«تركيا ــ بوكو حرام».. محطات دعم «أنقرة» السري للجماعة الدموية
الأحد 21/يونيو/2020 - 02:32 م
أحمد عادل
لم يعد تمويل الجماعات الإرهابية من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقتصر على الموجودة في الدول العربية وحسب، بل امتد ليصل إلى عمق أفريقيا، خاصًة نيجيريا، البلد التي تتجرع إرهاب جماعة «بوكو حرام».
يعود تاريخ تأسيس «بوكو حرام» إلى عام 1995، وهو العام ذاته الذي أنشأ فيه الإرهابي «أبوبكر لاوان» جماعة تُعرف بـ«أهل السنة والهجرة» أو جماعة الشباب «منظمة الشباب المسلم» في منطقة مادوجيري بولاية بورنو (شمال شرق نيجيريا)، وانضم إليها وشكلها في الأصل مجموعة من الطلاب النيجيريين المتسربين من المدارس.
وعرفت الجماعة في بدايتها كجماعة دعوية إلى أن تولى المدعو «محمد يوسف» قيادتها عام 2002، الذي انشق عن جماعة الإخوان عام 1994.
وفي الأزمة الليبية، ترتبط الجماعة بالنظام التركي، فيما يتعلق بدعم إرهاب حكومة الوفاق في طرابلس ضد قوات الجيش الوطني الليبي؛ حيث تتمركز الجماعة الإرهابية في منطقة حوض بحيرة تشاد، كي تكون قريبة من ممرّات تهريب الأسلحة والنفط والذهب والبشر، بالتزامن مع التدخل التركي في ليبيا.
وفي عام 2019، كشفت وكالة الأنباء الفرنسية عن ضبط أسلحة تركية مرسلة لجماعة «بوكو حرام» عام 2017، وظهرت هذه المعلومات أثناء محاولة الوكالة تفنيد شريط مصوّر تناقله مرتادو صفحات التواصل الاجتماعي على أنه يوثّق لعملية ضبط أسلحة فرنسية موجّهة إلى «بوكو حرام».
وأكدت تقارير استخباراتية أن التواصل المستمر بين شبكات التهريب والمجموعات المتطرفة الخارجة عن القانون في منطقة الساحل، بات اليوم أكثر سلاسة بعد التدخل التركي، وتوافد آلاف المرتزقة إلى الأراضي الليبية.
خلال العام 2017، كشفت سلطة الجمارك النيجيرية عن شحنات أسلحة قادمة من تركيا، وصادرت في الأشهر التسعة الأولى من ذلك العام ما مجموعه 2671 بندقية «بومب أكشن» مصدرها تركيا.
وفي نوفمبر 2019، حذّر تقرير لمعهد «جيتسون» الأمريكي، من خطر الأسلحة التركية التي يتم إرسالها إلى نيجيريا، مشيرًا إلى أنها لا تهدف لقتل المسيحيين فقط بل المسلمين أيضًا.
وتابع التقرير إن رعاية أردوغان للإرهاب قد لا تقتصر على دول الشرق الأوسط المجاورة، بل ربما وصلت إلى عمق أفريقيا، داعيًا إلى التحقيق الجاد في القضية وفرض عقوبات رادعة ضد أنقرة.
وأشار المعهد إلى أن التحالفات الأقل ذكرًا هو تحالف تركيا الواضح مع فرع تنظيم «داعش» الآخر في نيجيريا، وهو تنظيم «بوكو حرام».
وفي عام 2019، كشف معهد «أمريكان إنتربرايز» الأمريكي عن تسجيلات صوتية سربها أتباع حركة «جولن» في تركيا، تتضمن تسجيلات لمسؤولين أتراك بشأن دعم جماعة «بوكو حرام» الإرهابية في نيجيريا.
وقال تقرير للمعهد الأمريكي: «التسجيلات تقول إن قيادة الخطوط الجوية التركية المملوكة للدولة، أعربت عن غضبها من تهريب الأسلحة إلى نيجيريا على متن طائراتها لكي يستخدمها المتمردون، أي حركة (بوكو حرام).
وتابع التقرير: «يبدو أن الخطوط الجوية التركية كانت ترغب في ضمانات بألا تستخدم تلك الأسلحة سوى في قتل المسيحيين فقط وليس المسلمين».
ورغم وجود التسجيلات الصوتية، فإن مسؤولي الخطوط الجوية التركية أنكروا علمهم بها، وأنكروا صحتها، وأكد المعهد الأمريكي أن تلك الواقعة سبقت حادث اختطاف «بوكو حرام» لـ300 فتاة نيجيرية، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لتعلن تركيا صراحة دعمها للعناصر الإرهابية المتطرفة في أفريقيا، مثل «بوكو حرام» في نيجيريا و«القاعدة» في مالي.





