ad a b
ad ad ad

الجيش الإيراني والحرس الثوري.. صراع أذرع الملالي العسكرية على الهيمنة

الثلاثاء 09/يونيو/2020 - 03:49 م
المرجع
طباعة

ظهور لافت اتضح مؤخرا بقوة للحرس الثوري الإيراني على الساحة السياسية والإعلامية والاجتماعية للمجتمع الإيراني، ورغم أن الحرس عليه التركيز على النشاط العسكري بجانب الجيش الإيراني، إلا أن الحرس أعلن عن أجهزة وهمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، إضافة إلى سعي قيادته للهيمنة على البرلمان الإيراني بكافة لجانه، خاصة بعد انتخاب «محمد باقر قاليباف» القيادي السابق بالحرس الثوري؛ رئيسًا للبرلمان الإيراني في 28 مايو 2020.


بدورهم رفض قادة الجيش الإيراني تمدد نفوذ الحرس إلى هذا الحد، ما يكشف عن صراع قادم بين أذرع الملالي العسكرية.


الجيش الإيراني والحرس

صراع أذرع الملالي

وفي سياق هذا، تداول الإيرانيون في 31 مايو 2020 مقتطفات من حوار مسجل أجرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» مع المنسق العام للجيش الإيراني «حبيب الله سياري»، جاء في الحوار الذي حذفته الوكالة الإيرانية فيما بعد؛ توجيه «سياري» انتقادات وتلمحيات ضمنية للحرس الثوري، بسبب تدخله في السياسة والاقتصاد والإعلام، وتجاهل الإعلام الرسمي لأنشطة الجيش الإيراني.


ولفت «سياري» إلى أن الجيش لا يتدخل في السياسة، لأن التسييس مضر للقوات المسلحة، كما أن دخول الأجهزة العسكرية إلى الأنشطة الاقتصادية أمر غير مقبول، لأنه ليس من مصلحة القوات المسلحة التدخل في الاقتصاد.


وأشار «سياري» عندما سئل عن غياب الجيش عن الإعلام أنه ليس ضروريًا أن يقوم الجيش بإعلان كل خطوة يقوم بها إلى وسائل الإعلام، وبين أنه إذا تطلب الأمر ذلك في إيران، فإن الجيش لديه إمكانية تنشيط مكتب العلاقات العامة وتوسيع أنشطته الإعلامية، بل أنه  انتقد وسائل الإعلام لتجاهلها أنشطة الجيش مقارنة بالآخرين.


وانتقد «سياري» تجاهل دور الجيش الإيراني في حرب الخليج الأولى (الحرب الإيرانية العراقية التي امتدت بين 1980 و)1988؛ خاصة في سلسلة البرامج الوثائقية عن الحرب التي  أنتجها قسم الدعاية في «الحرس الثوري» تم فيها تجاهل دور الجيش.


كيان موازي

يذكر أن «الحرس الثوري» يعد جهازًا موازيًا للجيش الإيراني، إلا أن الحرس يحظي بدعم مباشر من المرشد الإيراني وذلك منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وعادة ما يختار المرشد رئيس الأركان المسلحة من الحرس الثوري، ما يؤكد أن التنافس بين الحرس والجيش ليس بجديد، إلا أن الخلاف فيما بينهم لم يظهر إلى العلن دائمًا بسبب دعم المرشد للحرس وأشادته دائمًا بدوره.

 للمزيد: أزمة كورونا.. فرصة الحرس الثوري والمحافظين للوصول لحكم إيران

استهداف مقصود

وقبل حديث المنسق العام للجيش وانتقاداته التي وجهها بشكل غير مباشر للحرس الثوري، أشار بعض المحللين والخبراء إلى أن حادث استهداف سفينة الإمداد الحربية الإيرانية «كوناراك» بصاروخ من قبل المدمرة الإيرانية «جاماران» التابعة للجيش، التي كانت تختبر صاروخاً جديداً مضادا للسفن، خلال مناورة في مياه بحر عمان قرب خليج هرمز جنوب إيران، ونجم عن ذلك غرق «كوناراك» في 10 مايو 2020، لم يكن عن طريق الخطأ، بل أنه  حدث مقصود من قبل الجيش موجه إلى الحرس الثوري، الأمر الذي يشير إلى وجود خلافات متعددة بين الجانبين.


محمد العبادي
محمد العبادي
استهداف الجيش منذ القدم

وفي إطار ذلك، أوضح «محمد العبادي» مدير مركز جدار للدراسات والباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أنه منذ وصول «الإمام الخيمني» إلى إيران وتأسيس نظام الجمهورية في عام 1979، وقد عمد إلى تفكيك جيش الشاه، ترهيب القادة والجنرالات بالسجن والإعدامات التي قادها أول مدعي عام في إيران «صادق خلخالي»، ما دفع جنرالات جيش الشاه إلى الهروب من إلى خارج البلاد، وعقب السنوات الأولى للثورة الإيرانية، تم إضعاف جيش الشاه، بحجة مقاومة الانقلابات العسكرية من جنرالات الجيش.

وأشار «العبادي» في تصريح خاص للمرجع، إلى أنه مع تدشين الحرس الثوري راهن المرشد الإيراني على القوة العسكرية العقائدية الوليدة، لحماية النظام من الانتفاضات الشعبية ومن التقلبات الخارجية، ليبدأ تضخيم الحرس على حساب الجيش الإيراني، ويظهر هذا جليا في مقارنة الميزانية المعتمدة للكيانيين فدائمًا ما تبلغ ميزاينة الحرس أضعاف ميزانية الجيش، كمثال ميزانية عام 2019، فقد حصل الحرس الثوري على 6 مليارات دولار، بينما حصل الجيش الإيراني على مليار ونصف فقط.

وأضاف أن المحسوبين على الحرس الثوري والجناح المتشدد اعتادوا الإساءة للجيش الإيراني وقادته، حتى على التلفزيون الرسمي للدولة، وأبرزهم واقعة إذاعة فيلم وثائقي يشير إلى ضعف الجيش، واتهامات المنظر المتشدد «حسن عباسي» لقادة الجيش بالضعف، ما استوجب تدخل المرشد الحالي «خامنئي» بنفسه في حينها.

للمزيد: رئاسة البرلمان القادم.. صراع الأصوليين الإيرانيين في ظل أزمة «كورونا»
"