ad a b
ad ad ad

توافقًا مع المشروع الإيراني.. أردوغان يدشن حرسه الثوري الخاص لتأديب معارضيه

الثلاثاء 25/أغسطس/2020 - 09:18 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

أعلن رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان في 23 أغسطس 2020 موافقته على تأسيس وحدة أمنية جديدة، تعمل تحت إدارة مديرية أمن إسطنبول، في إجراء صنفته المعارضة التركية أنه استحداث حرس ثوري يوازي أجهزة الدولة.


إذ اعتبر حزب الشعب الجمهوري المعارض أن هذه الخطوة مخالفة للدستور، وتكرس لتأسيس قوى أمنية توازي وزارة الداخلية في إسطنبول؛ ما يدفع البلاد لامتلاك جهازي شرطة يتعارض كل منهما مع الآخر، فضلًا عن انتهاك ذلك للقانون المنظم للوحدات الأمنية وتشكيلاتها ومهامها.

توافقًا مع المشروع

المشروع التركي الإيراني

تتشكل تلك الوحدة الجديدة من 500 شرطي يتبعون الرئيس بشكل مباشر، في استنساخ واضح للحرس الثوري الإيراني، فعبر هذه القوى ستكون لأردوغان ذراع حديدية خاصة تؤمن وجوده في السلطة، ويؤدب بها جميع معارضيه، وسط صبغ الكيان بصبغة شرعية، باعتباره حاصلًا على موافقة رئيس الجمهورية.


ويبرز ذلك بعض التوافق بين المشروع التركي والإيراني في السمات والآليات التطبيقية مع اختلاف المذاهب العقائدية، أي أن الطرفان يسعيان للتوسع الإقليمي، وفرض أدبيات الإسلام الحركي على مواطنيهم عبر وسم جميع تحركاتهم بالدينية على عكس حقيقتها السياسية البحتة؛ ما يعني أن أردوغان عازم بلا هوادة على تحقيق أجندته حول العالم بداية من أكبر مدينة في البلاد.


علاوة على ذلك فإن الكيان المستحدث من شأنه أن يكون نواة لتنظيم عسكري علني للتنظيم الدولي للإخوان، يبدأ عمله من تركيا بعد سنوات من التدريب المسلح والعسكرة في الخفاء؛ ما يشكل بدوره خطورة كبيرة على جميع الأنظمة المناوئة للتنظيم الدولي، وللنظام السياسي بأنقرة.

أكرم إمام أوغلو
أكرم إمام أوغلو

خصوصية إسطنبول

يدفع القرار نحو التساؤل حول خصوصية إسطنبول، ولماذا اختيرت دون غيرها لتكون مقرًّا للسلطة الجديدة لأردوغان؟ فبحسب استطلاع نقلته شبكة العربية في 20 أغسطس 2020 عن شركة أوبتيمار حول المنافسين الأبرز لأردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة، المقرر عقدها في 2021 ظهر أن رئيس بلدية إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو كان أكثر المنافسين الحاصلين على أصوات عينة البحث.


ويمثل أوغلو كابوسًا سياسيًّا بالنسبة لأردوغان، إذ استطاع الأول سحب شعبيته من أكبر المدن التركية، كما أنه يخوض معارك متكررة ضده، ففي 9 يوليو 2020 اتهم أوغلو الرئيس أردوغان بالتسبب في الخيانة العظمى لإسطنبول عبر إطلاقه مشروع (قناة إسطنبول المائية) التي تربط بين بحر مرمرة والبحر الأسود في الجهة الأوروبية، بالتوازي مع مضيق البوسفور التي يرى أنها لا تحقق فائدة حقيقية للمواطنين، بل هي انشغال بما ليس له فائدة، وتبذير غير مشروع.


وعلى خلفية ذلك أثيرت إشكالية كبرى بينهما دفعت أردوغان للقول إن أوغلو عليه أن يهتم بشؤونه فقط، وأنه كان لا يرى فائدة في هذا المشروع فعليه أن يجلس في منزله ليشاهد الإنجازات المترتبة على القناة من الشاشات الإعلامية.


تصعيد المعارضة

من جهتها، أطلقت المعارضة حملة تصعيدية ضد أردوغان لموافقته على إنشاء القوى الأمنية الموازية، واصفين إياها بالخطيرة للغاية، وبأنها تشبه قوات هتلر، وسواء تشبه النازية أو الإيرانيين فإن أردوغان يهدف من خلالها لتأسيس ذراع عسكري مستقل ينفذ أوامره كسياق يرسخ لدولة داخل الدولة، إذ نقلت شبكة سكاي نيوز عن النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض إبراهيم كابوغلو قوله إن الرئيس التركي ينتهك الدستور، ويؤسس لشرطة بديلة تشكل خطورة كبرى على الدولة.


المزيد.. عسكرة المياه وتعطيش الأكراد.. لعبة أردوغان المنافية للإنسانية في الحسكة

"