بدعمها لقبرص واليونان.. واشنطن تضيق الخناق على أنقرة في شرق المتوسط
تحت إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستعمارية، ومخططه للهيمنة على منطقة شرق المتوسط، أعلنت واشنطن دعمها لقبرص، واستعدت لتوجيه ضربة موجعة لوقف مخططات أنقرة ضد دول الناتو، واتخاذ إجراءات حاسمة على خلفية انتهاكاتها في منطقة شرق المتوسط.
وفي إطار تهدئة الأوضاع والتوترات الدائرة
بين تركيا وقبرص في شرق المتوسط، جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، السبت 12 سبتمبر 2020، لقبرص استكمالًا لاتصالات أجراها
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره التركي أردوغان، ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس
ميتسوتاكيس، بشأن ممارسات أنقرة غير الشرعية في التنقيب عن الغاز بالمنطقة.
وأعرب بومبيو
عن أمله في وجود حل للنزاع عن طريق حل سلمي ودبلوماسي، وقال «سنعمل على هذا الأمر، ونأمل بأن يكون
هناك حوار حقيقي، ونأمل في أن يتم سحب العتاد العسكري ليكون من الممكن عقد هذه المحادثات،
وأشار إلى دور ألمانيا في السعي إلى خفض التوتر الذي تغذيه ممارسات تركيا في شرق المتوسط،
كما لعبت فرنسا دورًا أساسيًّا في ردع أنقرة عن تصرفاتها؛ إذ دعمت فرنسا اليونان وقبرص.
وتأتي زيارة بومبيو
بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رفع حظر بيع الأسلحة إلى قبرص المفروض عليها منذ عقود، في مطلع الشهر
الحالي؛ ما أثار حفيظة تركيا.
وللمزيد.. واشنطن تدعم قبرص في المتوسط.. وتترك القرصان التركي تائهًا بعرض البحر
وجاء قرار الكونجرس الأمريكي الذي أنهى 33 عامًا من
الحظر على بيع الأسلحة لقبرص، ليؤكد على الشراكة
الرئيسية مع جمهورية قبرص في شرق المتوسط، والعمل على تعميق التعاون الأمني معها، ويحوي
بين طياته رسائل سياسية وعسكرية في اتجاه واحد، بعد أن عانى المجتمع الدولي من تفشي
سياسات تركيا التخريبية في مختلف دول الشرق المتوسط.
وعلى الصعيد
السياسي، يلغي هذا القرار بدوره فاعلية الاتفاقات الأحادية التي أبرمتها الحكومة التركية
مع حكومة فايز السراج حول ترسيم الحدود البحرية، ويتبنى موقف دول الإقليم المناوئة
للأطماع التركية.
أما عسكريًّا، جاء توقيت هذا القرار ومضمونه الموقف الأمريكي تجاه البلطجة التركية، والاستعراضات العسكرية المراهقة شرق المتوسط، لردع الحكومة التركية، والتربص بأي مغامرة عسكرية ضد قبرص ستؤدي لمنح القبارصة اليونانيين أسلحة كاسرة للتوازن، وربما تنتهي بمواجهة مباشرة مع أمريكا.
قرارات رادعة
وبالفعل بدأت وزارة
الدفاع الأمريكية «بنتاجون» ووزارة الخارجية، في اتخاذ إجراءات رسمية، لتشديد القيود
على تراخيص التصدير، وإعادة بيع المعدات العسكرية الأمريكية من قبل تركيا.
ووفقًا لموقع «إنتيليجينس
أونلاين» الأمريكي، فإن درجة تضييق الخناق على أنقرة وصلت إلى حد اتباع إجراءات لتحجيم تركيا، وتعجيزها
عن استيراد أي معدات للمراقبة والاستخبارات، في وقت حاجتها الماسة لمختلف الأجهزة الإلكترونية
الحديثة، وإلكترونيات الطيران، والكاميرات وغيرها من المعدات الحساسة، لضمان قوة قدراتها
على العمل بفاعلية في سوريا وليبيا.
ولم تتوقف
الولايات المتحدة عند تلك الخطوة، بل قررت إيقاف تصدير المحركات الأمريكية الخاصة بمروحيات
«تي 129 أتاك» التركية أيضًا، فالقوات التركية تحتاج لهذه المروحيات لسببين رئيسين،
الأول للمساهمة في عملياتها بالشرق الأوسط، والسبب الثاني لأن لديها التزامات بتصدير
المروحيات لبعض الدول، وهو ما لن يحصل الآن بدون المحركات الأمريكية المتطورة،
بحسب الموقع الأمريكي.
وللمزيد.. لعبثه في المتوسط.. أردوغان يأخذ «أنقرة» إلى طريق العقوبات الدولية





