فرنسا تعتزم إرسال قوات إلى مالي لدعم الحرب على الجماعات المتطرفة
منذ عام 2013 نشرت فرنسا آلاف الجنود في منطقة الساحل الأفريقي، لمساعدة دول المنطقة على التخلص من الجماعات المتطرفة التي سيطرت على مساحات كبيرة من الأراضي، وسعت الحكومة الفرنسية دومًا لمشاركة دول أوروبية أخرى في الحرب ضد الإرهاب في الساحل؛ خوفًا من أن تكون ملاذًا آمنًا للجماعات، مثلما حدث مع دول أخرى، فإذا فتح الطريق أمام الإرهاب بحرية فسيهدد أمن القارة ككل.
وأعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، الأحد 12 يوليو، أن بلادها ستنشر قوات خاصة مشتركة تابعة للاتحاد الأوروبي في مالي؛ لدعم الحرب على الجماعات المتطرفة في المنطقة، وقالت إن الدفعة الأولى من هذه القوات مكونة من 100 جندي فرنسي وإستوني، إضافةً إلى 60 جنديًّا تشيكيًّا سينضمون إليهم في شهر أكتوبر المقبل، و150 جنديًّا سويديًّا في يناير من العام المقبل 2021.
وعلى الرغم من تعزيز الجيوش الوطنية بالمنطقة، ونشر آلاف العناصر الفرنسية التى تقدر بنحو حوالي 5100 جنديّ من قوات مكافحة الإرهاب، إلا أن هناك زيادة في عمليات العنف والهجمات التي تشنها الجماعات المتطرفة بالمنطقة، فبحسب تقديرات الأمم المتحدة بلغت حصيلة تلك الهجمات أكثر من 4000 شخص في عام 2019.
تجنيد الأطفال بمنطقة الساحل
حذرت الوزيرة الفرنسية من الأخطار الناجمة عن استغلال الجماعات المتطرفة، مثل جماعة «بوكو حرام» وغيرها، الأطفال في العمليات الإرهابية بأفريقيا، وتعريض القصر منهم إلى خطر الإصابة والقتل.
وتسبب عدم استقرار الأوضاع في المنطقة في زيادة عمليات تجنيد الأطفال، واستغلالهم من قبل الجماعات المسلحة، في الوقت الذي عانت فيه المدارس من الإغلاق، فهناك أكثر من 900 مدرسة تم إغلاقها بسبب انعدام الأمن.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» إلى كم الانتهاكات الجسيمة التي تطال الأطفال في مالي؛ إذ أشارت بيانات للأمم المتحدة إلى مقتل 150 طفلًا في النصف الأول من عام 2019 إثر هجمات إرهابية، كما أدى تزايد العنف بين الطوائف ووجود الجماعات المسلحة والهجمات المتكررة إلى مقتل وتشويه الأطفال وتشريدهم وانفصالهم عن أسرهم، وتعرضهم للعنف الجنسي والصدمات النفسية، فضلًا عن تعرضهم للحرق أو الخنق حتى الموت داخل منازل أُشعلت فيها النيران.
وبحسب «يونيسيف»، فإنه يتم تخريج دفعات من الأطفال، جاهزة للقتال لا تتجاوز أعمارهم 16 عامًا، ثم استغلالهم كعناصر انتحارية أو في عمليات التجسس، لما لهم من قدرة على التنقل والتخفي ومعرفة الطرق على الأرض.
وأشارت «اليونيسيف» إلى أن غسيل الأدمغة يعد من أشد وسائل تجنيد الأطفال لدى الجماعات المتطرفة، إذ يتم بث معلومات مغلوطة تحقق أهدافهم ومصالحهم الإرهابية.
وتضمنت أساليب التجنيد أيضًا، اللجوء إلى شبكات الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لاستدراج الأطفال الذين لا يرتادون المدارس، وتقديم الإغراءات عبر المخيمات الدعوية وتوزيع الهدايا، والسماح لهم باستخدام أسلحتهم واللعب بها، فضلًا عن تجنيد أعداد كبيرة من الأطفال الأيتام، وأطفال الشوارع.





