باغتيال معارضيها في الخارج.. إيران تشعل نار الإرهاب في أوروبا
وتاريخ إيران طويل في صناعة الإرهاب ودعمه، كدعم جماعات متطرفة، وتسليح ميليشيات، وإعدام أبرياء من دون محاكمات عادلة، ولكن ملف الاغتيالات التي يقوم بها النظام الإيراني، ضد المعارضين خارج إيران، هو الملف الأبرز الذي شكل صداعًا في رؤوس الدول الأوروبية التي تستضيف المعارضين الإيرانيين.
ولا يخفى على أحد أن إيران هي الدولة الراعية الأولى للإرهاب في العالم؛ حيث أسست العديد من المنظمات المسلحة في الداخل مثل ما يُعرف بـ«فيلق القدس» و«حزب الله»، و«عصائب أهل الحق» وغيرها الكثير، والعديد من الميليشيات الطائفية في عدد من الدول، بما فيها ميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن.
قلق غربي
وفي هذا السياق، أشارت الكثير من التقارير الإعلامية الأوروبية، إلى أن النظام الإيراني قد نقل
غرفة اغتيالاته باتجاه دول البلقان للعودة مجددًا إلى قلب أوروبا.
وذكرت الصحيفة الألمانية
«ذود دويتشه تسايتونغ»، في تقرير نشرته مؤخرًا، أن هناك كلمتين فقط تصنعان
معًا أكبر قلق للأوروبيين حاليًّا، وهي «إيران وإرهاب الدولة»، وقد ذكر
التقرير رصد أجهزة الاستخبارات الأوروبية إرسال إيران فرق إرهاب واغتيالات إلى
القارة الأوروبية؛ لتصفية معارضين لنظام الملالي.
وتابع تقرير الصحيفة
الألمانية، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رصدت في الفترة بين 1979
و1994، تنفيذ إيران 60 محاولة اغتيال كاملة بحق معارضين للنظام، وكثيرًا منها وقع في
أوروبا، وتساءلت الصحيفة: «هل لا تزال إيران تتبع نفس الأساليب؟».
وأضافت: القلق يملأ
العواصم الأوروبية، ووصل إلى مبنى المستشارية في برلين، بعد أن تبين أن إيران أرسلت
حديثًا فرق موت واغتيالات إلى القارة لاغتيال المعارضين.
وتابعت: «أجهزة
الاستخبارات تعمل على فرضية أن إرسال تلك الفرق هو فقط البداية، وأن طهران تهدد
أوروبا بموجة إرهاب جديدة».
شبكة تجسس
وشبكة النظام الإيراني
للتجسس والاغتيالات في أوروبا عملت من دون انقطاع منذ الثورة الإيرانية عام 1979،
فبعد سيطرة الملالي على الحكم في طهران عام 1979، بدأت الأنشطة الإرهابية
الإيرانية في الانتشار دوليًّا.
وبينما تنكر طهران ضلوعها
في مخططاتها لعمليات إرهابية، تكشف الوثائق والتحريات الاستخباراتية جانبًا
من تاريخ الإرهاب الإيراني الخارجي.
ويأتي كشف 3 أجهزة أمنية
في أوروبا، عن محاولة النظام الإيراني تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، كأحد الحلقات في مسلسل العمليات الإرهابية المباشرة لنظام الملالي.
وكشفت التحقيقات التي
قادتها الأجهزة الفرنسية والنمساوية والألمانية، أن أسد الله أسدي، وهو منصب
المستشار الثالث في سفارة إيران بفيينا، على صلة بالمخطط الإرهابي لتفجير مؤتمر
المعارضة الإيرانية في باريس، وقد تواصل مع المنفذين، قبل اعتقاله في ألمانيا.
عقوبات أوروبية على إيران
وفرض الاتحاد الأوروبي
خلال الفترة الأخيرة عقوبات على وزارة المخابرات الإيرانية ومسؤولين إيرانيين ردًّا على مؤامرات عرفت العام الماضي لاغتيال حبيب جبر، رئيس «حركة النضال العربي
لتحرير الأهواز» في الدنمارك، وكذلك محاولة تفجير مؤتمر منظمة «مجاهدي
خلق» الإيرانية المعارضة في قلب العاصمة باريس.
وأشاد وزير الخارجية
الدنماركي، «أندرس سامو يلسون»، بفرض عقوبات الاتحاد الأوروبي على إيران
باعتباره «يومًا مهمًّا للسياسة الخارجية الأوروبية».
ويشير العديد من المحللين
السياسيين، أن العقوبات الأوروبية على إيران تمثل صفعة مؤلمة للنظام الإيراني الذي
ينفي في كل مرة تورطه في الاغتيالات التي تطال معارضيه على أراضي أوروبا.
إرهاب إيراني في أوروبا
وفقًا لعدة تقارير غربية
فإن إيران قامت بالعديد من العمليات الإرهابية على الأراضي الأوروبية أبرزها..
في مارس 2018، دبر النظام
الإيراني هجومًا ضد تجمع كبير للمعارضة الإيرانية ومنظمة «مجاهدي خلق» خلال
احتفال «النوروز» في ألبانيا.
وفي 30
يونيو 2018، أحبطت السلطات الفرنسية هجومًا نظمته طهران، ضد
تجمع سنوي يدعمه المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية، في مدينة «فيلبنت» في ضواحي
باريس؛ حيث تورط فيهما سفارات النظام.
يوم 20 أغسطس 2018، تم إلقاء القبض من قبل الشرطة
الأمريكية على عميلين يحملان الجنسية الإيرانية الأمريكية، ويعملان لدى المخابرات
الإيرانية، ويخططان لشنِّ هجوم على المعارضة الإيرانية في واشنطن وبوسطن.
وفي 20 أكتوبر 2018، ألقت السلطات
الدنماركية، القبض على مواطن نرويجي من أصل إيراني، بعد أن أحبطت هجومًا إرهابيًّا في الدنمارك، والرجل الموقوف كان على اتصال بسفارة إيران في أوسلو حينها.
وخلال العام 2018 تم
ترحيل دبلوماسيين من هولندا، نتيجة هجوم إرهابي ضد المعارضة، ودبلوماسيين آخرين من
فرنسا، كرد على الهجوم الإرهابي في «فيلبنت».
وفي تصريح لـ«المرجع» قال
سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية: إن إيران مثلها مثل تركيا وقطر في رعاية
الإرهاب، لكن تظل إيران هي الأخطر؛ بسبب تطلعاتها للسيطرة على العالم من خلال
النووي الذي تمتلكه، خاصة الدول الأوروبية التي تحاول بأي شكل من الأشكال فرض
سيطرتها عليها.
وأكد «اللاوندي» أن أوروبا في الوقت الحالي منزعجة للغاية من طهران وحكومتها؛ بسبب تصرفاتها، خاصة أنها كشفت جميع مخططاتها الإرهابية تجاهها.





