مرتزقة أردوغان.. المفسدون في أرض ليبيا
الثلاثاء 30/يونيو/2020 - 10:16 ص
شيماء يحيى
بموجب اتفاقية مشبوهة أبرمت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الإخوانية في طرابلس، سُميت بمذكرتي التفاهم، ونصت على إرسال تركيا قوات مسلحة لمساندة حكومة السراج ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لم يتوان أردوغان عن إرسال مرتزقة سوريين لدعم ميليشيات السراج؛ وهو ما زاد من حدة تصعيد القتال الداخلي، الأمر الذي استدعى تدخل الأمم المتحدة، ورفع حالة التحذيرات من تداعيات مأساوية.
وكثرت تحذيرات خبراء أمميين من أن الاعتماد على المرتزقة، ساعد بشكل كبير على تصعيد النزاع في ليبيا، وقلل من فرص الوصول لحل سلمي، وينذر بتداعيات مأساوية على المواطنين الليبيين.
تحذيرات دولية
أعرب فريق الأمم المتحدة المعني بمسألة استخدام المرتزقة في بيان له قبل أسبوع، عن قلقه إزاء التقارير المنتشرة بشأن استخدام المرتزقة في ليبيا.
ووصف رئيس مجموعة العمل في الأمم المتحدة كريس كواجا، استخدام المرتزقة بأنه خرق لحظر الأسلحة الحالي الذي فرضه مجلس الأمن، ويشمل حظر إرسال المسلحين، إضافةً لانتهاكه الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة، واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم، والتي تعد ليبيا طرفًا فيها.
وكثرت دعوات الفريق الأممي إلى ضرورة التوقف الفوري عن تجنيد وتمويل ونشر المرتزقة؛ حفاظًا على الأمن الداخلي للبلاد، وعدم الاستمرار في الأعمال العدائية، وأشار الفريق إلى تورط تركيا في أعمال التجنيد، ونقل المرتزقة السوريين لمشاركة الميليشيات المسلحة على الأراضي الليبية.
المرتزقة السوريون
تسبب وجود المرتزقة على الأراضي الليبية في ارتكاب الكثير من الانتهاكات والجرائم، فمثلما فعلوا في سوريا يفعلون في ليبيا، فطالت جرائمهم التخريبية مدينة «ترهونة» جنوب شرق طرابلس، ووثقت مقاطع فيديو مصورة وصور عمليات سلب نهب للمحلات التجارية والمنازل ارتكبها المرتزقة.
وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن هذه الفئة لم تكتفِ بالأموال، ولكنها تنطلق وفق ثقافتها القائمة على الإجرام والإرهاب، وشاهدناهم في عفرين السورية، عندما دخلوا إليها وقاموا بنهبها كالجراد، وسرقوا كل شيء يُسرق ولا يُسرق، وقد تكون هناك ممارسات قتل بحقِّ الليبيين، والأمر الذي يمكن أن يمنعهم فقط من التمادي هو وجود مجتمع قبلي في ليبيا.
ووفق المرصد فإن الاستخبارات التركية تشرف على فصيل يضم الكثير من المسلحين المنتمين لتنظيم «داعش» الإرهابي، من مهامه تجنيد مرتزقة لصالح تركيا للقتال في ليبيا، ومن بينهم أكثر من 300 طفل تتراوح أعمارهم بين 14-18، تحت لواء فرقة السلطان مراد، مستغلين الحالة المتردية في سوريا وإغرائهم بالأموال.
بالإضافة إلى استمرار الميليشيات السورية الموالية لأنقرة في إرسال دفعات جديدة من مسلحيها إلى ليبيا، تحت وصاية تركية، وقدر المرصد السوري عدد المرتزقة السوريين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية بنحو 14 ألفا و700، يحملون الجنسية السورية، عاد منهم إلى بلدهم نحو 2600 فقط، كما تحدث عن مرتزقة وصلوا إلى معسكرات تابعة للجيش التركي؛ حيث يتلقون التدريبات هناك، مشيرًا إلى أن عدد هؤلاء بلغ 18 ألف مجند.





