موسكو تدخل على خط الأزمة بقوة.. دعم روسي كامل للجيش الوطني الليبي
لايزال النظام التركي بزعامة رجب طيب أردوغان مستمرًا في إرسال الأسلحة إلى الأراضي الليبية، داعمًا لميليشيات حكومة الوفاق الإخوانية، بما يخدم مصالحه وأطماعه في البلاد، محاولًا هرقلة جهود الجيش الوطني الليبي في مجابهة الميليشيات الإرهابية، وتحرير طرابلس من قبضة «الوفاق».
لم تكن تلك الأولى للتدخل التركي في ليبيا، فهناك سنوات من الصراع ظهرت إرهاصاته منذ عام 2014، لكنه حاليًّا بات معلنًا واضحًا يتفاخر به أردوغان أمام العالم، وعمل هذا التدخل على تأخير المسارات السياسية في التوصل لحلول سلمية، من بينها مخرجات مؤتمر برلين للسلام.
لم يكن المجتمع الدولي فاعلًا بما يكفي لفض الاشتباكات على الأراضي الليبية، لكن الولايات المتحدة أعربت عن رفضها التصعيد العسكري، وذلك خلال اتصال هاتفي بين مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق، الذي سمح بتحويل طرابلس لقاعدة تركية، وأكد بومبيو أنه يجب الإبقاء على المسار السياسي، وتفعيل نتائج مؤتمر برلين.
وبالعودة لمؤتمر برلين المنعقد في يناير 2020، فقد أدى خرق تركيا للاتفاقات المبرمة به إلى فشل الجهود الدولية المبذولة، ودعوات وقف إطلاق النار، باستمرار ضخ أنقرة الأسلحة والزخائر والمرتزقة إلى الأراضي الليبية.
وللمزيد.. «قمة برلين».. بين سقف الطموحات والواقع على الأرض
وفي بيان سابق من البيت الأبيض، أكد اتفاق الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة وقف التصعيد العسكري، والتدخل الأجنبي المتنامي في ليبيا.
وأكد البيان رفض التدخل التركي في الأراضي الليبية، وعدم استغلال الفوضى، وإثارة فوضى جديدة، وفي دعوة واضحة لوقف إغراق البلاد بالأسلحة والميليشيات والمرتزقة الإرهابية، الداعمة لحكومة الوفاق.
وللمزيد.. مؤتمر الجزائر.. جهود حثيثة لحل الأزمة الليبية و«الوفاق» تتهرب من المشاركة
هناك تطورات متباينة بين موقف موسكو وأنقرة حول الوضع في ليبيا، فقد أعربت روسيا سابقًا عن تخوفات من التدخل العسكري الخارجي في الشأن الليبي، الذي بالتأكيد سيزيد من حدة الموقف في هذا البلد، وبعد إعلان توقيع أنقرة مذكرتي تفاهم عسكرية وبحرية مع حكومة الوفاق، بدأ القلق لدى موسكو، لما ستؤول إليه الأوضاع إزاء التدخل وتضارب المصالح.
وأعلنت الرئاسة الروسية، السبت 23 مايو 2020، دعمها الكامل للجيش الوطني الليبي؛ لمواجهة التدخلات العسكرية التركية السافرة على الأراضي الليبية، وقالت إن أي تهديد للجيش الليبي سينعكس على روسيا بصفة واضحة، مؤكدة أن جماعة «الإخوان» وراء هذه التدخلات، لأغراض مغرضة في السيطرة على منطقة المتوسط، ونشر الفوضى في ليبيا، والمنطقة العربية بالكامل.
حكومة الوفاق
كان من المفترض أن تكون حكومة الوفاق راعية لليبيين كافة، وفقًا لنصوص اتفاق الصخيرات، الذي جاء لإنهاء الحرب المندلعة منذ 2014، لكن «الوفاق» في طرابلس جاءت لتخدم الميليشيات والخارجين عن القانون، وتستغل أموال الشعب الليبي لدعم المرتزقة والإرهابيين.
ومنحت حكومة الوفاق الشرعية للإرهابيين، ونصبتهم برتب عسكرية، رغم كونهم مدرجين على قوائم الإرهاب في مجلس الأمن، إذ يوضح المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن الميليشيات الموالية لحكومة السراج تنقسم إلى نوعين، ميليشيات إجرامية وأخرى إرهابية متطرفة، وأن الميليشيات حصلت على مليارين و400 مليون دينار من السراج، بشكل نقدي، مع بداية عملية طرابلس.
وللمزيد.. هربتهم للقتال.. ميليشيات «الوفاق» تضم مقاتلين جُدد من سجون الإرهاب





