ad a b
ad ad ad

حرصًا على الوجود التركي.. وقف إطلاق النار يزعج إسلاميي ليبيا

السبت 29/أغسطس/2020 - 05:02 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه كلٌ من رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها «فايز السراج»، ورئيس البرلمان «عقيلة صالح» في بيانات منفصلة لهما، الجمعة 21 أغسطس 2020، وباركته أطراف دولية، لن يضع كلمة النهاية لتجاوزات الميليشيات المسلحة المدعومة قطريًّا وتركيًا، ففي الوقت الذي تتجهز فيه المدن الليبية لاستعادة هدوئها بعد شهور من المواجهات المسلحة، خرجت أصوات محسوبة على إسلاميي ليبيا لتهاجم «السراج»، على خلفية الاتفاق، متهمة إياه باتخاذ القرار بشكل فردي.


سهيل الغرياني
سهيل الغرياني

سهيل الغرياني، نجل المفتي الإخواني، الصادق الغرياني، كان أبرز المتبنين لجبهة الهجوم على «السراج»، إذ تساءل عبر صفحته على موقع التواصل «فيس بوك»: «هل كان بيان السراج الأخير باتفاق مع الحليف التركي؟، أم هو الحكم الفردي الشمولي الخالي من المشورة؟ ستبدي الأيام التاريخ ، ويشرق النهار لتظهر التفاصيل».


وأجرى «الغرياني الصغير» مقارنة بين ما طرحه «السراج» من بنود في بيانه المعني بالإعلان عن الاتفاق وما طرحه رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح في بيان أصدره بالتزامن مع بيان السراج، وزعم «الغرياني» أن البيانين اتفقا في بعض النقاط، ملمحًا إلى أن ثمة جهة خفية هي من نسقت بين كلٍ من «صالح» و«السراج» لإصدار البيانين ببنود متقاربة.


وتبنى «الغرياني» خطابًا يتهم «السراج» بالتفريط فيما سماه «شرعيته» مطالبًا إياه بأن يغادر السلطة حتى يأتي من يكون جديرًا بالتفاوض باسمهم، ملمحًا إلى احتمالية أن تكون خطوة الاتفاق تمهيدًا لخروج تركيا من ليبيا، وهو ما اتفق معه الباحث السياسي الليبي، محمد فؤاد الذي قال عبر حسابه على «فيس بوك» إن المعلومات عن انسحاب تركيا من ليبيا بعد قبول «الوفاق» وقف إطلاق النار غير متوفرة، لكنه لم ينفِ هذا السيناريو.


وتمثل إزاحة تركيا من المشهد خسارة كبرى للإسلاميين الذين مكنهم حضور أنقرة من بسط سيطرتهم على الغرب الليبي.


حرصًا على الوجود

ويتفق باحثون على أن اتفاق وقف إطلاق النار يواجه صعوبات عدة من بينها موقف الإسلاميين، فيقول سامح راشد، فى صحيفة «العرب» اللندنية: «العمل على المسار السياسي يفتقد الاطمئنان إلى وجود شريكٍ يمكن الاعتماد عليه، وهو ما أعلنه صراحةً فائز السرّاج».


ويضيف أن «المفاجأة في الإعلان المتزامن لوقف إطلاق النار لا تعني بالضرورة التزامًا مطلقًا بالحل السياسي، ولا تضمن بالمرة عدم النكوص عنه لاحقًا، فنقطة التعادل التي وصلت إليها الأوضاع الميدانية على الأرض لا توفر أسسًا موضوعية أو مقوّمات واقعية تكفل إجبار أيٍّ من الطرفين أو حتى إقناعه بحتمية الحل السياسي».


للمزيد..  أردوغان يراوغ.. ينشئ جيشًا تركيًّا في ليبيا بتمويل قطري مستغلًا الهدنة 

"