من زيادة حدة التوتر في المنطقة.


ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «إيكاثيمرني» اليونانية، أشار إلى مكسب كبير في التفوق الواضح للبحرية اليونانية في مجال الحرب المضادة للغواصات، وهو ما أحبط عزيمة الجيش التركي، وجعل التفوق اليوناني مصدر قلق لنظام «أردوغان».


وللمزيد.. جرائم حرب في سوريا.. أنقرة تتنصل وإرهابيو «أردوغان» في دائرة الاتهام

بعد فشل الدبلوماسية..

سيناريوهات الموقف

يقول محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية: إن الموقف اليوناني اتخذ خطوة جديدة للتصعيد بإرسال قوات إلى بحر إيجة، في محاولة رد الاعتداءات التركية، وهو مؤشر خطير للغاية قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى اليونان؛ بهدف الوصول إلى حل يهدئ من التوتر في شرق المتوسط، ويقلل احتمالية نشوب حرب في المنطقة من الممكن أن تؤدي لانهيار حلف الناتو، بسبب تعدي تركيا، العضو في حلف الأطلسي، على دولة ذات عضوية أيضًا بالحلف، فضلًا عن الموقف الأوروبي المشحون حاليًّا بحالة من الغضب بقيادة فرنسا؛ نتيجة الأفعال التركية بشرق المتوسط، وبمنطقة الشرق الأوسط، التي تهدد مصالح الاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو أيضًا.


ومن هنا فالموقف اليوناني -بحسب الديهي- جاء بعدم موافقة على سحب القوات من الجزر الموجودة في بحر إيجة، إلا بعد انسحاب تركيا أولًا، ويحمل العديد من الدلائل، فالسياسة اليونانية متجهة نحو التغير تجاه الموقف التركي، الذي استنفذت معه اليونان أطراف التفاوض والحوار السياسي كافة.

بعد فشل الدبلوماسية..

مواجهة البلطجة

وأردف محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، في تصريح لـ«المرجع»، قائلا: إن الموقف اليوناني أتى ليحرج المجتمع الدولي الذي دائمًا ما حوّل حل الأمور بالطرق السياسية، وسرعان ما تتم التهدئة لفترة ثم تعود تركيا مرة أخر لانتهاك سيادة اليونان دون أي عقوبات، ويبدو أن اليونان رأت أن التصعيد العسكري وتلويحها باستخدام القوى هو أفضل الطرق للتفاهم مع السياسة الأردوغانية، التي تعتمد على نظرية «البلطجة» لفرض أمر واقع على الدول المجاورة، فضلًا عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولذلك يجب أن نعلم أن اليونان من خلال هذه الخطوه تهدف لوضع حل نهائي للانتهاكات التركية، وتحجيم الدور التركي.


وأكد الباحث في العلاقات الدولية، أن اليونان ستعتمد الآن على حلفائها في منتدى شرق المتوسط، وكذلك الحلفاء الأوروبيين؛ لمواجهة الدور التركي، خاصةً أن هذا الدور استفحل كثيرًا في الآونة الأخيرة، وأخذ في التطور في ظل الأزمات الداخلية التي يعاني منها النظام التركي؛ إذ تدرك أنقرة أنه في حال استمرار تعنتها فسوف تكون تحت طائلة العقوبات الأوروبية، إضافةً لاحتمالية أن تكون في مواجهة دول كبرى مثل، فرنسا وإيطاليا والنمسا، ومجموعة دول منتدى شرق المتوسط، وهذا الأمر يعني أن أنقرة ستعيد حساباتها في شرق المتوسط مرة أخرى، خاصةً بعد أن تم تحويل المنتدى إلى منظمة أقليمية سيكون له ثقل دولي وإقليمي كبير نظرًا لأهميته، ومن هنا فالخطوة اليونانية تأتي بهدف الضغط على تركيا والمجتمع الدولي، من أجل سرعة إنهاء الخلاف مع أنقرة.


وللمزيد.. بدعمها لقبرص واليونان.. واشنطن تضيق الخناق على أنقرة في شرق المتوسط

"