ad a b
ad ad ad

التعذيب القاتل.. مرصد دولي يفضح همجية الحوثيين في معاملة المساجين

الأربعاء 10/أبريل/2019 - 10:43 م
المرجع
علي رجب
طباعة

في رصد حقوقي جديد لجرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق الشعب اليمني، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقرّه جنيف) عن تعرض العشرات من المعتقلين اليمنيين للتعذيب الممنهج والمعاملة اللاإنسانية والمهينة من قبل سجانيهم في مراكز الاعتقال التابعة لجماعة الحوثي في اليمن.

 


الحوثيون
الحوثيون

سجون انفرادية

 وقال المرصد في بيانٍ له حصل «المرجع» على نسخه منه: إن معظم المعتقلين يقبعون في زنازين انفرادية، ويمنعون من تناول الطعام والدواء؛ ما يعرّض حياتهم للخطر الشديد، ويجعل أوضاعهم الصحية في تدهور مستمر؛ إذ يبدو بشكل جلّي على أجسادهم آثار سوء التغذية والرعاية الطبية، كاشفًا عن تلقّيه شهادات تشير إلى أن عمليات التعذيب باتت ممنهجة في سجون الحوثي، والتي قد تصل في بعض الحالات إلى حد التعذيب حتى الموت.


وأوضح المرصد الحقوقي الدولي أنه يتابع سير إجراءات محاكمة 36 يمنيًّا بينهم معارضون وصحفيّون وناشطون حقوقيون متهمون بقضايا يبدو أنها ملفقة، تتعلق بتنفيذ اغتيالات أو التجسس لصالح قوات التحالف العربي، وذلك بناء على دعوى من النيابة العامة اليمنية برقم 131 لسنة 2017؛ حيث تتم محاكمتهم في ظل غياب أيّ ضمانات لحصولهم على محاكمات عادلة.

 

خارج القانون

وذكر الأورومتوسطي أنه تلقى في وقت سابق إفادات من فريقه القانوني المتابع لقضايا المعتقلين الـ36، تؤكد أنّ العديد من جلسات المحاكمات تفتقد الإجراءات القانونية الصحيحة؛ إذ سُبقت معظم المحاكمات بمجموعة من الانتهاكات الجسيمة بحق المعتقلين قبل وأثناء عرضهم على المحكمة، ومن ذلك تعريضهم للإخفاء القسري، والتعذيب الجسدي، والنقل سرًّا من مرفق إلى آخر لأشهر عدة دون إبلاغ عائلاتهم بأماكن احتجازهم، أو حتى السماح لهم بالاتصال بمحامٍ.


وأكدّ المرصد أنّ جميع معتقلي القضية يتعرضون للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية؛ حيث أفاد المعتقلون أنّ عناصر الأمن التابعين لجماعة الحوثي يتناوبون على ضربهم بالعصي والهراوات والسلاسل الحديدية، إضافة إلى تجريدهم من جميع ملابسهم الشخصية والداخلية باستثناء زيّ السجن، في محاولة للتضييق عليهم وإهانتهم.


وأوضح الأورومتوسطي أنّ معظم المعتقلين يقبعون في زنازين انفرادية، ويمنعون من تناول الطعام والدواء، ما يعرّض حياتهم للخطر الشديد، ويجعل أوضاعهم الصحية في تدهور مستمر، إذ يبدو بشكل جلّي على أجسادهم آثار سوء التغذية والرعاية الطبية.

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر للأورومتوسطي بتعرض أحد المعتقلين للضرب من قبل أحد عناصر الأمن بحضور القضاة؛ بسبب طلبه استعارة قلم للكتابة من أحد المحامين، وكان ردّ هيئة المحكمة على الواقعة تحرير محضر للمحامي عوضًا عن محاسبة عنصر الأمن الذي اعتدى على المعتقل.

 


الإعلامي اليمني،
الإعلامي اليمني، عبدالكريم المدي
أحكام الاعدام بالجملة

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ جماعة الحوثي استخدمت -منذ بداية النزاع- المحكمة الجزائية التي تخضع لسيطرتها في العاصمة اليمنية صنعاء، وتنظر في قضايا الإرهاب وأمن الدولة، لإصدار العشرات من أحكام الإعدام بحق معارضين سياسيين لحكم جماعة الحوثي، بعد اتهامهم بالتخابر مع جهات أجنبية معادية.


مطالب بوقف الانتهاكات

من جانبها دعت المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي «سارة بريتشت»، المجتمع الدولي للتحرك والضغط على جماعة الحوثي لإجبارها على إيقاف الانتهاكات المستمرة لحقوق المعتقلين لديها، وإيقاف التعذيب الممنهج بحقهم، وضمان محاكمات عادلة لهم، بما يضمن الالتزام بالعهود والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

وطالبت «بريتشت» السلطات التابعة لجماعة الحوثي بالكشف الفوري عن مصير الدكتور «يوسف البواب» أحد المعتقلين في السجون الحوثية، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن سلامته وسلامة جميع المعتقلين في سجونها.

ونوّهت «بريتشت» إلى أنّ جماعة الحوثي لجأت إلى تطويع السلطة القضائية، وإصدار أحكام خارج نطاق القانون تحمل بعدًا سياسيًّا للتخلص من المعارضين؛ إذ يبدو جليًّا أنّ معظم الأحكام التي تصدر عن القضاء تكون بدوافع سياسية.

من جانبه، اعتبر الناشط والاعلامي اليمني، عبدالكريم المدي، تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومطالب سارة بريتشت، جزءًا قليلًا من الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية في حق الشعب اليمني.

وأضاف المدي، في تصريح خاص، لـ«المرجع» أن ميليشيا الحوثي تمارس انتهاكات واسعة في المناطقة الواقعة تحت سيطرتها، وتنفذ قانونها الخاص دون أي احترام لحقوق الإنسان أو القانون والدستور اليمنيين، وهي المعارضون والمناوئون لها تحت عناوين الإرهاب والعمل لصالح التحالف.

ولفت المدي إلى أنه في يناير الماضي، رصدت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، انتهاك ميليشيا الحوثي 3115 بحق المواطنين في العاصمة اليمنية صنعاء، وشملت الانتهاكات 10 مديريات، خلال 2018، وهو ما يوضح حجم العداء الحوثي للشعب اليمني.

وتابع أن الانتهاكات الحوثية تنوعت بين القتل والإصابة والتجنيد والاختطاف والإخفاء القسري، والإتاوات والحرمان من التعليم، وغيرها من الجرائم، مطالبًا بضرورة إصدار قرار دولي لمعاقبة قادة الميليشيا المسؤولين عن هذه الجرائم، مؤكدًا أنها لن تتوقف إلا بإنهاء الانقلاب.
"