«العزم الصلب» في مواجهة شبح عودة «داعش»
رغم النكبات المتكررة والهزائم التي تعرض لها تنظيم «داعش» الإرهابي في السنوات الماضية، وخاصة منذ دحره في عام 2017، وخسارة زعيمه «أبوبكر البغدادي» المقتول أواخر عام 2019، لكن التنظيم في محاولة دائمة لإعادة نشاطه مرة أخرى في مناطق عدة كان يسيطر عليها في السابق، في العراق وسوريا، ولا يزال يشكل تهديدًا عالميًّا كبيرًا.
وساعدت الاحتياطيات المالية والإيرادات التي ما زال التنظيم يحتفظ بها على استمراريته؛ إذ يمتلك مجموعة من الشركات والأصول تصل قيمتها إلى مئات الملايين من الدولارات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، فضلًا عن ابتزازه السكان المحليين، وتلقيه الدخل من الشركات التي سيطر عليها سلفًا، إضافةً لدخله من الاتجار بالبشر.
جهود ردع التنظيم
هناك محاولات وجهود من مكافحة الإرهاب لردع عودة التنظيم، إذ أعلن التحالف الدولي ضد «داعش» وعلى رأسه الولايات المتحدة، نيته نقل مركبات مشاة قتالية مدرعة من نوع «برادلي إم2 أي2» إلى سوريا لحماية قواته هناك.
وفي بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم التحالف، العقيد واين ماروتو، الجمعة 18 سبتمبر 2020، قال إن قوة المهام المشتركة، عملية العزم الصلب، تستمر في العمل مع وإلى جانب ومن خلال شركائنا المحليين في سوريا لضمان الهزيمة الحتمية للتنظيم على الرغم من الهزائم المتتالية له، وإن عودة ظهور تنظيم «داعش» سيظل يمثل احتمالًا واقعيًّا للغاية ما لم يتم الاستمرار في الضغط عليه.
وفي السياق ذاته، كشف أن قوة المهام المشتركة تخطط لنشر أصول مشاة ميكانيكية، بما في ذلك مركبات برادلي القتالية، في سوريا وذلك ضمانًا لحماية قوات التحالف والحفاظ على حرية حركتهم حتى يتمكنوا من مواصلة عمليات هزيمة «داعش».
وأفادت وكالة «سانا» السورية الرسمية في الأول من سبتمبر الجاري، بأن هناك 60 شاحنة تابعة للولايات المتحدة دخلت إلى محافظة الحسكة السورية قادمة من العراق، وكان الجيش الأمريكي سابقًا يقوم بنقل تعزيزات عسكرية لقواته في سوريا بشكل شبه دوري.
وبحسب مدير المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر، فإن تنظيم «داعش» رغم القضاء على أبرز قادته، يواصل تمدده عالميًّا ، واستفاد التنظيم من قادة في صفوفه من خلال شبكات سرية واسعة النطاق، وأظهر قدرته على العودة والنهوض مرة أخرى رغم كل ما عاناه ومن خسارة معاقله في السنوات الماضية.
وبحسب التقرير الأمريكي، فإن القيادة الجديدة للتنظيم استطاعت أن تحقق نتائج متفاوتة، ونفذت هجمات جديدة في مختلف دول العالم، لكن سجل التنظيم أداءه الأقوى في دول أفريقيا بعد هجومه الأخير في النيجر؛ إذ تبنى هجومًا أسفر عن مقتل 8 أشخاص من ضمنهم 6 أشخاص يحملون الجنسية الفرنسية.





