مايكل إيناكير.. شبح ألماني أخفى تورط قطر في دعم حزب الله
السبت 15/أغسطس/2020 - 11:01 ص

مصطفى كامل
لا تزال أصداء فضيحة تورط الإمارة القطرية في دعم ميليشيا حزب الله اللبناني، مستمرة حتى الآن، لتحتل مكانة جديدة في قائمة الفضائح الطويلة التي تورط فيها تنظيم الحمدين، لذلك طالبت العديد من الجهات بالتحقيق مع الدوحة وتجميد أرصدتها وأموالها في الخارج، لتضييق الخناق عليها وإجبارها على التخلي عن دعم الجماعات الإرهابية.
فعلى مدار عامين ونصف العام، لعب مايكل إيناكير، مدير شركة العلاقات العامة والضغط "WMP Eurocom" التي تتخذ من برلين مقرًا لها، دورًا بارزًا في محاولات الدوحة إخفاء فضيحة دعمها لتنظيم حزب الله الإرهابي بالمال والسلاح.

من هو إيناكير
يشغل مايكل إيناكير منصب نائب الرئيس الأول، ورئيس الاتصالات الجماعية والشؤون العامة في Metro Group منذ فبراير 2009، وكان نائب رئيس التحرير في مجلة Wirtschaftswoche الأسبوعية للأعمال ورئيسًا لمكتب المجلة في برلين، وخلال الفترة من 2004 إلى 2007، شغل منصب نائب الرئيس للشؤون الخارجية والسياسة العامة في Daimler Chrysler.
عمل كرئيس لفريق التخطيط لرئيس مجلس الإدارة يورجن إي شريمب من شركة Daimler Chrysler AG في شتوتجارت، ثم أصبح رئيسًا لمكتب العاصمة في عام 2000، ثم انتقل إلى Daimler Chrysler AG وتولى إدارة قسم السياسة والعلاقات الخارجية.
عيّن في أكتوبر 2006، نائبًا لرئيس التحرير ورئيسًا لمكتب Wirtschaftswoche، ومن فبراير 2009 إلى مارس 2012، شغل منصب رئيس الاتصالات المؤسسية والشؤون العامة في Metro AG. منذ أبريل 2012، أصبح رئيسًا لمكتب العاصمة ومنصب نائب رئيس التحرير في Handelsblatt.
كما حصل إيناكير لاحقًا على حصة أقلية في WMP Eurocom، عام 2014، وأصبح عضوًا في مجلس الإدارة، ومسؤولًا عن الاتصالات المؤسسية والمالية والاتصالات السياسية والعلاقات العامة في التقاضي، ثم الرئيس التنفيذي للشركة.
إخفاء الفضائح القطرية
يعتبر مايكل إيناكير، مدير شركة العلاقات العامة والضغط "WMP Eurocom"، التي تتخذ من برلين مقرًا لها، أحد اللاعبين البارزين في تلك الجريمة الدولية، حيث حاول إخفاء فضيحة قطر ودعمها لتنظيم حزب الله الإرهابي.
ففي عام 2014، أعلن رئيس شركة WMP Eurocom السابق، هانز هيرمان تيديج، «أن الشركة لن تتعامل مع تجار البشر، وتجار الأسلحة، وتجار المخدرات»، وصك هذه المقولة كقاعدة حاكمة لعملياتها، ولكن هذا المبدأ لم يمنعها من التعامل مع قطر في العام نفسه، وخلال السنوات اللاحقة عليه حتى الوقت الحالي، رغم انتهاكات قطر لحقوق العمال الأجانب في منشآت كأس العالم، وشرائها أسلحة لحزب الله اللبناني، ومنحه أموالًا، بل إن المييلشيا اللبنانية نفسها تعمل بالإتجار بالمخدرات في أوروبا.
فيما أقر «هيرمان تيديج» نفسه في تصريحات صحفية نهاية 2014، بأن الدوحة زبونًا مهمًا في شركته، ثم ترك رئاسة WMP Eurocom لمايكل إيناكير في 2015، واستمر الأخير في التعامل مع الحكومة القطرية رغم اتهامات بتمويل الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان التي لاحقتها.
ووفق مجموعة فونكه الإعلامية الألمانية، فإن شركة WMP Eurocom قدمت العديد من الخدمات للدوحة خلال السنوات الماضية، منها العمل على تحسين صورتها في وسائل الإعلام الألمانية، وتقوية شبكة اتصالاتها مع دوائر السياسة الألمانية.
وفشلت جهود الشركة في تحسين صورة قطر ببرلين فشلًا ذريعًا بسبب تنامي الانتقادات الإعلامية في الصحف الألمانية، لملف انتهاكات حقوق العمال الآسيويين في منشآت كأس العالم 2022.
وكشفت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أن النظام القطري يمول شحنات الأسلحة الخاصة بحزب الله الإرهابي بلبنان، ما يعرض حياة ما يقرب من 10 آلاف جندي من القوات الأمريكية في قطر للخطر، مشيرة إلى أن قاعدة العديد العسكرية في الدوحة هي مقر متقدم للقيادة المركزية الأمريكية وأسراب من سلاح الجو الأمريكي.
وكان عميل المخابرات الألمانية يتحرك باسم مستعار هو «جايسون جي»، خوفًا من تعرضه للخطر أو الانتقام من جانب عناصر تابعة للدوحة، أكد أنه تمكن من اختراق النشاطات القطرية في دعم حزب الله وكيف يصله معدات عسكرية نتيجة التمويل القطري، موضحًا أن شراء الأسلحة في قطر كجزء من عملية واضحة لحزب الله، وأن أحد أفراد الأسرة الحاكمة سمح بتوصيل أجهزة عسكرية إلى الكيان الإرهابي المعين من قِبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في لبنان.