ad a b
ad ad ad

بتمويل قطري.. توغل تركي في الهند لدعم الجماعات المتطرفة

الثلاثاء 04/أغسطس/2020 - 03:03 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

«أينما وجدت الجماعات الإرهابية.. وجد الحليفان القطري والتركي»، بهذه العبارة يمكن تلخيص ما تم الكشف عنه خلال الأيام القليلة الماضية، عن دعم تركيا للجماعات الإرهابية المتطرفة من المنطقة العربية إلى الآسيوية، بتمويل من قبل تنظيم الحمدين القطري، الذي يعمل على مد الحليف التركي بالأموال اللازمة التي تمكنه من نشر مخططاتهما الإرهابية في دول العالم أجمع.


بتمويل قطري.. توغل

مساعي تركيا لدعم التطرف بالهند


وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة «هندوستان تايمز» الهندية في نسختها الإنجليزية 1 أغسطس 2020، تقريرًا جاء فيه: أن تركيا تقوم بدعم المنظمات المتطرفة في الهند، ومشيرة إلى بعض الدلائل التي تؤكد ذلك، والتي تفيد بأن الدوحة كانت إحدى وسائل التدخلات التركية في شبه القارة الهندية، الأمر الذي جعل أنقرة تحتل المرتبة الثانية بعد باكستان، لدعم المتشددين في الهند.


وأوضحت الصحيفة الهندية أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» قدم خلال الأشهر الماضية، دعمًا وتمويلًا لمنظمات متطرفة في ولاية كيرلا الجنوبية الغربية، وفي إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، مشيرة إلى أن «أردوغان» يسعي لتصوير نفسه على أنه حامي المسلمين في العالم ومطالبًا الآخرين باتباعه، ولذلك يبذل جهودًا كبيرة لدفع المسلمين في الهند نحو التطرف وتجنيد المتشددين، وهذا كله من أجل تحقيق مخطط «أردوغان» الرامي إلى توسيع نفوذه في منطقة جنوب آسيا.



بتمويل قطري.. توغل

دلائل التورط


ومن الدلائل التي تؤكد الدعم القطري لتسهيل مهمة أنقرة في الهند، أن بعض أعضاء منظمة متطرفة في ولاية كيرلا، سافروا إلى قطر في وقت سابق للقاء أتراك بحثًا عن تمويل لمنظمتهم، وفقًا لما نقلته الصحيفة الهندية عن مصادر أمنية بالهند، التي أفادت أيضًا بأن الاستخبارات الهندية لديها معلومات عن دعم احتجاجات العام الماضي في الهند بالمال على أمل استمرارها.


ولم يقتصر تعاون الحليفين القطري والتركي لدعم الإرهاب على البلد الآسيوي، بل كشف موقع «نورديك مونيتور» السويدي، في 31 يوليو 2020، عن حصوله على وثائق قضائية، تتعلق بقضية مقتل الاستخبارات التركية لضابط تركي يدعي العميد «سميح ترزي»، الذي كان على علم بحجم الدعم القطري للمتطرفين في سوريا عبر تركيا.


 للمزيد: ضربة لـ«تنظيم الحمدين».. الهند تُخرس البوق الإعلامي القطري


بتمويل قطري.. توغل

دعم قطري للإرهاب


وتجدر الإشارة إلى أن لجوء تركيا إلى الدوحة من أجل دعم المنظمات المتطرفة في الهند، يرجع إلى أن قطر لديها باع طويل في دعم الجماعات الإرهابية بالبلد الآسيوي منذ سنوات مضت، وهذا ما كشفته وكالة التحقيق الوطنية الهندية  في 15 أغسطس 2017، التي بينت أن الجزء الأكبر من الأموال التي يتم توجيهها من قطر إلى «منطقة مالابار» باسم الأعمال الخيرية يتم توزيعها على وكالات لها صلات مع جماعات إرهابية، إضافة إلى أنه فى أكتوبر 2016 اعتقلت قوات الأمن الهندية الإرهابى «عمر الهندى» فى مدينة كانور بولاية كيرالا، وهو رئيس وحدة تنظيم «داعش» الإرهابي جنوبى الهند، مؤكدة أن «الهندي» كان يتلقى تمويلًا من قطر.


وفي يناير 2019،  أعلنت وكالة الاستخبارات الوطنية الهندية، أن شباب الهند الذين سافروا إلى الدوحة أصبحوا متطرفين، بل وقاموا بالتحضيرات للتوجه إلى سوريا فى عام 2013، للانضمام إلى الجماعات الإرهابية في سوريا؛ وخاصة تنظيم «داعش» الإرهابي، وكشفت أن المساهمات المالية القطرية التي تدفقت إلى المنظمات المتطرفة في الهند وتحديدًا الواقعة بولاية كيرالا، خلال الأعوام الماضية، يتم تحويلها عن طريق وزارة الأوقاف بالدوحة، فضلًا عن تحويلات مالية من قبل جمعية «قطر الخيرية» وعدد من صناديق التمويل القطرية الأخرى، وفقًا لصحيفة «تايمز أوف إنديا».

 

للمزيد: شرور تحت قناع الخير.. مؤسسات قطرية وتركية لدعم الإرهاب في أوروبا


بتمويل قطري.. توغل

مخطط العثمانية الجديدة


وأوضح «هشام النجار» الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أن ذلك يأتي في سياق مخطط العثمانية الجديدة الذي لا يشمل فقط أقاليم في المنطقة العربية والشرق الأوسط بل أيضًا في أوروبا وآسيا وشبه القارة الهندية، فهو مشروع عالمي هدفه إعلان خلافة «أردوغان» في العام 2023 على العالم اعتمادًا على التدخل المباشر وغير المباشر في الدول، واستخدام القوى الناعمة والخشنة واستتباع جميع المتشددين الإسلاميين وجماعات التطرف والإرهاب لإدارة تشرف عليها مخابرات الدولتين التركية والقطرية.


ولفت «النجار» في تصريح لـ«المرجع»، إلى أن تركيا تختبر أولًا الحكومات القائمة في إقامة علاقات غير متوازنة تصب في مصلحة تركيا على حساب سيادة هذه الدولة ومصالحها الاقتصادية وثرواتها ومقدراتها، فإذا وجدت رفضًا من تلك الدول، وهذا بالطبع هو ما حدث في الهند، تتجه تلقائيًا لتنفيذ السيناريو البديل الجاهز؛ وهو الدفع بوكلائها وعملائها من الإرهابيين والمتطرفين.


وأضاف: إن ذلك يأتي لاستهداف مناطق إستراتيجية رخوة في الهند، بغرض خلق عدم استقرار أمني وصراعات، على أمل تمكين هؤلاء العملاء التكفيريين من سلطة ولو جزئية يستطيعون من خلالها تمكين الأتراك والقطريين من ابتزاز الهند ومشاغبتها، والاستفادة من نشاط الإرهابيين لسرقة بعض ثرواتها، وتلك هي إستراتيجية قطر وتركيا في كل بلاد العالم تقريبًا، وهو ما تنفذه الآن في الهند.

"