المرعوب يرفض السلام.. «إعلان القاهرة» يفضح نوايا أردوغان ومطامعه في ليبيا
تخوفات تركية بشأن المبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي من قصر الاتحادية، السبت 6 يونيو 2020، والاتفاق على «إعلان القاهرة»، من أجل الوصول لحل سياسي للأزمة، ووقف فوري لإطلاق النار؛ حقنًا للدماء المسالة على الأراضي الليبية، وتمهيدًا لإعادة بناء الدولة والمؤسسات.
إعلان القاهرة
وقد دعا «إعلان القاهرة» الاتفاق المبرم بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، بجانب رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، إلى تشكيل مجلس رئاسي ليبي يضمن تمثيل الأقاليم الليبية الثلاثة، وتفكيك الجماعات المتطرفة.
ولكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توجس خيفة من القوة الناعمة التي تمثلها مصر فيما يخص الحديث عن الأزمة الليبية، لتعارض مصالحها وأطماعها في الثروات النفطية بمنطقة المتوسط، وعدم تحقيق مطامع أردوغان في تجديد الحلم العثماني، والسيطرة على المنطقة، وتبرير تدخلاته بمعاونة حكومة الوفاق الإرهابية، ودعمها بميليشيات ومرتزقة على الأراضي الليبية.
وللمزيد.. إعلان القاهرة.. مصر تدعم جيش وبرلمان ليبيا بحلول سياسية لحقن الدماء
الضربة القاصمة
قال محمد ربيع الديهي، الباحث في الشأن التركي: إن إعلان القاهرة يعد ضربة قاصمة للأطماع التركية في ليبيا، بل إنه يثبت للعالم أجمع مدى حرص مصر على الحل السياسي للأزمة الليبية، بخلاف الدور التركي القائم على الحل العسكري ودعم الإرهاب في الداخل الليبي، ومن هنا جاءت ردود الفعل الدولية المؤيدة لإعلان القاهرة والمساندة للموقف المصري القائم على مجموعة من الأسس والمعايير، أول هذه الأسس هي وقف إطلاق النار، واستناف مفاوضات 5+5، فضلًا عن ضرورة تفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها، وهي الأسس التي لقيت ترحيبًا دوليًّا من الدول الكبري في العالم والدول الأوروبية كافة، وغالبية دول الشرق الأوسط التي رحبت بالمبادرة المصرية.
تضرر مصالح أردوغان
وأضاف الديهي في تصريح لـ«المرجع»، أن الموقف التركي الرافض لهذه المبادرة جاء في إطار التخوف من تفكيك الميليشيات المسلحة الموالية لأردوغان في ليبيا، فضلًا عن التخوف التركي من ضياع آخر فرصة لدعم جماعة الإخوان في المنطقة؛ إذ تنظر تركيا لليبيا باعتبرها ولاية تركية، وأنها آخر متنفس لدعم الإخوان في المنطقة؛ لإحياء الحلم العثماني، كما أن الهدف التركي الآخر المتمثل في الاستيلاء على الثروات الليبية سيصبح بعيد المنال إذا تم التوصل لحل سياسي في ليبيا.
مزاعم الحماية
يقوم الوجود التركي في الأساس داخل ليبيا على فكرة دعم الجماعات المسلحة بحجة حماية حكومة السراج في مقابل الاستيلاء التركي على ثروات ليبيا من الغاز، وإزعاج تركيا الدول الأوروبية ومصر من خلال الوجود في ليبيا، إضافةً لعدم رغبة تركيا في خسارة ليبيا، لموقعها داخل الاستراتيجية التركية لإعادة إحياء الخلافة العثمانية، ولأهميتها في تسهيل التدخل التركي في العمق الأفريقي.
رفض متوقع
وأردف الباحث في الشأن التركي أن الجميع يجب أن يدرك الرفض التركي لهذه المبادرة المصرية، هو أمر متوقع سابقًا في ظل العناد التركي، وإعلان الرئيس أردوغان استمرار بلاده في إرسال المرتزقة إلى ليبيا مهما كلفه الأمر، ولكن هذا العناد الذي بات مكشوفًا الآن أمام الرأي العام العالمي، سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى تدخل دولي لتحجيم الدور التركي في ليبيا، فضلًا عن أن استمرار الأفعال التركية في ليبيا يعد تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، وهو ما أكده الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي لإعلان القاهرة؛ ما يعني أن استمرار إرسال المرتزقة إلى ليبيا وعدم التزام أنقرة بالاتفاق، قد يتبعه تدخل مصري لحماية أمنها القومي، وهو ما يخشاه النظام التركي، ويسعى بكل القوة للسيطرة على أغلب الأراضي في ليبيا لتحقيق انتصارات ميدانية تمكنه من التباهي بها أمام أتباعه في ظل حالة عدم الثقة التي تتنامى في نفوسهم نحوه، والتي تؤكد فشل مشروعه.
وللمزيد.. قبل الانتخابات المرتقبة.. شعبية أردوغان تنهار في الأوساط التركية





