وسط اتهامات بضلوع «القاعدة».. واشنطن تصف هجوم قاعدة كريستي بالإرهابي
كشفت وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، «ليا جريفز» عن تصنيف الولايات المتحدة، حادث إطلاق النار على قاعدة «كوروبوس كريستي» البحرية بولاية تكساس، وسط جنوب البلاد في ٢١ مايو ٢٠٢٠، عملًا إرهابيًّا.
وأكدت «جريفز» أن التحقيقات لم تنتهِ بعد، وأن المعلومات الأولية تشير إلى وجود شخص آخر ساعد المتهم في تنفيذ عمليته، وأن هذا الشخص لديه مكانة مجتمعية مرموقة، مكتفية بذلك دون ذكر اسمه.
وأدى الحادث إلى مقتل المهاجم، وإصابة أحد أفراد قوة التأمين بإصابات طفيفة، ولم تكشف السلطات الأمريكية معلومات كثيرة عن المنفذ بل أفرجت فقط عن اسمه وهو «آدم السهلي»، وذلك وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» من تغطية إخبارية للعملية، فيما لم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها عن الواقعة.
ولفتت وزارة العدل الأمريكية في تحقيقاتها أن ضباط الأمن عثروا على وسائط إلكترونية في مكان الحادث، مكنتهم من الوصول إلى هاتف آدم السهلي، والاطلاع على بعض البيانات الخاصة به، مؤكدة دور ذلك في تسهيل كشف ملابسات العملية الإرهابية بشكل كامل.
هل نفذها تنظيم القاعدة؟
تأتي الحادثة بعد أيام فقط من إعلان مكتب النائب العام الأمريكي، وليام بار تورط تنظيم القاعدة في حادثة إطلاق النار التي وقعت في قاعدة «بنساكولا» العسكرية بولاية فلوريدا في ٦ ديسمبر ٢٠١٩، على يد محمد سعيد شمراني الطالب العسكري سعودي الجنسية، الذي كان يؤدي تدريبات مشتركة بالموقع؛ ما أدى إلى سقوط ٣ من العسكريين زملائه و٧ آخرين إلى جانب مقتله.
ويبدو أن أصابع الاتهام عادت لتشير مجددًا لتنظيم القاعدة في حادث كريستي، إذ كشفت عملية المراجعة التي تمت حتى الآن حول الحسابات الشخصية للمهاجم على مواقع التواصل «فيس بوك» و«تويتر»، وجود منشورات حول القضايا الجيوسياسية الإسلامية، فضلا عن الترويج لمقولات تعود إلى أحد كبار علماء الشرع التابعين لتنظيم القاعدة في اليمن، والذي اعتقل سابقًا في معتقل جوانتانامو، إبراهيم الربيش، قبل أن يقتل بطائرة أمريكية بدون طيار في ٢٠١٥، كما روج في بعض منشوراته الأخرى لحركة طالبان، مع تدوينات أخرى عن فضل الاستشهاد في سبيل الله، وقتل أعدائه.
وبناء عليه، يتخوف ساسة ومتابعو ملف العمليات المتبادلة بين واشنطن والقاعدة، من عودة التنظيم لاستهداف مناطق عسكرية أو حساسة داخل البلاد، وهو ما يحيلنا إلى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والذي قد يفتح المجال لتدريبات أوسع وأكثر مرونة للتنظيم، ليتمكن من مهاجمة الأهداف الأمريكية مخططًا لها عن بعد مثلما حدث مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهو ذات السبب الذي حاربت من أجله واشنطن في أفغانستان، كما يترافق ذلك مع انشغال الحكومات بالإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وفي ورقة بحثية لمعهد الولايات المتحدة الأمريكية للسلام حول انضمام الشباب لتنظيم القاعدة تشير إلى خطورة عقيدة التنظيم على سلام واشنطن إذ يعتبرها العدو الأول له، وهو أيضًا التنظيم الذي استطاع تكبيدها خسائر فادحة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهجمات السفارات بنيروبي ودار السلام وغيرها من العمليات، ولذلك فإن خطر القاعدة لم يتوقف، وأنها لا تزال الأكثر تهديدًا لأمن البلاد.
يذكر أن «كريستي» هي قاعدة لتدريب ضباط الجوية البحرية (الطيارين البحريين) أسست في ١٩٤١، ومع تعرضها لإطلاق النار أكد المتحدث الرسمي باسم المنطقة البحرية الجنوبية الشرقية، تيف ستريكلاند ثنائه على العمل البطولي لقوات التأمين التي منعت المهاجم من الاقتحام، كما عبر بعض المسؤولين المحليين عن خشيتهم من وصول الإرهاب إلى هذه القاعدة العسكرية.
للمزيد.. بالأرقام.. هجمات القاعدة في أفغانستان ودلالة «سياسة التخلي» الأمريكية





