ad a b
ad ad ad

دعم الإرهاب وأجج نيران الحرب.. «أردوغان المُفسد» في الأرض السورية

الجمعة 19/يونيو/2020 - 10:21 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

ظهرت أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الجارة سوريا جليةً، منذ اندلاع الحرب بها عام 2011، إذ كان الظهور الرسمي لتلك الأطماع حين قامت أنقرة بتدريب المنشقين عن الجيش العربي السوري على أراضيها، إضافة إلى تزويد الفصائل المسلحة بالسلاح والعتاد، مرورًا بتشجيع الفصائل وإعلان العديد منهم ولاءها لأنقرة وباتوا مرتزقتها التي ترسلهم إلى شتى الأماكن لتنفيذ رغبات «أردوغان».


للمزيد: إنقاذًا لاقتصاد أنقرة.. ميليشيات أردوغان تجبر السوريين على تداول الليرة التركية

دعم الإرهاب وأجج

دعم إرهاب وإرسال سلاح


في بداية الأزمة السورية عام 2011، دفعت أنقرة المنشقين من الجيش العربي السوري إلى تلقي تدريبات عسكرية داخل الأراضي التركية، حيث أعلن على إثر هذا، في يوليو 2011 ميلاد ما يعرف بـ«الجيش السوري الحر» الذي ولد تحت إشراف المخابرات التركية، وبدأت الأخيرة في إيواء عناصره، وقدمت لهم مناطق آمنة وقاعدة لشن عمليات معادية ضد الجيش العربي السوري.


لم تتوقف أنقرة عن هذا الحد، بل قامت بتقديم الدعم الكامل بالأسلحة والعتاد لإنشاء الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، بالإضافة إلى توفير ملاذ آمن للمعارضين السوريين، واستضافت تركيا زعيم الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، وباتت أنقرة معادية بشكل متزايد لسياسات الحكومة السورية؛ إذ شجعت المصالحة بين الفصائل المنشقة، وسعى «أردوغان» في بدايات الحرب السورية إلى إنشاء علاقة مع أي حكومة من شأنها أن تزيح الرئيس السوري بشار الأسد عن سدة الحكم.


وبدأ الدعم التركي يتوزع على الداخل السوري عقب الأزمة لكل من يتعلق بالجماعات الإرهابية وغيرها، إذ ظهر في تلك الفترة ما يعرف بـ«جيش الفتح» الذي ضم في كنفه العديد من الفصائل السورية المسلحة التي كانت تعد فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا وغيرها من الفصائل التي لا تنتمي لأي جماعات، وعلى رأسها جبهة النصرة وأحرار الشام، وفيلق الشام.


وفي الوقت الذي أعلن فيه تنظيم «داعش» الإرهابي وجوده في سوريا، رفضت أنقرة مواجهة مقاتليه بشكل مباشر، على الرغم من التهديدات المستمرة من التنظيم بمواصلة القيام بمزيد من العمليات على الأراضي التركية.


ونشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكي مقالًا في أبريل 2018، أكدت خلاله أنه عند ظهور «داعش» في سوريا والعراق، قام نحو 30 ألف مسلح باجتياز الأراضي التركية، وإنشاء ما يسمى بـ«الطريق الجهادي السريع»، حيث أصبحت تركيا قناة للمقاتلين الذين يسعون للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، إضافة إلى قيام تركيا بعلاج جرحى من مقاتلي التنظيم بالمجان في المستشفيات في جنوب شرق تركيا، وفق المجلة.


وخلال مقال الباحث «ديفيد فيليبس» تحت عنوان «حقيقة دور تركيا في سوريا»، أوضح أن تركيا كانت القناة الرئيسية لتدفق الأسلحة والأموال، واعتقدت أن انتصار الجهاديين سيتحقق لا محالة، بيد أن قوات الجيش العربي السوري كانت عنيدة، حيث قرر «أردوغان» بعد ذلك تعزيز الدعم لمقاتلي الفصائل، وأنشأت وكالة الاستخبارات الوطنية التركية الطريق الجهادي السريع من شانلي أورفا في تركيا إلى الرقة السورية، وساعدت 40 ألف مقاتل أجنبي من أكثر من 100 دولة عبروا تركيا إلى الصفوف الأمامية في سوريا.


اجتياح الأراضي


بدأت أنقرة فعليًا في الدخول إلى الأراضي السورية بقواتها العسكرية في 24 أغسطس 2016، تحت مزاعم الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث كان الدخول الفعلي الذي يعرف بـ«عملية غصن الزيتون»، على منطقة عفرين شمال غرب سوريا، بين القوات التركية من جهة وقوات حماية الشعب الكردية من جهة ثانية، مع حرب إعلامية من الجانبين، وهي عملية مشتركة شنتها تركيا بمشاركة فصائل «الجيش السوري الحر» المدعومة من قبلها في 20 يناير 2018، إذ ادعت الخارجية التركية أنها أبلغت السلطات السورية في دمشق عن تفاصيل عملية عفرين في بيان خطي، في حين نفت وزارة الخارجية السورية هذا الأمر بعد بضعة أيام من انطلاق العملية العسكرية.


ويعد إقليم منطقة عفرين الواقع شمال غرب سوريا، جيبًا معزولًا عن بقية مناطق الفيدرالية الديمقراطية ويحيط به مناطق تسيطر عليها فصائل عملية درع الفرات .


دخلت تركيا الأراضي السورية وسيطرت على عفرين بهدف واحد معلن، وهو القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها أنقرة على أنها منظمة إرهابية، كما ذهبت حكومة «أردوغان» إلى تبني موقف صارم وحازم تجاه كل من ينتقد العملية أو يحتج عليها في الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتقلت على إثر الاعتراض نحو 600 شخص بتهمة نشر الدعاية الإرهابية وتمجيد ودعم الإرهاب.


ويعود الهدف الأساسي من الغزو التركي إلى رغبة أنقرة بإعادة قسم من اللاجئين السوريين إلى ديارهم، إذ قال «أردوغان» في أواخر يناير 2018 أمام تجمُّع من حزب العدالة والتنمية في مدينة بورصة التركية، إنّ 55% من أهل عفرين هم عرب و35% من الأكراد وصلوا لاحقًا، وإنّ الهدف الأساسيّ هو «تسليم عفرين إلى أصحابها الحقيقيّين»، وأن هدفنا الأساسي هو إعادة 3.5 مليون لاجئ سوري يعيشون على أراضينا بأسرع وقت.


ولفت الباحث «ديفيد فيليبس» خلال مقاله الذي جاء تحت عنوان «حقيقة دور تركيا في سوريا»، أن تركيا غزت الأراضي الكردية شرق الفرات في أكتوبر 2019، وقُتل المئات وشُرد كثيرون، بمن فيهم الأكراد والأرمن والمسيحيون، وارتكب وكلاء تركيا الجهاديون فظائع، وقاموا بتشويه جثث، وسعى «أردوغان» لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم مهاجمة إدلب، آخر معقل لمقاتلي الفصائل في شمال غرب سوريا.


ولاء أفراد


في المقابل، عمل «أردوغان» قدر الإمكان على وجود فصائل مسلحة لتنفيذ رغباته ومخططاته في دول الشرق الأوسط عبر إعلان ولائهم له، وتلقت الفصائل المسلحة الموجودة في الشمال السوري وإدلب دعمًا كاملًا من أنقرة بالسلاح والعتاد والتدريب، إضافة إلى تجنيد العديد من المرتزقة في صفوف تلك الفصائل للذهاب إلى الحرب بالوكالة إلى ليبيا التي شهدت دعم تركيا لميليشيا الوفاق.


وجمع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تلك الفصائل في كيان موحد يأتمر بإمرته لشن حروبه التي يديرها، وعرف الكيان في الشمال السوري بـ«الجيش الوطني السوري»، وهو كيان موحد دشنته تركيا ليجمع الفصائل الموالية لها تحت مظلة واحدة، وضم فصائل «فيلق الرحمن، والجبهة الشامية، والسلطان مراد، وسليمان شاه، وفرقة المعتصم» وباتت معظمها تحت إمرة أردوغان.


للمزيد: الهروب الكبير.. لعبة أردوغان مع داعش مقابل البقاء العسكري في سوريا

 

"