طهران وأنقرة تلتقيان على «مائدة المصالح»
يجرى محمد جواد ظريف، الاثنين 15 يونيو 2020، مباحثات فى أنقرة تتضمن مناقشة المستجدات والترتيبات الإقليمية في المنطقة، والتي تتعارض فيها مصالح البلدين بشكل كبير، فالمشروع الايراني التوسعي يريد ألا يصطدم على الأرض بالآخر التركي الذي يسعى لإحياء الخلافة العثمانية على الأراضي العربية، وبالتالى يسعى الطرفان لتنسيق خطواتهما باستمرار.
تصادمت المخططات التركية مع نظيرتها الإيرانية منذ بضعة أشهر في الشمال السوري ووصل الأمر إلى حد القتال فبعد مصرع عشرات الجنود الأتراك في فبراير الماضي، استهدفت قوات الجيش التركى القوات التابعة لإيران، ومن ثم أصدرت طهران تعليمات لقواتها بعدم الرد على الهجمات، ودعت أنقرة إلى "تحكيم العقل" منعا لتجاوز الأمور نطاق السيطرة.
وتأتي زيارة "ظريف" إلى أنقرة، والتى بدأت الأحد 14 يونيو، بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية الروسية بشكل مفاجئ في إرجاء اجتماع وزراء خارجية ودفاع موسكو وأنقرة وأنه سوف يحدد في وقت لاحق، وأنها تعمل مع تركيا بنشاط على دعم تسوية في ليبيا.
وتدعم تركيا وروسيا التي تقارب قادتهما في الأعوام الأخيرة، طرفي القتال في ليبيا، فالأولى تشارك قطر في دعم ميليشيات حكومة الوفاق التي يتزعمها فايز السراج، فيما تدعم موسكو قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتم الكشف مؤخرا عن تدخلات إيرانية في الشان الليبي، تمثلت في خرق حظر تصدير السلاح المفروض على ليبيا منذ عام 2011 وتصدير صواريخ "كاتيوشا" إلى الليبيين سعيا لامتلاك اوراق تفاوضية تمكنها من المساومة في اي مفاوضات دولية مقبلة.
وصنعت كل من أنقرة وطهران وموسكو مسارا مستقلا للتنسيق فيما بينهم للتباحث حول الأزمة السورية، لكنه لم ينجح في إزالة تناقضات المصالح بين أطرافه بل فقط في إدارة تلك التناقضات وعدم السماح بتفاقم الوضع بينهم.
وفيما تتواجد القوات التركية في الشمال الغربي من سوريا توجد القوات الإيرانية في أنحاء عديدة؛ لاسيما في الشرق وحلب وضواحي العاصمة دمشق، كما تسعى طهران لتعزيز التعاون مع أنقرة فقد أفادت وكالة "مهر" للأنباء التابعة للحرس الثوري الايرانى، بأن تركيا ستفتح الأجواء أمام الرحلات الجوية من إيران في الأول من أغسطس المقبل.
جدير بالذكر أن تركيا فتحت بواباتها الحدودية مع جميع الدول المجاورة لها باستثناء إيران وذلك بعد تخفيف إجراءات الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.





