ad a b
ad ad ad

تفجيرات إيران.. الإهمال سيد الموقف و«نظام الملالي» يرجح وجود مؤامرة

الإثنين 13/يوليو/2020 - 10:00 ص
المرجع
نورا بنداري
طباعة

شهدت إيران بداية من 25 يونيو 2020 أربعة انفجارات متتالية، منها اثنان في منشآت عسكرية ونووية، الأمر الذي يوضح وجود خلل في البنية الدفاعية لمؤسسات نظام الملالي.


وبدلا من أن يسعى مسؤولو النظام الإيراني لكشف ملابسات تلك الانفجارات، والعمل على مواجهتها، يلقون باللوم على من يطلقون عليهم «أعداء الثورة» الساعين -وفقًا لمزاعم الملالي- إلى عرقلة الاتفاق النووي، واستغلال تصدي البلاد للمشكلات الاقتصادية التي تواجهها، وهذا ما أكده رئيس منظمة الدفاع المدني «غلام رضا جلالي» في 3 يوليو 2020، عقب انفجار منشأة «نطنز» النووية، مبينًا أن معظم الحوادث التي وقعت خلال الأسابيع الماضية نجمت عن عدم مراعاة معايير السلامة، لكن بعضها ربما يكون بسبب أعمال العناصر المعادية للثورة.

 تفجيرات إيران..

انفجارات بالجملة

بداية الانفجارات كانت في 25 يونيو 2020؛ حيث وقع انفجار في مركز «سينا أطهر» الطبي بشمال طهران الذي نجم عنه مقتل ما لا يقل عن 19 شخصًا، بسبب عدم الامتثال لمعايير السلامة في تخزين أسطوانات الغاز، أعقب ذلك بيوم انفجار في «موقع خوجير» لتصنيع واختبار المتفجرات العسكرية في منطقة بارشين للصناعات الدفاعية شرقي طهران.


وفي خلال 24 ساعة من انفجار «خوجير» وقع انفجار في منشأة «نطنز» النووية، أعقبهما انفجار فى 4 يوليو 2020 بمحطة كهرباء «مدحج زرغان» في مدينة الأحواز، جنوب غربي إيران، وهذه المحطة ترتبط بمحطات الطاقة النووية الأخرى في إيران.


ووجهت الصحف الإيرانية انتقادات عدة لمؤسسات الملالي المختلفة كالقضاء، والصحة، والشرطة، والبلدية، معتبرة أنها المسؤولة عن هذه الحوادث، وانتقدت صحيفة «اعتماد» رئيس البرلمان «محمد باقر قالبياف»؛ بسبب إهماله لقضية الأماكن والمباني المتهالكة، وعدم صدور قوانين بإغلاقها، مبينة أن «قالبياف» مشغول بمناقشة قضايا أخرى مثل، الاتفاق النووي، والعالم الافتراضي، ولا يهمه حياة المواطنين.


للمزيد: تطوير المنظومة الصاروخية الإيرانية المتهالكة.. الأسباب والتداعيات

فراس إلياس الباحث
فراس إلياس الباحث العراقي

ثغرات أمنية

حدوث تلك التفجيرات يأتي في وقت فيه تشهد فيه أجهزة الملالي العسكرية عدة ثغرات أمنية، وتؤكد عدم سعي هذه الأجهزة لإصلاح المشكلات التقنية والفنية التي تواجهها، إذ إن هذا العام ليس الأول الذي تشهد فيه البلاد مثل هذا النوع من الانفجارات والحرائق، ففي عام 2019، شهدت أماكن أخرى حرائق في مجمعات البتروكيماويات، وأعلنت الأجهزة وقتها في البداية أن تلك الحرائق ناتجة عن هجمات سيبرانية، ولكن بعد التحقيق كشفت أن هذه الحرائق نتجت عن عدم الامتثال لمعايير السلامة.


ورغم ما سبق، فلم يعلن النظام الإيراني حتى الآن عن الأسباب الحقيقة وراء تلك الانفجارات، الأمر الذي دفع البرلمان، في 4 يوليو 2020 لاستدعاء وزير الخارجية «محمد جواد ظريف» ورئيس منظمة الطاقة الذرية «أكبر صالحي»، لشرح ملابسات هذه الانفجارات في ظل الغضب الشعبي المتصاعد، وبعد إعلان مجموعة إيرانية سرية تطلق على نفسها اسم «نمور الوطن» مسؤوليتها عن التفجير الذي حدث في موقع «نطنز النووي» وسط البلاد.


فشل الأجهزة الإيرانية

يوضح الباحث العراقي المختص في الشأن الإيراني، «فراس إلياس»، أن التفجيرات المتصاعدة التي شهدتها إيران منذ يونيو الماضي ومطلع يوليو الجارى، شكلت حالة أمنية جديدة لم تعهدها البلاد سابقًا، والمثير للجدل أن أغلب هذه التفجيرات حصل في مجمعات عسكرية ومنشآت نووية، ورغم ذلك جاءت التصريحات الصادرة عن المسؤولين خلال الأيام الماضية، لتشير إلى أن هذه التفجيرات تعود لأعطال فنية، مع تأكيدهم وجود فرضية هجمات سيبرانية تتعرض لها إيران.


ولفت «إلياس» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن التفجير الهائل الذي شهدته القاعدة العسكرية في «بارتشين» والتي تعمل على إنتاج صواريخ مدفعية، وإجراء اختبارات متعلقة بتصميمات الأسلحة النووية، يشير إلى إمكانية تعرض إيران لهجمات سيبرانية؛ خاصة أن أجهزة إيرانية شنت هجمات سيبرانية على قطاع الخدمات والنقل في «إسرائيل» في أبريل الماضي، ويحتمل أن ما حصل في 25 يونيو هو رد إسرائيلي.


وأضاف الباحث العراقي، أن التطورات الأمنية الأخيرة التي تشهدها إيران، أشرت لحالة فشل استخباري كبير لن تتمكن من تجاوزه خلال الفترة المقبلة، فضلًا عن سعي إسرائيلي واضح لإرسال العديد من الرسائل الواضحة للجانب الإيراني، وأهمها خلق حالة ردع تهدف إلى كبح جماح التهديدات الصاروخية التي تدعمها إيران، سواء في سوريا أو قطاع غزة، وهو ما يشير بدوره إلى تغيير واضح في قواعد الاشتباك بين الطرفين.


للمزيد: قتلى ومصابون في انفجار جنوب إيران

"