عقب أسبوع من سحب
تركيا، سفينة التنقيب عن الغاز «عروج ريس» من مناطق النزاع مع اليونان في البحر المتوسط، لأسباب قالت أنقرة إنها
لأعمال الصيانة، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليخالف تلك الرؤية التركية التي ظلت
حتى وقت قريب تتمسك بالخط التصعيدي، ليتحدث عن منح مساحة أوسع للدبلوماسية في أزمة
شرق المتوسط.
وفي تغريدة احتفت بها وكالة «الأناضول» الرسمية التركية أوضح «أردوغان» أن بلاده تعتزم
الاستماع إلى كل دعوة صادقة، وإعطاء الدبلوماسية أكبر مساحة ممكنة، وحلّ المشكلات التي
يمكن أن يكون فيها الجميع رابحًا من خلال الحوار.
التراجع
ولأن هذه التصريحات تأتي في سياق التراجع، حاول الرئيس التركى الحفاظ على ماء الوجه، فقال: «سنواصل الدفاع حتى النهاية عن كل قطرة ماء وشبر أرض من بلادنا».
وتأتي تلك التطورات في ظل اتجاه أوروبي لفرض عقوبات على تركيا باعتبارها مهددة لليونان العضو بالاتحاد.
وضمن ما عُرف بعزلة تركيا بشرق المتوسط، تمثلت ملامح العقوبات في فرض حظر على السفن التركية أو غيرها من الأصول المستخدمة في عمليات التنقيب، لاسيما حظر استخدام موانئ ومعدات الاتحاد الأوروبي، وعقوبات واسعة تنتظر قطاعات بأكملها في الاقتصاد التركي.
ولهذا السبب شن المعارض التركي رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داوود أوغلو هجومًا على سياسات «أردوغان» محملًا إياه مسؤولية ما اعتبره عزلة تركيا ووقوفها منفردة في شرق المتوسط.
تجاهل وعدم ثقة
بالرغم من إعلان تركيا التخلي عن لغة التصعيد والتهديد، فإن أصواتًا من داخل الاتحاد الأوروبي مازالت تتحدث عن العقوبات، إذ صرّح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الإثنين 21 سبتمبر 2020، بأن الاجتماع الوزاري في بروكسل المرتقب سيبحث مسألة إقرار العقوبات على تركيا.
وبدوره دعا وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليديس، الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا بـ«شكل فوري»، لمواجهة أعمالها غير القانونية في مياه شرق المتوسط.
وقال وزير الخارجية القبرصي، في تصريحات لوسائل إعلام يونانية، إن تركيا اختارت التصعيد تجاه بلاده، باتخاذ قرار بتمديد عمل سفينة التنقيب «يافوز» في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لقبرص، مضيفًا: «أن أنقرة كشفت من وراء هذه الخطوة عن نواياها الحقيقية» على حد تعبيره.
وتأتي تصريحات وزير الخارجية بعد أقل من يوم على تحذير وزير الدفاع القبرصي شارالامبوس بيترديس، من أن الأوضاع في شرق المتوسط تثير القلق، في ظل استمرار الاستفزازات التركية.
وقال وزير الدفاع القبرصي في تصريحات صحفية، إن على الاتحاد الاوروبي أن يوجه «رسالة حاسمة» إلى تركيا توكد وحدة موقفه حيال أنشطتها غير القانونية في شرق المتوسط.
وأكد الوزير القبرصي أن بلاده تلقت خلال الفترة الماضية العديد من رسائل الدعم والتأييد لموقفها حيال الأزمة، في ظل إجراءات أنقرة للتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء القبرصية.
وفيما يمكن تسمية تعامل الاتحاد الاوروبي حتى الآن مع دعوات تركيا بالتجاهل، تعاملت مصر معها بعدم الثقة.
وكانت تركيا أرسلت في أكثر من مرة رسائل إلى القاهرة عبرت فيها عن رغبتها في فتح صفحة جديدة بعد قطيعة دامت سبع سنوات حتى الآن، إلا أن الخارجية المصرية قالت في بيان لها: «إن نهج أنقرة يفتقر إلى المصداقية».