الغموض سيد الموقف.. هجمات مجهولة تحرق إيران

مازال الغموض سيد الموقف داخل إيران، فرغم هذا العدد من الهجمات المتواصلة العنيفة والدقيقة التي دمرت أهم المواقع العسكرية والصناعية الحساسة داخل الأراضي الإيرانية، يكابر قادة طهران ويتجاهلون الأمر وكأنه لا يعنيهم، مفضلين الصمت وعدم الإعلان عن مصدر تلك الهجمات ومن يقف وراءها، مكتفين ببعض التلميحات أحيانًا والكذب غالبًا، فقد وقع انفجار الأحد 19 يوليو، في محطة لتوليد الكهرباء في محافظة أصفهان وسط البلاد، في أحدث حلقة من سلسلة الحرائق والانفجارات التي تشهدها البلاد.

وقالت وسائل إعلام رسمية إن الانفجار لم يؤد لوقوع إصابات، فيما أوضحت الشركة التي تشرف على الموقع أن الانفجار جاء من محول تالف، ولم يؤد إلى انقطاع إمدادات الطاقة.

وقال سعيد محسني، المدير العام لشركة كهرباء أصفهان في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: إن محولاً متآكلاً في محطة إسلام أباد الحرارية في أصفهان انفجر حوالي الساعة الخامسة صباح الأحد 19 يوليو 2020، وأظهرت مقاطع مصورة دخانًا كثيفًا يغطي مكان وقوع الحادث.

وبحسب التصريحات الرسمية فقد عادت المنشأة إلى العمل بشكل طبيعي بعد حوالي ساعتين، وأن إمدادات أصفهان من الطاقة الكهربائية لم تتعطل.

كما شب الأحد، حريق مصنع بمحافظة أذربيجان الشرقية الواقعة شمال شرقي البلاد، بحسب ما أوردت وكالة «إيرنا»، وأصيب رجلان من عمال الإطفاء أثناء محاولتهم إطفاء النيران.

ومؤخرًا اندلعت النيران في مجمع لامرد للألومنيوم في محافظة فارس، جنوبي إيران، والذي يتم استخدام منتجاته في الصناعات الجوفضائية والدفاعية، واشتعلت النيران في مصنع للسفن في بوشهر «لأسباب غير معروفة» وفقًا للسلطات المحلية، واحترقت سبعة سفن على الأقل، وغطت كمية كبيرة من الدخان المنطقة.

وكانت الأربعة أسابيع الأخيرة شهدت سلسلة من الانفجارات والحرائق الغامضة في منشآت عسكرية ومدنية في إيران، كان أخطرها في مجمع نطنز للطاقة النووية الذي دمر أجهزة الطرد المركزي بالكامل، إلا أن أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أعلنت أن سبب الحادث لن يتم الإعلان عنه «لاعتبارات أمنية»، وكذلك تفجير موقع بارتشين العسكري شرق طهران الذي أصاب منشأة «باكري» الصناعية التي تنتج الوقود الصلب للصواريخ.

وأثارت سلسلة الحرائق والانفجارات تكنهات داخل البلاد بأنها قد تكون نتاج عمليات تخريب من تنفيذ إسرائيل بعد تلميحات من الأخيرة تظهر احتمال ضلوعها بنسبة كبيرة في تلك الهجمات الغامضة، فيما قال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيرانية، غلام رضا جلالي، إن طهران لا تستبعد أن تكون الانفجارات ناجمة عن عمليات تخريبية من قبل مجموعات المعارضة أو فرضية هجمات سيبرانية من قبل الولايات المتحدة أو غيرها.