ad a b
ad ad ad

بالمال والدعاية الرخيصة.. إيران تتوغل في الشمال النيجيري

الأربعاء 24/يونيو/2020 - 01:19 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

في حين تواجه التدخلات الإيرانية في الشرق الأوسط تحديات متعاظمة؛ تتمثل في ازدياد نقمة الشعوب بما فيها الشعب الإيراني على نظام الولي الفقيه، بالإضافة إلى رفض الدول العربية والغربية تلك التدخلات، تعول طهران على مد أذرعها داخل الدول الأفريقية لإنشاء مناطق تمركز في الدول الغنية منها، على غرار نيجيريا التي تعد كبرى الدول الإسلامية في أفريقيا بل كبرى دولها على الاطلاق من حيث عدد السكان، وأكبر منتج للنفط في القارة السمراء.


وتحاول طهران تكرار نماذج الحركات الشيعية الموالية لها مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي العراقي، عبر استغلال الديمقراطية النيجيرية في تشييع الشمال باستخدام المال والدعاية الرخيصة.

إبراهيم زكزاكي
إبراهيم زكزاكي
وقاد رجل الدين النيجيري المتشيع «إبراهيم زكزاكي»، الجهود الإيرانية التبشيرية بين السكان المسلمين وهو مسجون حاليًا بتهم شتى.


وعادت قضية «الزكزاكي» للواجهة بعد نشر الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام «شيرين عبادي» صورة تجمع زينب ابنة قاسم سليماني قاد فيلق القدس الإيرانى، بزكية ابنة الزكزاكي، محذرة من خطورة التدخل الإيراني في أفريقيا، مبينة أن أسرته وأبناءه يعيشون في فيلا فارهة وتتمتع بالرفاهية، بينما هناك مسلمون بنيجيريا في السجون معتبرة أن قمع وقتل مسلمي نيجيريا إحدى نتائج تصدير الثورة الإيرانية.


وتشارك رقية وبديعة وزكية وسهيلة بنات الزكزاكي في مختلف المناسبات في إيران. وتُسلّط وسائل الإعلام الضوء عليهن، لإظهار ما تصفه طهران  بأنه «انتصار» لها في خلق فتنة شيعية وسط الأغلبية السنية في نيجيريا، إذ يبلغ عدد سكان نيجيريا نحو 150 مليونا، معظمهم مسلمون سنة ولم تكن البلاد تعرف شيئًا عن التشيُّع حتى قيام الثورة الإيرانية، حيث تحول إبراهيم زكزاكي إلى المذهب الشيعي وبدأ في نشره داخل البلاد بدعم مالي من قبل إيران، لكنه لم ينجح في تحقيق تقدم ملحوظ حتى منتصف التسعينيات.

بالمال والدعاية الرخيصة..
واليوم تعيش في نيجيريا أقلية شيعية في مدينة «زاريا» بولاية كادونا في شمال البلاد، يقدر عددها بعشرات الآلاف وتدعي مصادر إيرانية أن عدد الشيعة في نيجيريا يصل إلى 10 ملايين نسمة لكن لا يوجد أي دليل على صدق تلك الادعاءات على الإطلاق.


يذكر أنه في منتصف ديسمبر 2015، وقعت اشتباكات مسلحة بين الجيش النيجيري ومجموعة الزكزاكي الشيعية قتل فيها المئات على خلفية محاولتهم اغتيال رئيس أركان القوات المسلحة النيجيرية، وتم اعتقال الزكزاكي وزوجته، ومنذ ذلك الحين تشتعل من حين لآخر احتجاجات لإطلاق سراح الرجل كان أبرزها ما وقع في 9 يوليو 2019 حين حاول اتباع الزكزاكي اقتحام مقر البرلمان، ما دفع الشرطة إلى التصدي لهم لتتكرر المحاولة ذاتها في 22 من الشهر نفسه، فوقعت مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى.

"