ad a b
ad ad ad

بأوامر أردوغان.. زبانية سجون تركيا يغتصبون معارضي الرئيس لتحطيمهم نفسيًّا

السبت 29/أغسطس/2020 - 10:54 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
يمتلئ سجل نظام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بتجاوزات خطيرة في مجال حقوق الإنسان، خاصة قطاع السجون، إذ تتواصل أعمال التعذيب والتنكيل وعمليات القتل، فيما تطلق السلطات التركية على بعضها صفة الانتحار، للهروب من مساءلة المجتمع الدولي.


أردوغان
أردوغان
وثائق مسربة

ويتم التعذيب داخل سجون أردوغان، بصورة ممنهجة، ولعل أخرها ما كشفتها الوثائق السرية التي تم تسريبها تعرض ضابطة في الجيش التركي للاغتصاب من قبل الشرطة التركية أثناء احتجازها، واضطرت إلى إجهاض الحمل، وذلك ووفقًا لشهادة الملازم «عبدالوهاب بيرك» أمام لجنة قضاة في محكمة أنقرة، مشيرًا إلى تعرض ضحية آخر إلى الاغتصاب بشكل متكرر من قبل الشرطة.

ظروف غير إنسانية

وأكد بيرك أن عمليات التحرش الجنسي كانت تتم في قاعة باشكنت الرياضية، والتي تحولت إلى موقع اعتقال غير رسمي، حيث تم تعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم بين يوليو وأغسطس 2016، مشيرًا إلى أنه تم تجريد الجنرالات من ملابسهم و أُجبروا على السير في موكب بين 700-800 معتقل احتُجزوا في ظروف غير إنسانية وغير صحية وحُرموا من الطعام والماء لبضعة أيام، لإذلالهم، كما جردت الشرطة أربع معتقلات من ملابسهن الداخلية وأجبرتهن على الاختلاط بالمعتقلين بينما تعرضن باستمرار للتحرش والشتائم.


بأوامر أردوغان..
على غرار داعش

النظام التركي، انتهج نفس سياسات داعش في معاملة المعتقلين والسجناء، مما يؤكد أنهما ينتهجان نفس الأفكار وأكبر دليل على ذلك شهادات الناجين من جحيم أردوغان، أنهم كانوا يسمعون من الضباط كلمات ممتلكاتك هي غنائمنا، زوجاتك، بناتك أيضًا زوجاتنا، أخلع خواتم الزفاف الخاصة بك، وهى المصطلحات والألفاظ نفسها التي يتشدق بها تنظيم داعش الإرهابي.

أكد محمد سيزجين، ملازم أول، خلال شهادته في المحكمة أنه احتجز بدون تهمة، وأن ضباط الشرطة استخدموا أساليب داعش نفسها في تعذيب المعتقلين لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بضحاياهم، كما كانوا يستخدمون النساء كعبيدات جنس.

كما تعرض المقدم التركي إرسوي أوز الذي تم تعيينه في مقر قيادة الناتو للاختطاف والتعذيب من قبل عملاء المخابرات التركية، حيث احتجزوه في مكان مجهول عازل للصوت وعذبوه بشدة عن طريق صعق أعضائه الحساسة، وتغطية وجهه بمناشف وأقمشة مبللة في محاولة لانتزاع اعترافات لا يملكها ولا يعرفها.

كما روى الملازم أول نيسيب إركول، الذي كان يعمل خبيرًا في المختبر الجنائي في إدارة الدرك للطب الشرعي، تفاصيل التعذيب الوحشي الذي تعرض له أو شهده أثناء احتجازه في صالة رياضية تحولت إلى مركز احتجاز غير قانوني لمئات المعتقلين، مشيرًا إلى أنه إطلق عليه النار مرتين كما تعرض للركل والضرب من قبل العديد من ضباط الأمن وترك ليموت على أرضية الصالة الرياضية، وقد حُرم من الرعاية الطبية الفورية التي كانت في أمس الحاجة إليها، سمحت له الشرطة بعد أن أشرف على الموت بنقله أخيرًا إلى المستشفى، لكنها أعادته إلى مكان التعذيب في ثوب المستشفى بعد الجراحة.


وأضاف لقد أصبت في ظهري وساقي، كنت غارقًا في الدم، كانت شظايا الشظايا لا تزال داخل ساقي وظهري، وقطعة من اللحم الممزقة كانت معلقة من ساقي، كما يتذكر، مضيفًا «لم يكن لدي القوة حتى للتنفس، كما سلب منه الضباط ممتلكاته بما في ذلك بطاقات الائتمان والنقود». 

كما تعرض كارا هافاسيلك أوكولو، قائد مدرسة الطيران العسكرية في تركيا، للتعذيب في حجز الشرطة، والحرمان من الطعام.

وقال رأيت مئات المعتقلين بملابسهم الداخلية، بعضهم مقيد الأيدي من الخلف، كان البعض مغمورًا بالدماء، والبعض الآخر مصابًا بكدمات حول أعينهم أو أجزاء أخرى من أجسادهم. كنت أسمع باستمرار صرخات أشخاص تعرضوا للضرب والتعذيب، كانت الأرض مغطاة بالدماء والقذارة، وكلما نام كان يوقظه الحراس بالركلات والضرب، كما تعرض للضرب على رأسه بشكل متكرر وعلى الرغم من عدم قدرته على الحركة، قيدته الشرطة بالأصفاد أيضًا. 

كما رأى شابة محتجزة تم عرضها عارية بالكامل ومقيدة اليدين وسط جميع المحتجزين الذكور.

الغريب في الأمر أن ذلك كان يتم تحت سمع وبصر وموافقة المدعى العام التركي، مصطفى مانجا، الذي أمر بشكل شخصى حراسه الشخصيين بتوجيه مسدس إلى الرقيب فاتح كاراباج، ضابط مخابرات كان قد حقق مع الجماعات الإرهابية بما فى ذلك تنظيم داعش، لإجباره على الموافقة على الاعتراف الكاذب بالمشاركة في مسرحية انقلاب 15 يوليو 2016 الهزلية، مما يؤكد أن التعذيب والمعاملة اللا إنسانية أصبحت جزءًا من سياسة قمع المعارضين في تركيا في عهد أردوغان، وذلك بفضل الحصانة المدنية والجنائية والإدارية والمالية التي منحتها الحكومة للمسؤولين المنخرطين في تلك الممارسات الشاذة.
"