ad a b
ad ad ad

وثائق سرية تكشف تورط مصرف متعدد الجنسيات في تمويل «داعش»

الأربعاء 23/سبتمبر/2020 - 07:18 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

بالتوازي مع حاجة الجماعات الإسلاموية لقواعد فقهية للتأسيس عليها لسفك الدماء، ومحاربة الأنظمة والجيوش، فإن المال هو المحرك الدافع لتلك الأطر، والتي لن تستمر بدونه، وطالما أن عمليات التمويل هذه تحتاج إلى سرية لتبقى مستمرة، فإن شبهات الفساد تقترن بها دومًا.

وثائق سرية تكشف تورط
ومع ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي في 2014 كان من الواضح مدى السرعة التي سيطر بها على الأراضي العراقية والسورية، والانتشار العددي وعمليات الحشد والتوطين التي استطاع توفيرها للمهاجرين إليه، إلى جانب الأسلحة المتطورة التي حارب بها السلطات الأمنية، ودفع رواتب المسلحين، ما ينتج عنه حقيقة وجود تمويل قوي لم يكن يعرف مصيره بشكل حقيقي، وكان يعول على بعض الأجهزة الاستخبارية للدول.

مؤخرًا استطاعت الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية (ICIJ) بالتعاون مع الشبكة الأمريكية للأخبار (buzz feed news) كشف أحد أهم المصادر الضالعة في تمويل تنظيم «داعش» إبان سيطرته على سوريا والعراق، وذلك عبر وثائق سرية تحصلت عليها عبر مصادرها تشير إلى تحويلات بنكية مشبوهة نفذتها مصارف عالمية إلى العراق دون اهتمام بسطوة التنظيم الإرهابي على الفروع البنكية بالعراق، إذ يدفع التحقيق بأن البنوك كان عليها إيقاف التحويلات أو تعطيلها طالما يسيطر «داعش» على الأمر.
وثائق سرية تكشف تورط
أموال طائلة في خدمة الإرهاب
تكشف وثائق التحقيق أن فرع «دويتشه بنك» (بنك متعدد الجنسيات) في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب مصرف أمريكا، نفذا عمليات تحويلات بنكية إلى أفرع المصارف العراقية خلال الفترة من يونيو 2014 إلى يونيو 2015، تتعدى قيمتها حوالي 4 مليارات دولار.

ومن خلال 524 حوالة مصرفية من حسابات بنكية لمصرف أمريكا إلى مصارف بالعراق تم تحويل 16,8 مليون دولار في 10 أيام فقط بشهر فبراير 2015، وخلال 8 أيام في مايو من 2015 أيضًا تم تحويل 244 عملية بحوالي 28 مليون دولار؛ ما يتخطى مجموع التحويلات 41 مليون دولار.

كما شملت التحويلات أيضًا أموالا حولت من 7 بنوك بالعراق إلى الولايات المتحدة بلغت قيم نقدية كبيرة، فخلال 109 تحويلات دفع 900 ألف دولار، وخلال 54 تحويلًا آخرين دفع 7 ملايين دولار، بينما تخطى 81 تحويلًا بنكيًّا متتابعًا قيمة 33 مليون دولار.

وتذكر التقارير أن البنوك أو أفرع المصارف التي حولت إليها الأموال في العراق غير محددة وغير معروفة، وبناء عليه تدفع التقارير بوجود شبهات فساد، وغسيل أموال، وتمويل متطرفين عبر هذه الحوالات البنكية.
وثائق سرية تكشف تورط
شبهات دعم داعش
يفترض أن سيطرة تنظيم «داعش» على العراق وسوريا بعد 2014، كانت تحتم على المصارف بالولايات المتحدة توخي الحذر في إرسال واستقبال العملات الأجنبية، فوفقًا للتقرير الاستقصائي المنشور بعدة وسائل إعلامية عالمية فإن تنظيم «داعش» استطاع مع السيطرة على الأراضي أن يفرض نفوذه على البنوك العراقية، بإجمالي 121 فرعًا بنكيًّا كانوا تحت قبضته وسرق منها حوالي 830 مليون دولار أمريكي.

وعليه فإن إجراءات التحويلات البنكية المتبعة تظهر تهاوي التدقيق في مشروعية الأموال، وهو ما برره بنك «دويتشه» بعطل تقني لم يمكنه من متابعة هذه الأموال.

ويدفع التقرير بأن «دويتشه» كان معاقب لتمويله طهران متخطيًا الحظر الأمريكي المفروض على التعاملات الاقتصادية والبنكية على نظام الملالي، ما يؤشر على أن جزءًا من الأموال المحولة للعراق قد تكون دفعت لجماعات تابعة لطهران في الداخل.

وبناء على نشر هذه الوثائق، كشفت شبكة «روسيا اليوم»، الاثنين 21 سبتمبر 2020، هبوط سعر الأسهم لبنك «دويتشه» بواقع 8% خلال عمليات التداول؛ ما دفع البنك الألماني وفرعه الرئيسي بالولايات المتحدة بإصدار بيان يفيد بفتحه تحقيق في الأمر مع شبكة بيانات المصرف وبعض الروسيين.

"