بشهادة أعضائها.. الإخوان تاجروا بالقدس وأضروا بالقضية الفلسطينية
السبت 29/أغسطس/2020 - 11:00 ص
دعاء إمام
اختلقت جماعة الإخوان معارك وهمية انتهت ببطولات زائفة، دوّنها قادة الجماعة في مذكراتهم دون سند أو دليل، وبمرور الوقت تمكن الكثير من المنشقين كشف زيف تلك البطولات، مؤكدين تناقض الإخوان في التعاطي مع القضية الفلسطينية، ما يبرز تساؤلًا حول موقع القضية من اهتمامات الجماعة.
صياح الذباب
قبل أيام، زاد صياح ذباب الجماعة الإلكتروني على منصات التواصل ورموزهم في القنوات القطرية، بعد اتفاق سلام أبرمته دولة الإمارات العربية المتحدة مع تل أبيب، إذ كثفت الجماعة من المزايدات على الدول العربية (شعوبًا وحكامًا) في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
شهادة من الداخل
وبشهادات المقربين من الإخوان ومن داخلها أيضًا، فإن الجماعة هي أكثر من أضرت بالقضية الفلسطينية، إذ أورد محسن محمد صالح، في كتابه «الطريق إلى القدس.. دراسة تاريخية في رصد التجربة الإسلامية على أرض فلسطين»، أن هاني بسيسو، مراقب الإخوان في فلسطين، رفض اقتراح بعض عناصر الجماعة، بتأسيس تنظيم خاص لا يحمل لونًا إسلاميًّا في مظهره؛ إنما يحمل شعار تحرير فلسطين عن طريق الكفاح المسلح، بغرض فتح قنوات اتصال بين الإخوان والجماهير، وفك الحصار عنهم وتبقى قضية فلسطين حية؛ لكن المراقب العام رفض؛ رغبة في الحفاظ على التبرعات والسلاح في أيدي الإخوان، دون أن يشغلوا بالهم بمستقبل القضية أو مقاومة الاحتلال بصورة تساهم في جلائه عن فلسطين.
التاريخ السري
كما يمكن الرجوع إلى شهادة علي عشماوي، أبرز قيادات النظام الخاص، في سيرته الذاتية المعنونة بـ«التاريخ السري لجماعة الإخوان»، التي فسّر خلالها استغلال القضية، قائلًا: «إنهم يطالبون بفتح باب التطوع لإنقاذ الأقصى، وهذا يعني فتح معسكرات التدريب، وفتح باب التبرع لجمع المال من جديد ثم شراء السلاح، ثم تخزينه لحساب الإخوان».
وأضاف «عشماوي»:«تتكدس خزائن الإخوان بالأموال من تبرعات المسلمين، ويتكرر ما حدث عام 1948 وأكثر بكثير»، مشيرًا إلى الدور المزعوم للإخوان، في حرب فلسطين عام 1948، مؤكدًا أنهم لم يدخلوا إلا معارك قليلة جدًّا، ثم صدرت أوامر لهم بعدم المشاركة في أي معارك؛ بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين، وتم تنفيذ الأوامر وظل الإخوان في معسكرهم لا يحاربون، إلى أن عادوا من فلسطين.
برجماتية الأوصياء
بدوره، قال طارق أبوالسعد، باحث في شؤون الحركات الإسلامية، وعضو سابق بجماعة الإخوان، إن الإخوان فصيل يرى في نفسه أنه وصي على الأمة العربية والإسلامية، وأن مهمتهم هي تربية الأمة والشعوب من جديد، كما أنهم فصيل برجماتي يأكلون على كل الموائد؛ فلا مانع من السياسة، الثورات، المؤامرات، أو الاتفاقات مع الغرب، طالما كل ذلك سيؤدي بهم إلى السلطة ويؤمن لهم البقاء فيها أطول فترة ممكنة.
وأضاف في تصريح لـ«المرجع» أن الواقع شاهد على مواقف الإخوان المخزية التي تكشف زيف ما دونوه في مذكراتهم، عما قدموه لنصرة قضية فلسطين، ومقاومة العدو الصهيوني.
ولفت إلى أن الإخوان يلوون عنق الحقيقة، ويزعمون أنهم وحدهم المدافعون عن القضية، في حين أنهم لم يقدموا شيئًا، ومروًا على كثير من المواقف مرور الكرام دون أن يتخذوا أي رد فعل يتناسب مع حجم ما يزعمون.





