ad a b
ad ad ad

مع بروز احترافية القاهرة لوجستيا.. طموحات «أردوغان» في غاز المتوسط تتهاوى

الجمعة 28/أغسطس/2020 - 11:56 ص
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يشعل الرئيس التركي حربًا ضروس في شرق المتوسط لتحقيق أطماعه في كنوز الغاز المكتشفة في المنطقة، وسط شح تعانيه الأرض التركية في مصادر الطاقة، ورغبة في الإبقاء على مركزه الإقليمي كموصل للغاز بين آسيا وأوروبا، ومنع الجيران من الاستحواذ على هذا الدور لاسيما مصر المرشحة بقوة لممارسته مستقبلاً.

مع بروز احترافية
واستغل «أردوغان» في 26 أغسطس 2020، مرور الذكرى الـ949 لمعركة ملاذكرد –التي انتصر فيها السلاجقة الأتراك على الدولة البيزنطية-  لإلقاء كلمة لشعبه تحمل الكثير من العداء السياسي، والتصعيد ضد دول المتوسط، قائلا: إن تركيا لن تعطي الفرصة للدول المتربصة بها في المنطقة، مؤكدًا عزمه على سحق من يمنع أنقرة من الاستفادة من ثروات الغاز في الثلاثة بحار (المتوسط والأسود وإيجة).

وتتضمن كلمة الرئيس التركي عدة دلالات خطيرة أبرزها استدعاء التاريخ العثماني للتأكيد على رغبة «أردوغان» في وضع شخصه في صورة المسترد للأملاك العثمانية القديمة، كما أنه لوح بخسارة الجيران الإقليميين لأرضهم في السابق، وأن التاريخ يعيد نفسه، وعليهم التعلم من الدروس السابقة في تصعيد خطابي كبير يتبنى تهديد مباشر لدول المنطقة.
مع بروز احترافية
لماذا تشتعل الحرب في شرق المتوسط؟
على وقع إبحار دول شرق المتوسط على 122 تريليون قدم مكعب من الغاز –وفقًا للتقديرات العالمية التي نشرها موقع «روسيا اليوم» في يناير 2020- يحلم أردوغان بنصيب في هذه الثروة الكبرى إلا أن حدوده الفعلية لا تضمن تلك الآبار، وبالتالي فهو يناوش الجميع لاقتطاع جزء من الثروة، وبالأخص أن إنتاج تركيا من الغاز الطبيعي لا يتعدى نسبة الـ1% من احتياجها له على الرغم من كونها من الدول العشرين الأوائل عالميًّا في الاعتماد عليه لتشغيل مصالحها المتعددة، ما يجعلها تستورد 99% من الخام من الخارج، بما يشكله ذلك من عبء على الميزانية، وتقويض للقرار السياسي، نسبة إلى تحكم دول الجوار في مصادر الطاقة بداخلها لاسيما روسيا، ما يفسر رغبة أنقرة في موازنة هذا النفوذ، ولجوئها في 2019 لطلب استيراد الغاز من واشنطن لتنويع مصادرها، وخلق جبهة مصالح في منطقة أخرى.
أردوغان يناوش الاتحاد الأوروبي
يستغل الرئيس التركي سطوته على قبرص الشمالية التي يعترف بها وحده كدولة مستقلة، للتنقيب عن الغاز بشكل غير مشروع متعديًا على حقوق قبرص في المنطقة، كما يتعمد توظيف النزاع مع اليونان على بحر إيجة لإرسال سفن مسح للسواحل اليونانية للتنقيب عن الغاز، ففي 13 أغسطس 2020 بدأت سفينة المسح التركية (أوروتش ريس) التنقيب على سواحل اليونان؛ ما اعترضت عليه أثينا داعية الاتحاد الأوروبي للتدخل من أجل إيقاف تعدي أردوغان على سيادتها وحدودها، وارتبط ذلك الفعل التركي باتفاق أثينا والقاهرة على ترسيم الحدود البحرية فيما بينهم ما يقطع الطريق على أردوغان.

علاوة على ذلك، تضمن خطاب أردوغان في 26 أغسطس 2020 تهكم على الدول التي طالبت الاتحاد الأوروبي بالتدخل لحمايتها كقبرص واليونان مهددًا إياهم بالزوال؛ ما يعني أن حديث الرئيس التركي جاء أيضًا للرد على إعلان اليونان وقبرص وفرنسا تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة في البحر المتوسط.
مع بروز احترافية
السطوة الإقليمية لتصدير الغاز
تمتلك أنقرة مشروع «السيل التركي» كأحد أهم خطوط نقل الغاز بين آسيا وأوروبا، فضلاً عن مشروعات أخرى مشابهة، وهي بذلك تلعب دورًا في تصدير الخام، وبالتالي لا تريد خسارة هذا الدور لصالح أي من دول المتوسط، وبالأخص لمصر لامتلاك الأخيرة التجهيزات اللوجستية اللازمة لممارسة هذا الدور باحترافية عالية خلال السنوات المقبلة، وهو السبب الأبرز لمناوشة القاهرة.

وفي هذا الصدد، يقول كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح لـ«المرجع»: إن هذه الإشكالية هي الأهم حاليًّا بالنسبة لتركيا فخسارتها الدور الإقليمي لنقل الغاز مع شح مصادره لديها يهدد قوتها الاستراتيجي، ويفتك بقرارها السياسي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن القاهرة هي الأبرز والأكثر طموحًا وقدرة حاليًّا للعمل كوسيط لنقل الغاز في المنطقة.

الكلمات المفتاحية

"