ad a b
ad ad ad

مواجهة متأخرة.. بريطانيا تفتح ملف المهاجرين المتشددين بعد فوات الأوان

الجمعة 26/يونيو/2020 - 10:31 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

قبل ثلاثة أعوام فجر حادث مانشستر الإرهابي في بريطانيا، الحديث حول مدى ارتباط المتشددين في ليبيا، بدوائر المهاجرين ذوي الميول المتشددة في بريطانيا، ليعاد النقاش مرة أخرى في هذا الملف، بعد هجوم مدينة ريدينج نهاية يونيو 2020.

مواجهة متأخرة.. بريطانيا

فوضى الربيع العربي

ومنذ 2011، لعبت الفوضى الأمنية السائدة وسقوط نظامي بن علي والقذافي دورًا مهمًّا في السماح للعديد من الأفراد من ليبيا وتونس بالسفر إلى الخارج، ووصلوا إلى أعداد أعلى من الموجات السابقة من الإرهابيين الأجانب، والاعتماد على مجموعة تجنيد أكثر تنوعًا من الناحية الاجتماعية.


ومنذ ذلك الوقت، لعبت بريطانيا دورًا للمساعدة في سقوط القذافي، كما أنها على جانب آخر تساهلت مع طالبي اللجوء؛ حيث يُعتقد أن خيري سعد الله، المشتبه به في هجوم ريدينج الإرهابي، مواطن ليبي جاء إلى بريطانيا كلاجئ من الحرب الأهلية في البلاد، التي بدأت في عام 2014 أثناء محاولات بناء دولة ديمقراطية بعد سقوط العقيد معمر القذافي.

مواجهة متأخرة.. بريطانيا

تطرف مضاد

وأثارت القصة التي رجح شهود عيان أنها جاءت نتيجة تعرض لـ«تطرف مضاد»، الهجوم الذي نفذه سلمان عبيدي، وقتل 22 شخصًا بعد حفل أريانا غراندي في مانشستر أرينا في 2017.


عبيدي، الذي فر والداه من ليبيا في 1994، عاد إلى البلاد بعد سقوط القذافي في 2011 فقط ليعود إلى المملكة المتحدة مع استمرار القتال في ليبيا، لكنهم خلال وجودهما بأفريقيا، طوّر عابدي وعائلته روابط مع ما تسمى الجماعة المقاتلة الإسلامية، وهي جماعة إسلامية ساعدت في الإطاحة بالقذافي، ثم عاد لينفذ ما تعلمه في بريطانيا.

مواجهة متأخرة.. بريطانيا

تساهل بريطاني مع الدواعش

في حادث العابدي، أشارت تقارير، إلى أن هناك تأخيرات في التعامل مع التحذيرات بشأن متطرفين بينهم المنفذ، ووجود سياسة تسمح لليبيين في المملكة المتحدة بالسفر للقتال ضد القذافي والعودة لاحقًا، بما في ذلك بعض الذين كانوا قيد الإقامة الجبرية في المملكة المتحدة بسبب إجراءات مكافحة الإرهاب.


ويفسر هذا التساهل، الأحداث اللاحقة؛ حيث لم يكن على التنظيمات الإرهابية وبينها داعش، حاجة لإعلان وجوده بشكل رسمي في بريطانيا؛ حيث يتمكن أولئك المتطرفون العائدون من مناطق النزاع وبينها ليبيا من الترويج لأفكار الإرهاب، وتنفيذ عمليات فردية وفقًا لمنهجية التنظيم، والتدريبات التي حصلوا عليها خارج المملكة.


وتقول تقارير إن: عابدي كان يعرف العديد من المتطرفين البريطانيين الذين انضموا إلى الجماعة، كان صديقًا مقربًا لمجنِّد رئيسي في المملكة المتحدة للمجموعة، وقيل إنه التقى بمقاتلي الدولة الإسلامية في ليبيا.

مواجهة متأخرة.. بريطانيا

علاقة مريبة

وترتبط مجموعات من الإسلاميين الليبيين البريطانيين في مانشستر وليبيا، لبعضهم صلات بالقاعدة وتنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى، تمتد هذه العلاقات على جيلين في الأسر المقيمة في بريطانيا، وهذا يفسره استقبال بريطانيا للإرهابيين منذ التسعينيات، حتى تحولت لملاذ آمن لإرهابي جماعة الإخوان، وغيرهم الهاربين من مصر وليبيا وأفغانستان.


ويقول حرس رفيق، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كويليام، إن تطرف سلمان عبيدي كان نتيجة الأيديولوجية السلفية التي استوعبها في مانشستر منذ صغره؛ حيث تأثر بالراديكالية التي نشأ عليها في مانشستر وفي ليبيا نفسها.


يقول مساعد المفوض نيل باسو ، كبير المنسقين الوطنيين في المملكة المتحدة لمكافحة الإرهاب، في  مقابلة مع لجنة مكافحة الإرهاب: إن التهديد المحتمل الذي تشكله العلاقة المتشددة بين مانشستر وليبيا ربما لم يكن موضع تقدير كافٍ؛ حيث ترك الأشخاص يسافرون ذهابًا وإيابًا إلى ليبيا، على الرغم من إننا كنا نمنع الناس من فعل هذا في سوريا والعراق.

مواجهة متأخرة.. بريطانيا

جيتو ليبي في مانشستر

وتعد مدينة مانشستر بالمملكة المتحدة موطنًا لأكبر مجتمع من الليبيين خارج ليبيا؛ حيث تشير التقديرات إلى أن أعدادها تبلغ 5000 أو أعلى، ويتركزون في نحو 4 مقاطعات وضواحي.


تكون مجتمع الليبيون في بريطانيا بشكل كبير في الثمانينيات والتسعينيات، بعد أن غادروا ليبيا بسبب معارضتهم لنظام معمر القذافي، وكان من بين هؤلاء اللاجئين إسلاميون، بما في ذلك العديد من الأعضاء والقادة لما أصبح يعرف باسم الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية.


وأبرز من احتضنتهم بريطانيا، رمضان عبيدي (المعروف أيضًا باسم أبو إسماعيل) وهو مواطن ليبي غادر ليبيا إلى السعودية في عام 1991 بعد اتهامه باستخدام منصبه كمسؤول أمني حكومي لتسريب معلومات إلى الإسلاميين المناهضين للقذافي، وقد طلب هو وزوجته بعد ذلك اللجوء في المملكة المتحدة.


أشارت التقارير، إلى أن رمضان قد ارتبط بشخصيات إرهابية بارزة لها ارتباطات بتنظيم القاعدة، مثل أبو أنس الليبي، وعبد الباسط عزوز؛ حيث شارك أبو أنس الليبي في الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي، وأصبح عضوًا في تنظيم القاعد، وكان عضوًا قديمًا في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة منذ نشأتها، وحصل على حق اللجوء في المملكة المتحدة في عام 1995.

مواجهة متأخرة.. بريطانيا

دليل مانشستر

في عام 2000، اكتشفت الشرطة البريطانية في منزل الليبي في مانشستر دليل التدريب الإرهابي المكون من 180 صفحة بعنوان «الدراسات العسكرية في الجهاد ضد الطغاة»، والمعروف باسم «دليل مانشستر».


وفي ديسمبر 2014، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز عن سلسلة من الرسائل التي تنطوي على الليبي تم القبض عليها في مجمع بن لادن أبوت آباد خلال الغارة الأمريكية في مايو 2011، تضمنت الوثائق رسالة من الليبي إلى بن لادن، وكذلك مراسلات حول الليبي بين بن لادن ونائبه عطية عبد الرحمن.


مسجد ديدسبري

حضر العديد من المنشقين الليبيين الذين استقروا في مانشستر، بمن فيهم أولئك المرتبطون بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، مركز مانشستر الإسلامي، المعروف محليًّا باسم مسجد ديدسبري؛ حيث يُعتقد أن المسجد ينتمي إلى الإخوان، ولكن يُقال أيضًا أن العديد من الحاضرين في الجماعة كانوا مثل عائلة عبيدي من أتباع السلفيين.


وفي أغسطس 2018، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن تسجيل خطبة ألقيت في المسجد في ديسمبر 2016 ظهر فيها أحد أئمتها، مصطفى جراف، وهو مواطن ليبي بريطاني مزدوج، يطلب دعم الإرهابيين  في سوريا، لكن لم تتم إدانته بشيء.

"