بإغراءات العمل في قطر.. «أردوغان» يبيع «الوهم» للمرتزقة
الخداع حتى لو كان على العناصر الموالية، يظل منهج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحليفه القطري، مسخرين كل الوسائل غير الشريفة في سبيل الوصول إلى مآربهم وأطماعهم؛ إذ عرضت قناة سعودية، مقطع فيديو يكشف تفاصيل خدعة الرئيس التركي للمرتزقة السوريين الموالين له، واستغلالهم في القتال ضد الجيش الوطني الليبي، ودعم الميليشيات التابعة لحكومة طرابلس بقيادة فايز السراج.
وعرضت قناة «مداد نيوز» السعودية، مقطع فيديو يتضمن تقريرًا مصورًا بعنوان «حماية قطر.. خدعة تركيا لنقل المرتزقة إلى ليبيا»، يوضح أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف مؤامرة الرئيس التركي وما فعله بعشرات المرتزقة السوريين، عندما أوهمهم أنهم سيسافرون في مهمة تبدو سهلة ليجدوا أنفسهم على جبهة قتال ضد قوات الجيش الوطنى الليبي؛ إذ خدعت الاستخبارات التركية مقاتلي الفصائل السورية الموالية لأنقرة، واتفقت معهم على أنهم مطلوبون لحماية مؤسسات مدنية في قطر.
وتابع التقرير أن المرتزقة بعدما خرجوا من «عفرين» السورية، عرفوا لاحقًا أن وجهتهم الحقيقية في ليبيا، وليست قطر، بهدف دعم الميليشيات التابعة لحكومة طرابلس، والحرب بالوكالة بمقابل مادي ضعيف، وينتمى هؤلاء المسلحون إلى فصائل «سليمان شاه» و«فيلق الشاه» و«السلطان مراد».
ووفقًا لإحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عدد المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا حتى الآن نحو 17 ألف عنصر من الجنسية السورية، من بينهم 350 طفلًا دون سن 18 عامًا، كما أرسلت أنقرة 10 آلاف مسلح من غير السوريين من بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية ينتمون لتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، بينما عاد من مسلحي الفصائل الموالية لتركيا نحو 6 آلاف إلى سوريا بعد انتهاء عقودهم، في حين تواصل تركيا جلب المزيد من عناصر الفصائل المرتزقة إلى معسكراتها من أجل تدريبهم.
بيع الوهم
كشف رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، تفاصيل طريقة الخداع التي تعتمدها المخابرات التركية على المرتزقة السوريين، مشيرًا إلى دور قطري في استضافتهم وتدريبهم قبل إرسالهم إلى جبهات القتال في ليبيا.
وقال «عبدالرحمن» في حوار مع موقع «سكاي نيوز عربية»، السبت 14 أغسطس 2020، إن تركيا توهم المرتزقة السوريين بنقلهم إلى قطر لحراسة مؤسسات حكومية، ثم تزج بهم إلى آتون الحرب فى ليبيا.
وتابع: «قيل لهم إن العملية تتعلق بالذهاب إلى قطر لحراسة منشآت حكومية مقابل راتب شهري قدره 3 آلاف دولار، ولكن بمجرد الوصول إلى تركيا عبر ما يعرف بفصيلي سليمان شاه والسلطان مراد الموالين للاستخبارات التركية، تم إخبارهم أن الوجهة ستكون ليبيا وبراتب شهري قدره ألفي دولار».
الموت والجوع يحاصران المرتزقة
يأتى ذلك فيما تعيش عناصر المرتزقة الموالون لأنقرة حالة من الرعب والخوف فى ليبيا؛ إذ أكد موقع «أفريكا انتلجنس» الفرنسي، أن هناك حالة غضب تسيطر على عناصر ميليشيات الوفاق والمرتزقة التابعة لتركيا، بسبب تردي الأوضاع التي يعيشون فيها، خاصةً أن قادتهم يتركونهم في الصحراء عرضة للمخاطر دون أن يقدموا لهم العون أو الإمدادات، وهناك عدد منهم قتل بسبب الجوع وارتفاع درجات الحرارة.
وجاءت عملية الخداع التركية للمرتزقة، لتضيف إلى الواقع الأسود الذى يعيشونه في ليبيا، ويزيد احتمالات توسع دائرة الانشقاقات وحدوث عمليات تمرد على القيادة التركية للعناصر وذراعها المتمثل في حكومة الوفاق، وهو ما أكده موقع «أفريكا انتلجنس»، أن هناك حالة غضب عارمة بين صفوف المرتزقة لم يفصح عنها قادة الميليشيات التابعة لـ«الوفاق»، خوفًا من إظهار الفشل، مشيرًا إلى أن عددًا من العناصر الإرهابية التابعة لميليشيات «الوفاق» هربوا بعد وفاة عدد من العناصر جوعًا، ومؤكدا أن عددًا من عناصر كتائب حكومة الوفاق يتجهون للانشقاق عنها والانضمام إلى قوات الجيش الوطنى الليبي.
وللمزيد.. بتمويل من الدوحة.. أردوغان يجلب مرتزقة أفارقة إلى مصراتة لتهديد أوروبا





