تداعيات هجوم سوسة.. «النهضة» راعي الإرهاب في تونس
أشعل الاعتداء الإرهابي الذي وقع في سوسة، شرق تونس، الانتقادات ضد جماعة الإخوان، وممثلها في السلطة حزب النهضة، إذ اعتبرت القوى السياسية بأن التسهيلات اللوجستية والأيديولوجية التي يقدمها حزب النهضة لميليشيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا، أتاحت للعناصر المتطرفة حرية الحركة في البلاد.
في 6 سبتمبر 2020، نفذت 3 عناصر إرهابية عملية دهس بسيارة وسط مدينة سوسة ضد عنصرين من الحرس الوطني؛ ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر، قبل أن تقتلهم قوات الأمن بالرصاص، وأعلن فيما بعد تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الواقعة.
الإخوان وتسهيلات التطرف
صعدت تلك الحادثة من الهجوم على حزب النهضة المسيطر على البرلمان التونسي، فخلال جنازة شهيد قوات الأمن ارتفعت الهتافات ضد «راشد الغنوشي» زعيم النهضة، معتبرة إياه مسؤولًا بشكل غير مباشر عن الحادث، ورفع المشيعون لافتات مناهضة للحركة ورئيسها، وهتفوا (يا غنوشي يا سفاح).
من جانبه، قال رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، جمال مسلم: إن حكومة هشام المشيشي الجديدة عليها فتح ملف الجهاز السري لجماعة الإخوان في البلاد، إذا كانت عازمة بصدق على مكافحة الإرهاب، مطالبًا بالتحقيق في الاتهامات الموجهة للجهاز بتنفيذ عمليات اغتيال بالداخل، إلى جانب ضرورة محاسبة أعضاء الإخوان على تسهيلهم سفر الشباب التونسي إلى بقاع الصراعات في المنطقة.
التزامن السياسي بالتطرف
تأتي حادثة استهداف عناصر الأمن التي نفذها تنظيم «داعش» بعد أيام قليلة من تولي حكومة «المشيشي» المسؤولية، ما ربطه كثيرون بعمليات ضغط تجيدها جماعة الإخوان ذات العلاقة الراسخة مع المجموعات الإرهابية، وتزامنت العملية مع تسلم «المشيشي» مهام عمله الجديد في ذات الوقت الذي تصادف مع وجود وزير الداخلية بمدينة سوسة؛ ما يعني من وجهة نظر رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، جمال مسلم، أن العملية مخطط لها جيدًا، وأن العناصر التي ارتكبت الحادث على دراية بالخطاب الإخواني المتطرف داخل البرلمان وخارجه، واستغلت الاضطرابات السياسية في البلاد.
الإخوان يمررون الإرهاب عبر الحدود
قالت رئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي خلال مؤتمر صحفي بسوسة، عقب الحادث: إن حركة النهضة تعمل عبر أئمة ودعاة لتشجيع الشباب للانتماء للحركات الإرهابية، ومن ثم تسهل مرورهم بين تونس وليبيا لتنفيذ مهمات خاصة بالتنظيم الدولي للإخوان.
ودعت النائبة إلى عقد جلسة استثنائية بمجلس الشعب لإعداد تشريعات جديدة تحمي رجال الأمن، متوعدة «الغنوشي» وحزبه بالمقاضاة الدولية على ما يرتكبوه من جرائم بحق التونسيين، فهم من وجهة نظرها يعملون لصالح أجندة خارجية، ولا يتحركون إلا من أجل الصفقات المشبوهة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفة بأن عناصر الحزب يدافعون عن الإرهابيين في ساحات المحاكم، ويتبنون الفكر التكفيري.
وتعليقًا على ذلك، أشار الكاتب السياسي، محمد فراج أبو النور، إلى أن العملية الأخيرة بتونس وما صاحبها من إلقاء القبض على عناصر إرهابية مدربة تعيش في الجبال بجنوب البلاد، ترتبط مباشرة بجلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ ما يقرب من ألفي متطرف من تونس إلى الحدود مع ليبيا إلى جانب مرتزقة من سوريا، ما يشكل تهديدًا حقيقيًّا للأمن القومي بتونس.
ولفت إلى أن ذلك لا يهدد فقط ليبيا أو تونس باعتبار وجود الإخوان في برلمانها، وإنما يهدد جميع دول الشمال الأفريقي التي يسعى «أردوغان» إلى نقل نموذج التنظيم الدولي إلى سلطتها الحاكمة لفرض سيطرته عليها.





